( أنا عراقي وأفتخر … قصة أحد الاصدقاء )
اليوم سأروي لكم حادثه
قبل ثلاثة ايام
وانا عائد الى الحلة صادفتني
حادثه تجسد كرم ونبل وشهامة العراقيين الاصلاء التي عرفوا بها على مدى الزمن
أعتدتُ أن أركبَ سيارةَ ( الكياَ ) المتجةِ من ملعب الشعب الى العلاوي كي أنزلَ في منطقةِ العلاوي حيثُ هناك مكان الكراج الذي اركب منه إلى محافظة بابل
ركبتُ ومجموعة من الاشخاص في ( الكياّ ) بعد مسافةٍ ليست ببعيدة من مكان تحرك ( الكياّ ) أستوقفتنا أمرأة يبدو عمرها في بداية الربيع الثلاثيني فتوقف لها السائق جانباً ففتحت الباب وقالت بنبرةٍ موجعة تسكن خلفها ملايين الاهات ( أخويه .. ماعندي كروه .. أصعد ؟؟ )
بدونِ تردد أجاب السائق ( أصعدي أختي .. حياج الله ) .
بعد لحظات من صعود المرأة داخل ( الكياّ ) كأنها أطلقت بصعودها ( صفارة الانطلاق ) لبداية مباراة معينة , فتسارع الجميع الى جيوبهم ليخرجوا منها قيمة الكروة ( 500 ) دينار , وبدت على الجميع ملامح التنافس بالضفر للفوز بالمركز الأول حتى حسمها السائق لصالحه حينما قال ( أني أبو السيارة .. وكروة الاخت مدفوعة من يمي ) .
الى هنا لم تنتهي الحادثة بعد ولم يقبلَ الجميع بتلك النتيجة التي حُسمت للسائق ..
فما هي الا لحظات وقد بدأ الحدث الثاني عندما تقدمَ رجلٌ اربعيني مازال الشيبُ برأسهِ في بداية أشتعاله ليخرجَ من محفظته القديمة ( خمسة ألاف دينار ) فكانت البداية لمسلسل جميل يعكس خلق العراقيين , فوضع المبلغ بيدِ شخص كان جالساً بالقرب مني ليعطيه لتلك المرأة التي كانت تجلسُ في الخانة الأخيرة من ( الكياَ ) مردداً بالقول المكتسي بالحياء ( هاي من أخوج ) .
هنا أكتسبَ الجميع روح المبادره وكلمحِ البصر إزدادت ألهمه نحو مرمى الخير فأخرج كل واحدٍ منا محفظته واستلَ منها مبلغاً من المال ليضعهُ ايضاً بيدِ الشاب الجالسُ بالقرب مني ليوصله الى تلك المرأه ,
هذا الشخص كان شابً صغيراً لا يتجاوز من العمر السبعة عشر عاماً لكنه فعلَ فعلةً كأنه بعمر الشيخ الحكيم صاحب الثمانيين عاماً عندما فتح محفظته ووجد فيها ( ستة الاف دينار ) حسبتهُ بانه سيعطي ( ألف دينار ) ويبقي الخمسة لكنه فعل العكس وابقى في محفظته ( الف دينار فقط ) واعطى الخمسة ألاف لتلك المرأة .
بعد دقائقَ إضافية من تلك الحلقة الخيرية تخللتها لحظات صمت جميلة ،
كانت هناك ( عجوز ) تجاوزت تجاعيد وجهها ( الستون عاماً ) تحملُ معها داخل ( الكياّ ) مجموعة ( علاليگ ) فيها خضراوات وفواكه .
هي الوحيدة التي لم تدفع شيئاً لكنها عملت شيء أعظم من دفع المال .
أخرجت من جيبها كيسٌ فارغ وفتحت أكياسها الممتلئة وأخذت بملئ ذاك الكيس الفارغ بالخضراوات والفواكه ، وهي تردد ( والله يا بنتي ماضل عندي فلوس ، هاچ ذني لجهالچ ) .
اجواء صمت رهيبة تستشعر فيها بأنك ولدت من رحم ( الكياّ )
بجوها الإنساني الرهيب
لتبتعد عن كل الوحشية
التي عاصرتها في رحم تلك الحياة على مدار سنوات كان الخلاف والاختلاف سيد تلك الحياة
وكنا نحن عبيداً لهولاء السادة .
10 من الركاب لم يدر في خلدنا من أين هذه المرأه لم نسأل شيعية سنيه كرديه مسيحيه
فقط عراقية اتعبتها سنين الظيم ..
اللهم احفظ العراق والعراقيين وانصرهم على من يعاديهم.
فعندما يسألونك عن الرجوله قل
موطنها العراق ولاتخجل ....
منقولة