فرص ثمينة.. هل يصبح 2022 عام الذهب؟


معدن الذهب




بيد أن الارتفاع الكبير في عائدات الخزانة الأمريكية في أعقاب اجتماعات بنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر 2021، عوض الطلب الآمن على المعادن النفيسة في ظل ارتفاع حالات متغير أوميكرون، وبينما ننظر إلى كيفية أداء الذهب في الماضي، فإنه يعطينا فكرة عن كيفية أدائهما في الأيام المقبلة. إن أحد أفضل الأوقات للاستثمار في أصل مثبت هو عندما قل أداؤه مؤخرًا، بالإضافة إلى الظروف المواتية التي جعلت الوقت الأفضل للمعادن أن تتفوق، واليوم، يوجد هذا الإعداد المزدوج الناشئ بالنسبة للمعادن؛ حيث تعمل النقوش الأخيرة مثل الظروف الاقتصادية الراهنة بوصفها ينابيع إضافية لدفع الذهب للارتفاع لأكثر مما كان عليه من قبل، ومن المتوقع أن يصل الذهب إلى أعلى مستوى له خلال الفترات المقبلة.
الوقت الأفضل للمعادن الثمينة
فقد انتهت أسعار الذهب في عام 2021 على نحو إيجابي، حيث أغلقت عند 1,820 دولاراً للأوقية، بزيادة 1% خلال شهر ديسمبر2021، حيث شهد الذهب انخفاضًا بنسبة 4%، وهو أول انخفاض له منذ عام 2018، واعتمادًا على الوقت الذي تُسعر فيه المعادن خلال الآونة الأخيرة، كان الذهب منخفضًا بنسبة 3,7% في الفترة من 1 يناير إلى 31 ديسمبر 2021، وبالنظر إلى متوسط الأداء السنوي للذهب نجد أنه قد بلغ نحو (+ 9,5%) منذ عام 2000، ومن المتوقع أن يصل الذهب إلى نحو 4,851 دولارًا بحلول عام 2030، مع احتمال ارتفاعه بنسبة 40%، كدليل يعني ضمنيًّا مكاسب سنوية قدرها 12,15% للذهب.
الذهب مقابل الأصول الأخرى
وثمة طريقة أخرى للنظر في أداء الذهب والمعادن الثمينة، تتمثل في النظر في الأداء السعري للأصول المشتركة الأخرى خلال فترات مماثلة، حيث بلغت تكلفة منزل جديد في عام 1973 نحو 32,500 دولار، وبلغ متوسط الدخل نحو 12,900 دولار في السنة، أي إنه كان يمكنك شراء منزل جديد بنحو 325 أوقية من الذهب، وكان متوسط الدخل يساوي 129 أوقية من الذهب، وفي أكتوبر 2021، بلغت تكلفة منزل جديد نحو 407 ألف دولار، أي بزيادة قدرها 1253% منذ عام 1973، وبلغ متوسط دخل الأسرة لعام 2021 نحو 79,900 دولار، بزيادة قدرها 619%، لذا يُصبح أداء الذهب متفوقاً عليهم جميعًا، حيث ارتفع بنسبة 1,833% على مدى نفس الفترة الزمنية.
العوامل التي تدعم سوق الذهب
الطلب الاستهلاكي الأقوى على الحانات الذهبية والعملات والمجوهرات، حيث كان إجمالي الطلب الاستهلاكي في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2021 أعلى بنسبة 44% من الطلب الذي شهده عام 2020، كما كانت أعلى بنسبة 5% من مستويات الطلب في عام 2019، كما شهدت شركة بيرث مينت -واحدة من أكبر منتجي المنتجات الثمينة على مستوى العالم- هذا الطلب الاستهلاكي المتزايد مباشرة مع مبيعات منتجات الذهب والتي بلغت نحو مليون أونصة في عام 2021.
– معظم التقديرات تشير إلى أن صافي مشتريات البنوك المركزية في عام 2021 كانت في حدود 400 – 500 طن، مع انضمام الأسواق المتقدمة مثل سنغافورة وأيرلندا الآن إلى قائمة الدول التي تضيف إلى احتياطاتها من الذهب.
التضخم وقوة أسعار الفائدة السلبية
إلى جانب الركود الذي يلوح في الأفق، فإن التضخم واضح أيضًا في مختلف أنحاء الاقتصادات العالمية، وهذان الشرطان -الركود والتضخم- يجتمعان معا لخلق “إنحراف”، الذي يعود بالنفع تقليديًّا على الذهب وعدد قليل من الأصول الأخرى، لذا يُصبح امتلاك الذهب أو الأصول الأخرى طريقة مثبتة لحماية الأموال خلال تلك الأوقات؛ حيث ينظر المستثمرون إلى الذهب على أنه تحوط ضد ارتفاع التضخم.
كما أننا بحاجة إلى س
بب إضافي لامتلاك المعادن الثمينة، فإن أسعار الفائدة السلبية توفر حافزًا قويًّا لمساعدة المعادن على التفوق، ولا توجد بيئة أسعار فائدة لدعم أسعار الذهب أكبر من نوع أسعار الفائدة الحقيقية السلبية التي نشهدها اليوم.
إن قمع أسعار الفائدة التي تقل عن معدل التضخم يوفر وسيلة للهروب والتأجيل المؤقت، بالنسبة للدول المثقلة بالديون في مختلف أنحاء العالم، وبينما يمكن لهذه البيئة أن تلحق الخراب بمدخرات الملايين من الأفراد، فإن امتلاك الذهب والفضة يوفر مأوى من العاصفة ويساعد على الحفاظ على القوة الشرائية للسنوات المقبلة.
آفاق مستقبلية
إن التقدم المالي وتأثير الطلب المكثف على الذهب من المتوقع أن يبشر بفترة من الطلب القوي هذا العام، وإذا ما نظرنا إلى المستقبل، فإذا فكرت الصناعة في اتخاذ الخطوات المناسبة لكي تصبح أكثر شفافية، فإن سوق الذهب في العالم سوف يستفيد على الأرجح من الخصائص الديموغرافية الإيجابية والتحولات الاقتصادية الاجتماعية؛ حيث إن أسعار الذهب قللت من أداء معظم فئات الأصول في عام2021، وارتفع الذهب إلى مستويات عالية على الإطلاق منذ عام 2020 بسبب الشكوك التي شكلها الوباء.