النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

سكان السماوات

الزوار من محركات البحث: 647 المشاهدات : 2645 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق نشيط
    سيد حامد
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الدولة: العراق - الديوانية
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 275 المواضيع: 235
    صوتيات: 27 سوالف عراقية: 69
    التقييم: 199
    مزاجي: حسب الظروغ
    المهنة: مدير مدرسة
    أكلتي المفضلة: السمك المسكوف الدولمه
    موبايلي: galaxy 7core
    آخر نشاط: 28/July/2018
    مقالات المدونة: 29

    سكان السماوات

    في كتابه الذي حمل عنوان "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات"، تحدّث زكريا بن محمد القزويني عن الملائكة الذين يسكنون السماء، وأسهب في عرض أصنافهم المتنوعة، فتطرّق إلى خصائصهم الخلقية، ووصف ما يرتدونه من ملابس وحلل، جرياً على أسلوب القصاصين القدامى في نقل الأخبار والروايات. وجد هذا الوصف لسكان السماء ترجمته التشكيلية في الكثير من المنمنمات والمخطوطات المزوّقة التي وصلتنا من هذا الكتاب، وشكّلت هذه الصور نوعاً خاصاً ارتبط ارتباطاً عضويا بالنص الذي شكّل أساساً لها، بحيث يمكن الحديث عن ملائكة "قزوينيين" تظهر أولى صورهم في نسخة من "عجائب المخلوقات" أُنجزت عام 1280 في واسط، قبل ثلاث سنوات من وفاة مؤلفها.
    في "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" يصف القزويني السماء وما تحويه من كواكب وأجرام وبروج وحركات، قبل أن يتحدث عن الأرض وجبالها وأنهارها. يستنبط المؤلف في عرضه عناصر العالم المنظور ومكوّناته، كل ما هو عجيب وغريب. والعجيب، بحسب الإمام العالم، "حيرة تعرض للإنسان لقصوره عن معرفة سبب الشيء أو عن معرفة كيفية تأثيره فيه"، أما الغريب فهو "كل أمر عجيب قليل الوقوع مخالف للعادات المعهودة والمشاهدات المألوفة". يتجلّى الغريب والعجيب في المخلوقات والموجودات التي ابتدعها الله وملأ بها السموات والأرض. يأتي ذكر الملائكة في باب الحديث عن "سكان السموات"، وهم جواهر مقدسة لا تعرف الشهوة والغضب، "لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون" (التحريم 6)، "طعامهم التسبيح، وشرابهم التقديس، وأنسهم بذكر الله، وفرحهم بعبادته، خٌلقوا على صور مختلفة وأقدار متفاوتة لإصلاح مصنوعاته وإسكان سمواته".يذكر القزويني الحديث القائل: "أطّت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها شبر إلا فيه ملك راكع أو ساجد"، وهو من الأحاديث التي رواها باختلاف في بعض الألفاظ كل من أحمد والترمذي وابن ماجه. ينسب المؤلف لبعض قدماء الحكماء العرب قولهم: "إن لم يكن في فضاء الأفلاك وسعة السموات خلائق، فكيف يليق بحكمة الباري جلت قدرته تركها فارغة مع شرف جوهرها؟ فإنه لم يترك قعر البحار المالحة المظلمة فارغا حتى خلق فيه أجناس الحيوانات وغيرها، ولم يترك جو الهواء الرقيق حتى خلق له أنواع الطير، ولم يترك البراري اليابسة والآجام والجبال حتى خلق فيها أجناس الهوام والحشرات". في بدء حديثه عن أصناف الملائكة، يقول لنا الباحث في كل ما هو عجيب وغريب إن الله وحده هو العالم بهم، ويستشهد بقول القرآن: "وما يعلم جنود ربك إلا هو" (المدّثر 31)، إلا أنه سرعان ما يستطرد ويشير إلى "أن صاحب الشرع أعلَمَ ببعضهم"، وأن العقل اهتدى إلى بعضهم بحسب ما جرى من حوادث. "ما من ذرة من ذرات العالم إلا وقد وُكل بها ملك أو ملائكة، وما من قطرة إلا ومعها ملك ينزل بها من السحاب ويدعها في المكان الذي قدر الله تعالى. هذا حال الذرات والقطرات، فما ظنك بالأفلاك والكواكب والهواء والغيوم والرياح والأمطار والجبال والقفار والبحار والعيون والأنهار والمعادن والنبات والحيوان؟ فبالملائكة صلاح العالم وكمال الموجودات، بتقدير العزيز العليم".أكابر الملائكةيستهل الكاتب عرضه لأصناف الملائكة بالحديث عن طائفة المقربين، ومنهم حملة العرش، وهم أعزّ الملائكة وأكرمهم عند الله، "يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا" (غافر 7). ينقل المؤلف عن ابن عباس قوله: "خلق الله حملة العرش وهم اليوم أربعة، فإذا كان يوم القيامة أمدهم الله تعالى بأربعة أخرى"، وحملة العرش ثمانية بحسب ما جاء في القرآن (الحاقة 17). يؤكد القزويني من دون تقديم أي سند، أن الحملة ينقسمون أربعة أقسام. القسم الأول على هيئة البشر، "ويشفع لبني آدم في أرزاقهم". والثاني على هيئة البقر، ويشفع للبهائم. والثالث على هيئة النسر، ويشفع للطيور. والأخير على هيئة الأسد، ويشفع للسباع. ويبدو هذا التقسيم مماثلا لما ذكره ابن الجوزي في "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم"، حيث أكد أبو الفرج أن حملة العرش من أعظم الملائكة خلقاً، "وعددهم اليوم أربعة أحدهم على صورة البشر قد وُكل بالدعاء لنسل الآدمي، والآخر على صورة النسر وقد وُكل بالدعاء لأجناس الطير، والآخر على صورة الثور قد وُكل بالدعاء لنسل البهيمي، والآخر على صورة السبع قد وُكل بالدعاء لأجناس السباع، فإذا جاءت القيامة صاروا ثمانية".بعد حملة العرش، يذكر القزويني طائفة من كبار الملائكة، وهم تباعاً الروح الأمين، إسرافيل، جبريل، ميكائيل وعزرائيل. جاء ذكر "الروح الأمين" في القرآن (سورة الشعراء 193 - 194)، وهو بحسب كبار المفسرين جبريل، إلا أن القزويني على ما يبدو يفرق بينه وبين الأخير، وهو بحسب المؤلف "ملك يقوم صفاً، والملائكة كلهم صفاً لكرامته عند الله تعالى"، وقد سُمّي روحاً "لان كل نفس من أنفسه يصير روحاً لحيوان، وقد وكله الله تعالى بإدارة الأفلاك وحركات الكواكب". لا نجد ذكرا لاسم إسرافيل في القرآن، إلا أنه في التقليد الإسلامي الملك الموكل بالصوْر. والصوْر، بحسب حديث أخرجه أبو داود والترمذي "قرن يُنفخ فيه". يذكر القزويني في حديثه عن هذا الملاك قول الرسول: كيف انعم وصاحب القرن قد التقم القرن وأصغى بالإذن حتى يؤمر فينفخ"، وقد ورد هذا القول على اختلاف في اللفظ في حديث أخرجه الترمذي في صفة القيامة. بعد إسرافيل، يتحدث القزويني مطوّلا عن جبريل وميكائيل، ويعدد صفاتهما وخصائصهما، مستندا الى عدد من الأحاديث والأقوال. جاء ذكر "جبريل وميكال" في القرآن (البقرة 98)، والأول بحسب القزويني "أمين الوحي، وخازن القدس، ويُقال له الروح الأمين، وروح القدس، والناموس الأكبر، وطاوس الملائكة"، أما الثاني فهو "موكل بالأرزاق للأجساد، والحكمة والمعرفة للنفوس". يحل عزرائيل في هذا العرض بعد جبريل وميكائيل، وهو ملَك الموت، و"مسكن الحركات، ومفرّق الأرواح من الأجساد". يروي القزويني عنه قصصاً عجيبة، منها قصة لقائه بإبراهيم التي ينسبها الى أشعث بن أسلم، وقصة مصادقته سليمان التي ينسبها الى وهب بن منبه، وقد ذكر الغزالي هاتين القصتين في الكتاب الذي اختتم به موسوعة "إحياء علوم الدين".العاكفون والسياحونبعد ذكر كبائر الملائكة، ينتقل القزويني إلى الكروبيين، "وهم العاكفون في حظيرة القدس لا التفات لهم إلى غير الله تعالى لاستغراقهم بجمال حضرة الربوبية، يسبحون الليل والنهار ولا يفوتون". بعد الكروبيين، يحلّ ملائكة السموات السبع، وصورهم تختلف بين سماء وأخرى بحسب الوصف الذي ينسبه القزويني إلى ابن عباس. فملائكة سماء الدنيا على صورة البقر ورئيسهم يُدعى اسمعيل؛ وملائكة السماء الثانية على صورة العقاب، ورئيسهم ميخائيل؛ وملائكة السماء الثالثة على صورة النسر، ورئيسهم صاعدياييل؛ وملائكة السماء الرابعة على صورة الخيل، ورئيسهم صلصاييل؛ وملائكة السماء الخامسة على صورة الحور العين، ورئيسهم كلكاييل؛ وملائكة السماء السادسة على صورة الولدان، ورئيسهم سمخائيل؛ وملائكة السماء السابعة على صورة بني آدم، ورئيسهم روفائيل. ويبدو هذا التقسيم من أعجب ما ورد في كتاب القزويني، فقد تحدث الكثير من العلماء والكتاب عن ملائكة السموات السبع، إلا أننا لا نجد ذكراً للتقسيم الذي نسبه المؤلف إلى ابن العباس في أي من المؤلفات الشرعية.ينهي القزويني حديثه عن سكان السموات بوصف لأصناف أخرى من الملائكة منهم الحفظة والمعقبات والسياحين. الحفظة هم الكرام الكاتبون، وهم بحسب ما جاء في القرآن الملكان "المتلقيان عن اليمين وعن الشمال" (ق 17)، وهما موكلان بابن آدم، فالجالس على اليمين كاتب الحسنات، والجالس على اليسار كاتب السيئات. أما المعقبات، فهم الذين يتعاقبون على مرافقة الإنسان في الليل والنهار ومراقبته في تأدية الصلوات. والسياحون صنف آخر من صنوف الملائكة، وهم الذين "يحبون مجالس الذكر، فإذا رأوا مجالس الذكر احتووا عليها"، وقد نقل القزويني في هذا الصدد حديثاً طويلا يشابه إلى حد كبير حديثاً رواه مسلم في صحيحه (2689).الصور التشكيليةشكّل حديث القزويني الطويل عن الملائكة مادة غنية للرسامين الذين تناوبوا على تزيين "عجائب المخلوقات" بالمنمنمات. عرف هذا الكتاب في العالم الإسلامي شهرة قلّ نظيرها، وتناوب الخطاطون على نسخه منذ نهاية القرن الثالث عشر حتى القرن الثامن عشر. تجد صورة حملة العرش تعبيرها التشكيلي في عدد من المنمنمات، أجملها تلك التي تزيّن ظهر الصفحة السابعة والثلاثين من نسخة فارسية من "عجائب المخلوقات" أُنجزت عام 1577، وهي من محفوظات مكتبة فيينا. في هذه الصورة، يظهر الملائكة الأربعة برؤوس الآدمي والبقر والنسر والأسد، ويشكلون حلقة حول قرص ذهبي يرفعونه بأيديهم بإجلال.يظهر أكابر الملائكة في عدد آخر من المنمنمات تعود إلى حقب مختلفة وتشكل وحدة متكاملة في تأليفها التشكيلي، مما يشهد لنوع خاص من الرسم ينحصر فيها. أشهر هذه المنمنمات تلك التي تحتفظ بها "غاليري فرير" في واشنطن، وصُوّرت بين عام 1370 وعام 1380، وهي من إنتاج العراق على الأرجح. وفقاً لوصف القزويني، يظهر كل من إسرافيل وجبرائيل وميكائيل وعزرائيل بـ"عمامة عظيمة بيضاء مرصعة بالذهب"، وقد أضفى الرسام على كل منهم ضفيرتين طويلتين من الشعر الأسود تتدليان حيناً من خلف الظهر، وحيناً من حول الكتفين. تذكّر هاتان الضفيرتان بحديث الإمام زكريا بن محمد عن قصيبتين من الشعر الأسود مَيّز بهما عزرائيل، "اليمنى نازلة على كتفه الأيمن وخارجة من خارج جناحه إلى طرفه باعوجاج، والأخرى على الأيسر من خارج جناحه، تقصر شيئاً يسيراً عنه". يبدو المصوّر أمينا في ترجمته للنص المكتوب، فيصوّر إسرافيل حاملاً بوقه بين يديه ليضعه على طرف فمه، "وهو شاخص ببصره نحو العرش، ينظر متى يؤمر فينفخ، فإذا نفح صعق من في السموات ومن في الأرض"، ويرسم عزرائيل وهو يرفع "بيده رمح برأسه خمس أسنة"، ويُظهر ميخائيل وهو ينحني بـ"وجهه على كتفه"، ورجلاه حافيتان "بلا نعل"، على مثال "الملك الذي يقوم صفاً والملائكة صفاً".بدورها، وجد ملائكة السموات السبع صورتهم التشكيلية في أكثر من مخطوط، أقدمها نسخة من محفوظات مكتبة ميونيخ أُنجزت عام 1280 في واسط قبل ثلاث سنوات من وفاة القزويني. في هذا المخطوط، يرتدي كل من ملائكة السماءين السادسة والسابعة عمامة بيضاء، أما ملائكة السماء فـ"على صورة الحور العين"، "وجوهها بيض وحمر" و"قصيباتها طوال إلى الرجلين، وعلى رؤوسها معاصب بيض مرصعة من ذهب". ويظهر الكرام الكاتبون والبيد دفتر "وبالأخرى قلم"، "وكل منهم واضع رأس قلمه بدفتره ينتظر الحسنات والسيئات". هم كتبة أعمال البشر وإحصاؤها عليهم. يحيط اثنان منهم كل عبد من عباد الله، فعن يمينه ملَك يكتب صالح أعماله، وعن يساره ملَك يكتب سيئات أعماله.

  2. #2
    صديق فعال
    قمه البساطه
    تاريخ التسجيل: November-2011
    الدولة: اتلعفر الحبيبه
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 737 المواضيع: 110
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 86
    مزاجي: متفائله
    المهنة: طالبه جامعيه
    أكلتي المفضلة: السمك$والبرياني
    موبايلي: كلاكسي 2
    مقالات المدونة: 8
    عظمه الله يسع كل شئ

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 75,466 المواضيع: 12,588
    صوتيات: 5 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 16970
    مزاجي: حسب الظروف
    المهنة: ضابط في الجيش
    أكلتي المفضلة: الدولمه
    موبايلي: Note 4
    آخر نشاط: 5/March/2016
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى النقيب
    مقالات المدونة: 366
    معلومات رائعه وجميله
    شكرا لانتقائكم المميز

  4. #4
    صديق مشارك
    مندائية
    تاريخ التسجيل: March-2013
    الدولة: السويد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 119 المواضيع: 13
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 4
    مزاجي: ، مبتسم،
    المهنة: عازفت بيانو
    موبايلي: Nokia
    آخر نشاط: 5/May/2013
    عاشت يدك معومات جميلة


    تحياااتي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال