قررت شركة «سوني» أن الوقت قد حان للإعلان عن جهاز الألعاب الإلكتروني «بلاي ستيشن 4»، وذلك بعد مرور 7 سنوات على إطلاق جهاز «بلاي ستيشن 3» وبيع أكثر من 70 مليون وحدة منه في العالم. وأعلنت الشركة عن الجهاز وفترة الإطلاق والشركات التي ستدعمه في مؤتمر خاص عقدته في مدينة «نيويورك» الأميركية مساء الأربعاء الماضي، استعرضت فيه أداة التحكم الجديدة. وأكدت الشركة أن الجهاز سيكون متوفرا في الأسواق قبل نهاية العام الحالي. ومن المتوقع أن تكشف المزيد من التفاصيل في «معرض إلكترونيات الترفيه» E3 في يونيو (حزيران) المقبل، وخصوصا تصميم الجهاز النهائي.
ويأتي هذا الإعلان في خطوة استباقية لإعلان «مايكروسوفت» عن جهاز ألعابها المقبل الذي يتوقع الخبراء قدومه في الفترة نفسها تقريبا، وبعد إطلاق جهاز «نينتندو وي يو» Nintendo Wii U في الأسواق نهاية العام الماضي، والذي لم يحصل على النجاح المتوقع له. هذا، وستستمر «سوني» في دعم جهاز «بلاي ستيشن 3» لفترة إضافية بعد بيع أكثر من 70 مليون جهاز، مع وعد كثير من شركات تطوير الألعاب بالاستمرار في دعم جهاز «بلاي ستيشن 3» لسنوات مقبلة.
* مزايا جديدة
* ويتميز «بلاي ستيشن 4» بمواصفاته التقنية المتطورة جدا التي ستسمح بتقديم ألعاب أكثر واقعية وإمتاعا من قبل، ودعمه للعب بالألعاب من خلال الأقراص الليزرية أو من خلال الخدمات السحابية، وتحميل الألعاب من الإنترنت حتى بعد إيقاف الجهاز عن العمل، وشحن أداة التحكم بعد وصلها بالجهاز وإيقاف عمله تماما. أما أداة التحكم الجديدة، فاسمها هو «دوال شوك 4» DualShock 4، وهي تشابه تصميم أداة التحكم الخاصة بجهاز «بلاي ستيشن 3»، ولكنها تضيف منطقة حساسة للمس في المنتصف بشكل يشابه جهاز «بلاي ستيشن فيتا» المحمول، مع القدرة على الضغط عليها للتفاعل مع الألعاب. وسيتعرف الجهاز على نمط الألعاب التي يلعب بها اللاعب أو يختارها من الإنترنت، ويقترح عليه ألعابا جديدة للتحميل، وبشكل يشابه اقتراحات متجر «أمازون» الإلكتروني.
وتحتوي الأداة أيضا على منطقة مضيئة في المنطقة الأمامية لأداة التحكم تسمح للكاميرات بمتابعة موقعها بدقة عالية والتفاعل مع عالم اللعبة وفقا لذلك. ويمكن وصل سماعات رأسية بأداة التحكم، مع تقديم مأخذ آخر لإضافة الملحقات الخاصة، والقدرة على شحن البطارية المدمجة من خلال مآخذ «مايكرو يو إس بي» (يمكن شحنها بعد وصلها بالجهاز، حتى لو كان مقفلا)، بالإضافة إلى تقديم سماعة مدمجة داخل أداة التحكم. وأضافت الشركة كذلك زرا خاصا يسمح للمستخدم بتحميل تسجيلاته لآخر 15 ثانية لعب بها إلى الإنترنت ومشاركتها مع الأصدقاء من دون إيقاف اللعبة. ويمكن للمستخدم إيقاف الجهاز في أي لحظة ومتابعة اللعبة في أي وقت آخر يرغب فيه من المكان نفسه الذي توقف عنده عن اللعب. وسيستخدم الجهاز مجس استشعار ثنائي الكاميرات يبحث عن موقع أداة التحكم ويستطيع تحديد عمقها، والتفاعل معها وفقا لذلك، ويحتوي على 4 مايكروفونات عالية الحساسية للتفاعل الصوتي المباشر مع الجهاز والألعاب.
ويحتوي الجهاز على شريحة إضافية لأداء العمليات الخاصة في الخلفية من دون أن يشعر اللاعب بذلك، مثل تحميل عروض الفيديو إلى الإنترنت وتحميل الملفات من الإنترنت، وغيرها. هذا، ولا يحتاج «بلاي ستيشن 4» إلى الاتصال بالإنترنت ليعمل كما سرت الشائعات، ولكن لم تقدم «سوني» معلومات بعد حول ما إذا كان الجهاز يستطيع تشغيل الألعاب من مناطق جغرافية مختلفة، كما هو الحال بجهاز «بلاي ستيشن 3».
* مواصفات تقنية
* ويرى المحللون التقنيون أن قدرات الرسومات لجهاز «بلاي ستيشن 4» (1.84 تيرافلوب Teraflop، أي 1.84 ألف مليار عميلة حسابية في الثانية الواحدة) هي أقوى بـ4 مرات ونصف مقارنة بقدرات رسومات جهاز «بلاي ستيشن 4» (400 غيغافلوب، أي 400 ألف مليون عملية حسابية في الثانية)، وأكثر بـ7 مرات ونصف مقارنة برسومات جهاز «إكس بوكس 360» (240 غيغافلوب).
ويستخدم الجهاز الجديد معالجا يعمل بـ8 أنوية بتقنية x86 64 - بت وذاكرة مشتركة تبلغ 8 غيغابايت (مقارنة بـ512 للذاكرة الرئيسية وذاكرة معالج الرسومات في جهاز «بلاي ستيشن 3»، أي أن ذاكرة الجهاز الجديد أكبر بـ16 ضعفا، وهي عنصر بالغ الأهمية للألعاب الإلكترونية) تستطيع نقل البيانات بمعدل 176 غيغابايت في الثانية، مع تقديم 18 وحدة حسابية متخصصة بالرسومات، واستخدام أقراص «بلو راي» التي تستطيع تخزين حجم كبير جدا من البيانات. هذا، وستقدم الشركة قرصا صلبا مدمجا، ولكنها لم تعلن عن سعته التخزينية، بعد. ويدعم الجهاز شبكات «بلوتوث» و«واي فاي» اللاسلكية، ويقدم مآخذ «يو إس بي 3.0» عالية السرعة، ومخرج «إتش دي إم آي» للشاشات عالية الدقة وآخر للتلفزيونات العادية، ومخرجا للصوتيات بتقنية Optical S / PDIF. ويستطيع الجهاز تحميل الألعاب من الإنترنت حتى بعد إيقافه عن العمل. هذا، وسيدعم الجهاز تقنية 4K لعرض صورة فائقة الدقة، ولكن لعروض الفيديو فقط، وليس للألعاب الإلكترونية.
ونظرا لأن الجهاز يستخدم معالجا يعمل بتقنية مختلفة عن ذلك المستخدم في جهاز «بلاي ستيشن 3»، فلن يستطيع اللاعبون اللعب بأقراص ألعاب «بلاي ستيشن 3» على الجهاز الجديد، ولكن سيكون بإمكانهم الاستمتاع بتلك الألعاب بذلك من خلال خدمة «غايكاي» GaiKai السحابية التي اشترتها «سوني» صيف العام الماضي لقاء 380 مليون دولار أميركي، والبدء باللعب قبل الانتهاء من عملية التحميل، بالإضافة إلى القدرة على اللعب بألعاب أجهزة «بلاي ستيشن 2 و1» أيضا من خلال هذه الخدمة في وقت لاحق.
* دعم شركات الألعاب
* وكان رد فعل شركات تطوير الألعاب إيجابيا بشكل كبير، وخصوصا أن الجهاز يعمل بتقنية «x86» المستخدمة في الكومبيوترات الشخصية، وذلك لدعم الجهاز بسهولة ومن دون وجود تعقيدات برمجية مثل ما حصل مع جهاز «بلاي ستيشن 3» وما صاحب ذلك من حاجة لتعلم أسلوب برمجة جديد وتطوير أدوات حصرية للجهاز وأخرى لإصدارات الأجهزة المنافسة أو الكومبيوترات الشخصية. ورحبت كثير من شركات تطوير الألعاب بتقديم 8 غيغابايت من الذاكرة، الأمر المهم جدا بالنسبة لهم.
وأكدت «سوني» أنه بالإمكان استخدام جهاز الألعاب المحمول «بلاي ستيشن فيتا» PlayStation Vita شاشة إضافية للعب والتفاعل مع عالم اللعبة من خلاله بطرق إبداعية جديدة. وستطرح الشركة تطبيقات خاصة بالهواتف الجوالة تسمح للمستخدم التفاعل مع المتجر والألعاب بطرق كثيرة.
واستعرضت الشركة في المؤتمر 11 لعبة مقبلة، مثل Watch Dog وKnack وDriveclub وDiablo III وDestiny وInfamous: Second Son وKillzone: Shadow Fall وThe Witcher 3: Wild Hunt، مع دعم من 148 شركة تطوير ألعاب مشهورة، مثل Electronic Arts وBungie وQuantic Dreams وSega وSquare Enix وTecmo وUbisoft وActivision وKonami وAscii وCapcom وNamco وNippon وLucasArts وBethesda وDisney وTake - Two وTelltale وRovio.