قصيدة تخليد لتضحية الشهداء ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني ورفاقهما الثمانية بعدما وُروا الثرى عقب تشييع مهيب منقطع النظير شهده العراق وايران إكراما لمآثرهم العطرة:
قلْ للثرى ها قَد ضمَمْتَ السؤدَدا
فدَعِ الملامَ فقد فقدنا الفرقدا
حزناً عليكَ أيا أبا مهدى الإبا
يا ردءَ قاسمَ صاحباً ومعاضدا
لكما الخلودُ فأنتما اسطورةٌ
وجحافلُ الأحرارِ تتبعُكم هُدى
سقياً لقبرِكما معالمَ عزةٍ
ومنارةً للفخرِ تصنعُ مُجَّدا
فالأرضُ تغمرُكُم بطِيبِ سخائِها
ومن السما تأتي الفيوضُ لتَحمِدا
طوبى لكم اهلَ الجهادِ مَثوبةً
فلقد نصرتُم بالثباتِ محمدا
فخرٌ جمالُ وقاسمٌ لكما العُلا
في جنةِ الباري مقاماً خالدا
شهداؤُنا تركُوا تُراثاً طيباً
واستخلفونا للعقيدةِ ذائدا
فالحشدُ موّاجٌ بخيرِ كتائبٍ
ولَفي العراقِ الوالداتُ أماجدا
آباؤنا نذرُوا البنينَ لكربلا
فمضَوا على نهجِ الحسينِ تجلُّدا
فهمُ تأسَّوا بالطُفوفِ عقيدةً
وتسابَقُوا متناصرينَ لهم صَدى
جعلُوا الضّباعَ المارقينَ تبدُّداً
فتقوَّضتْ فتنٌ تقيءُ مفاسدا
دُمْ بالمآثرِ يا جمالُ مَحجةً
للسائرين الى النقاء ومُرشِدا
وانعَمْ بصُحبةِ قاسمٍ في جنّةٍ
خُلِقَتْ لأَجلِ الصادقينَ تودُّدا
ربُّ العبادِ يحبُّ كلَّ مثابرٍ
ضحّى ولم يخشَ الأعاديَ صامدا
واذا ادْلهَمَّ الكربُ كافحَ ظالماً
وعلى طريقِ الحقِّ سارَ مُؤيدا
يسعى إلى طَعمِ الشهادةِ راجياً
فوزاً يتوقُ لهُ المجاهدُ سرمدا
_______________________
بقلم - حميد حلمي البغدادي