(ويسيلُ المذياعُ دماً)
لم نكنْ نعرفُ الملك ، ولم نرهُ
كنّا نعيشُ في أزقةٍ ضيقةٍ ، وبيوت أضيق منها
فرحين بما آتانا اللهُ من الرزق الحلال
كان السمك يأتي من النهرِ الى بيتنا راقصاً بعباءة أمي ..
وكنّا نصل الى المدرسة راقصين على أنغام الكمنجة ..
وما أدراك ما الكمنجة التي يعزف عليها المعلمُ
ونحن نتحلّقُ حولهُ بقيادة نار ونيران ونوري
ونهتف : إحنه صف الأول أحسن الصفوف
والميصدك بينه خل يجي ويشوف ..
وماذا يشوفُ ..؟
صبية يرتجفون من البرد
ودهن المشك يتلألأُ في أيديهم
سعداءُ كنّا قانعين .. لم نذق طعم الحلاوة
وحين مدحه وأعني طعمَ الحلاوة لا الرئيس
صبيٌ من زقاقنا ..
سألنا ومتى ذقت الحلاوة ..؟
أجابَ ، أنا لم أذقها ، ولكنَّ إبن بنت عمي
التي تسكن بغداد قد مصّ كاغدها ..
كاغد وجاسه الماي كلبي
هكذا صاحت أمي وهي تئنُ وتلوب وتبكي
أخي الذي جاءها بعد سبع بنات ،
ولا تعرف أين هو الآنَ ..؟
والله يمّه من جان إبطني أنزل الى الشط
وأغسل له وأسمعه يكركرُ..
يمّه لقد أخذه الحكم الجمهوري
طكوه إجتاف وصعدوه بالبيك أب
وتحاوروا معه بفوهات بنادقهم
مرةً سألنا المعلمُ : ما فائدة الأظافر؟
فأجبناه جميعاً: إنكصع بيها كمل
فيضحك كثيراً.
وقتها لمْ نعرف سبب ضحكه ، فبكينا كثيراً
موفق محمد