اعتنقوا الإسلام ولم يتبنوا القومية العربية.. ما لا تعرفه عن الشعوب الأمازيغية
كثيرا منا يعتقدون أن الشعوب الأمازيغية مصطلح حديث لكن قليلين لا يعرفون أن الشعوب الأمازيغية من أقدم الشعوب التي سكنت المناطق الشمالية لقارة إفريقيا، وكشفت أبحاث وراثية مُختلفة أنهم موجودون في تلك المنطقة منذ فجر التاريخ، ومع السنين اختلطت جيناتهم بجينات سلالات المحتلين والقبائل التي قدمت من أوروبا وإفريقيا.
ومن المعروف أن الأمازيغ هم من الشعوب غير السامية وتختلف ثقافتهم عن العرب وتعود تسميتهم إلى كلمة “مازيغ” أو “إمازيغن” وتعني الرجل الحر أو المتمرد الذي لا يمكن استعباده، ويرجع تاريخهم إلى عصر الإمبراطورية الرومانية على الأقل. وقد ظلوا هناك منذئذ، حيث لا زالوا محافظين على هويتهم الثقافية واللغوية المستقلة.
وينتشر الأمازيغ في مساحة تمتد من برقة وواحة سيوة على مشارف مصر شرقاً، حتى المحيط الاطلسي غرباً، وعلى امتداد الصحراء الكبرى والساحل الافريقي حتى موريتانيا ومالي والنيجر جنوباً. وقد كانت ديانتهم وثنية في سالف العصور ثم انتقلوا إلى اليهودية ثم المسيحية وظلوا طويلا عليها قبل أن يعتنقوا الإسلام إثر الفتوحات.
تقويم زمني خاص
وخصص الأمازيغ يوما كل عام هو الثالث عشر من شهر يناير للاحتفال برأس السنة الأمازيغية، ويرمز هذا التقويم إلى يوم انتصار الملك “شيشناق” الأمازيغي على الفرعون رمسيس الثاني، ويسمى عيد رأس السنة الأمازيغية بـ “ينّاير” وهي كلمة مكونة من “ينّ” بمعنى الأول و”آيار” بمعنى شهر، كما أنّها تعني “أول كلمة” ويقال إن معناها “في البدء كانت الكلمة” وقد كان لهم تقويم زمني خاص، ففي الزمن الأمازيغي، نحن الآن في عام 2966.
حضارات غنية
ويمتد تاريخ الأمازيغ إلى أكثر من 3000 سنة وقد اشتهروا منذ القدم وأقاموا حضارات غنية وممالك قوية عبر التاريخ، أشهرها المملكة النوميدية التي حكمها الملك ماسينيسا، ويحفل التاريخ الأمازيغي بأسماء ملوك كان لهم شأن عظيم سياسياً وثقافياً وتاريخياً منهم: الملكة ديهيا، الأمير كسيلة، والملك سيفاكس، وجايا، ويوبا الأول ويوبا الثاني، وهذا الأخير ارتبط بالأميرة سيلينا وأنشأ مجلساً نيابياً وجيشاً قوياً واهتم بالفنون والثقافة فازدهرت الحياة في عهده.
قمع ومضايقات
وقد اختلط الأمازيغ بشعوب وأقوام عديدة ومختلفة، منهم الفينيقيين واليونانيين والإيطاليين، اختلاطا عابرا، غير أنّهم اختلطوا وامتزجوا بالمصريّين القدماء والعرب والمسلمين بشكل أقوى. لكنهم عانوا كثيرا على مر السنين من القمع والمضايقات بسبب تصميمهم على الحفاظ على حضارتهم المُميّزة.
اختلافات عميقة
وتنتمي اللغة الأمازيغية إلى عائلة اللغات الأفرو أسيوية، ولها صلة باللغتين المصرية والأثيوبية القديمة. وتوجد لهجات مختلفة بينها اختلافات كثيرة وعميقة من ناحية النطق، ولكن لها قواعد ومفردات متماثلة.
ويبلغ عددهم حول العالم حوالى 55 مليون نسمة، منهم 20 مليوناً في العالم العربي ويُشكل الأمازيغ نسبة 40 – 45% من سكان المغرب، 20 -25% من سكان الجزائر، وما بين 5 – 10% من سكان ليبيا وتونس.