النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

القوة الدافعة

الزوار من محركات البحث: 6 المشاهدات : 737 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    في ذمة الخلود
    ابو مصطفى
    تاريخ التسجيل: August-2012
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 8,028 المواضيع: 865
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 3679
    مزاجي: الحمد لله
    مقالات المدونة: 7

    القوة الدافعة

    <font size="4"><strong>ذا كانت الشمس جاذبة والسيّارات مجذوبة لّها فهلاّ جذبتهنّ إليها فيلتصقنَ بِها ، فما هو السبب الذي جعل بينهما هذه المسافة ؟<br>
    <br>
    ج : إعلم أنّ كلّ جرمٍ ملتهب ثابت في مكانه ولكن يدور حول نفسه بسبب الحرارة التي في جوفه ، ودورته تكون من اليمين إلى الشمال ، وكلّ جرمٍ بارد لا يدور حول نفسه إذ لا حرارة فيه تجعله بتحرّك ولكنّه يدور حول الجرم الذي يجذبه ودورانه أيضاً يكون من اليمين إلى الشمال لأنّ الجرم الجاذب يدور كذلك ، ومثال ذلك القمر فإنّه لا يدور حول نفسه لأنّه جرم بارد ولكنّه يدور حول الأرض لأنّه مجذوب لَها .<br>
    <br>
    فالشمس إذاً ثابتة في مكانِها ولكنّها تدور حول نفسِها، وبسبب هذا الدوران تكوّنت عندنا قوّة ثانية تسمّى "القوّة الدافعة". وهي : إنّ الجرم الجاذب كلّما زاد في دورانِه ابتعدت عنه الأجرام المجذوبة له ، وكلّما قلّت سرعة دورانه فإنّ المجذوب يقترب منه ، ولو فرضنا أنّ الجرم الجاذب يقف عن دورته فإنّ المجذوب يقترب منه حتّى يلتصق به ، على شرط أن لا يخلو من الحرارة لأنّ الأجرام لا تقف عن دورانِها حول نفسِها إلاّ إذا انتهت حرارتُها ، والخلاصة أنّ سبب ابتعاد السيّارات عن الشمس ناتج عن دوران الشمس حول نفسِها ، ومثال ذلك "الدولاب" الذي يركب فيه الأطفال بالأعياد فإنّك ترى الدولاب كلّما زادت سرعة دورانه فإنّ الحمّالات التي فيها الأطفال تبتعد عن عامود الدولاب وتنتشر في الفضاء وكلّما قلّت سرعتها فإنّ الحمّالات يقترب بعضها من البعض حتى يقترِبْنَ من العمود .فهذا أوّل سبب في ابتعاد السيّارات عن الشمس ، وأمّا السبب الثاني فإنّ الجرم المجذوب كلّما كان أبرد فإنّ الجاذبيّة تعمل فيه أكثر فيقترب حينئذٍ من الجاذب والعكس بالعكس .<br>
    <br>
    </strong></font><font size="4"><strong>الحمّالات تبتعد عند سرعة دوران الدولاب<br>
    <br>
    يمثّل الشكل أعلاه صورة "لدولاب" الأطفال الذي يستعمل في الأعياد حيث ترى الدولاب كلّما زادت سرعة دورانه فإنّ الحمّالات التي فيها الأطفال تبتعد عن عامود الدولاب والعكس بالعكس .<br>
    <br>
    <br>
    <br>
    <br>
    <br>
    <br>
    <br>
    سير الأجرام<br>
    <br>
    إنّ الجرم المجذوب لا يحاذي الجاذب في سيره تماماً ، بل تكون حركة الجاذب حول نفسه أسرع من حركة المجذوب حول الجاذب ؛ مثلاً إنّ الشمس جاذبة والأرض مجذوبة لَها ، فالشمس تكمل دورتَها حول نفسِها بمدّة 25 يوماً و5 ساعات بينما الأرض تكمل دورتها حول الشمس بمدّة 365 يوماً ، ويكون تقدير ذلك كنسبة 1 إلى 14 على التقريب ، أي أنّ الأرض تدور مرّة واحدة حول الشمس في السنة بينما الشمس تكمل أربع عشرة دورة حول نفسِها .<br>
    <br>
    ثمّ إنّ القمر يكمل دورته حول الأرض في الشهر مرّة بينما الأرض تكمل دورتها حول نفسها بمدّة 24 ساعة ، ويكون تقدير ذلك 1 مقابل 30 ، أي دورة واحدة للقمر حول الأرض مقابل ثلاثين دورة لرض حول نفسها . <br>
    <br>
    وهكذا تكون دورة الجرم الجاذب حول نفسه أكثر من دورة المجذوب حول الجاذب، ولا يمكن تقدير حركة الأجرام كلّها بسرعة معيّنة ، لأنّ منها الصغير والكبير والساخن والبارد ، وعلى هذا تختلف سرعة دوران الأجرام .<br>
    <br>
    وإليك أصغر سيّار مجذوب للشمس وأقربهنّ وهو عطارد ويكمل دورته حول الشمس بمدّة 88 يوماً ، ويكون تقدير دورته مرّة واحدة مقابل ثلاث دورات للشمس على التقريب .<br>
    <br>
    <br>
    <br>
    س 18 : إذا كانت القوّة الجاذبة تعمل في الجرم البارد أكثر من الساخن ؛ إذاً كيف تكون دورة القمر حول الأرض مرّة واحدة من ثلاثين دورة للأرض حول نفسها على أنّ القمر جرم بارد ، وإنّ عطارد يكمل دورة واحدة حول الشمس لكلّ ثلاث دورات لَها ، على أنّ عطارد جرم ساخن ، فينبغي أن يكون الأمر عكس ذلك ؟<br>
    <br>
    ج : إنّ الجاذبية التي في الأرض لا تكون إلاّ جزءً من مائة جزء من الجاذبية التي في الشمس : لأنّها جرم ملتهب شديد الحرارة كبير الحجم ، وإنّ الأرض جرم صغير بالنسبة إلى الشمس ، ثمّ إنّ وجهها بارد إلاّ أنّ جوفها ساخن ، ثمّ إنّ نسبة القمر إلى الأرض لا تكون كنسبة عطارد إلى الشمس ، فعطارد صغير بالنسبة إلى الشمس ، لأنّ الفلكيين قدّروا حجم الشمس أكبر من الأرض بمليون مرّة ، فكيف بعطارد الذي هو أصغر من الأرض بثلثين ، أمّا القمر فهو كبير بالنسبة إلى الأرض حيث يقدّر حجمه واحد من خمسين من حجم الأرض ، فلذلك أصبح جذبه ثقيلاً على الأرض فإنّها لا يسعها جذبه حولَها مرّة واحدة إلاّ عن ثلاثين دورة لَها حول نفسها . <br>
    <br>
    <br>
    <br>
    <br>
    <br>
    سبب دوران الكواكب السيّارة حول الشمس<br>
    <br>
    س 19 : عرفنا سبب ابتعاد السيّارات ، إذاً فما هو سبب دورانِها حول الشمس ؟<br>
    <br>
    ج : قلنا فيما سبق أنّ كلّ جرمٍ ساخنٍ جاذبٌ ويدور حول نفسه ، فلمّا كانت الشمس جرماً ملتهباً أصبحت تدور حول نفسها وجاذبةً للسيّارات إذ هنّ أقلّ منها حرارةً وأصغر حجماً ، ولَمّا كانت الشمس تدور حول نفسها وهي جاذبة للسيّارات أخذت تجذبهنّ معها فيدرْنَ حولَها ، فسبب دوران السيّارات حول الشمس ناتج عن دوران الشمس حول نفسها ، فلو وقفت عن دورتِها لوقفت السيّارات أيضاً ، بل لاقتربنَ من الشمس حتّى يلتصقْنَ بِها . هذا ما بيّنته لك مِمّا علّمني ربّي ، وقد قال الكاتب الأمريكي الشهير (آرثربرزباين) : " نكشف أنّ الأرض تدور حول الشمس ، ولكن لا بدّ لأعظم عالم من الاعتراف بعجزه عن الاهتداء إلى سبب دورانِها ."<br>
    <br>
    وإليك جدولاً يبيّن لك المدّة التي يكمل فيها كلّ سيّار دورته حول الشمس عن كتاب الجواهر :<br>
    <br>
    <br>
    <br>
    <br>
    عطارد<br>
    88<br>
    يوماً<br>
    <br>
    الزهرة<br>
    225<br>
    يوماً<br>
    <br>
    الأرض<br>
    365<br>
    يوما<br>
    <br>
    المرّيخ<br>
    687<br>
    يوما<br>
    <br>
    المشتري<br>
    4333<br>
    يوما<br>
    <br>
    زحل<br>
    10759<br>
    يوما<br>
    <br>
    أورانوس<br>
    30687<br>
    يوما<br>
    <br>
    نبتون<br>
    60627<br>
    يوما<br>
    <br>
    <br>
    <br>
    <br>
    <br>
    <br>
    سبب اختلاف مدّة دوران السيّارات حول الشمس<br>
    <br>
    س 20 : فما هو السبب في اختلاف مدّة دوران السيّارات حول الشمس حيث نرى عطارد يكمل دورته حول الشمس بمدّة 88 يوماً بينما نبتون يكملها بمدّة 60127 يوماً ؟<br>
    <br>
    ج : إنّ ذلك ناتج عن اقتراب سيّار نحو الشمس وابتعاد آخر عنها ، فكلّ جرمٍ قريب إلى الشمس يكمل دورته بمدّة قصيرة ، وكلّ جرمٍ بعيد عنها يكملها بمدّة طويلة .<br>
    <br>
    <br>
    <br>
    <br>
    <br>
    سبب اقتراب سيّار نحو الشمس وابتعاد آخر عنها<br>
    <br>
    س 21 : فما هو السبب في اقتراب جرم وابتعاد آخر ، فإذا كانت الشمس جاذبة والسيّارات مجذوبة فينبغي أن تكون على منهج واحد من القرب إلى الشمس أو البعد عنها ؟<br>
    <br>
    ج : إنّ ذلك ناتج عن شيئين :<br>
    <br>
    الأوّل – اختلاف السيّارات في الأحجام لأنّ بعضها أصغر من الأرض وبعضها أكبر بكثير ، فكلّما كان السيّار أصغر حجماً يكون أقرب إلى الشمس ، وكلّما كان أكبر يكون أبعد عنها . <br>
    <br>
    وأمّا السبب الثاني – هو الحرارة ، فكلّما كان السيّار أبرد يكون أقرب إلى الشمس ؛ لأنّ الجاذبية تعمل فيه أكثر ، وكلّما كان السيّار أشدّ حرارة يكون أبعد عنها ، لأنّ الجاذبية لا تعمل فيه إلاّ قليل

  2. #2
    في ذمة الخلود
    ابو مصطفى

    السفر إلى المرّيخ ناجح



    إضغط هنا ↓ لترى أقرب صورة للمرّيخ بتاريخ 26 آب 2003 بواسطة تلسكوب هابل (عن ناسا)

    http://hubblesite.org/newscenter/arc...03/22/image/g/

    أقرب صورة للمرّيخ بتاريخ 27 آب 2003 بواسطة تلسكوب هابل (عن ناسا)

    أخذت 11 ساعة بعد الصورة الأولى لتُظهر النصف الآخر للمرّيخ))

    إضغط هنا ↓

    http://hubblesite.org/newscenter/new...eases/2003/22/

    إضغط هنا ↓ لترى صورة أخرى للمرّيخ (عن ناسا) بتاريخ 10 آذار 1997

    http://hubblesite.org/gallery/album/...on/pr1997009a/

    المرّيخ أكبر من الأرض بأقلّ من مرّتين ، ويكمل دورته حول نفسه بمدّة 44 ساعة على التقريب ، فالنهار فيه 22 ساعة والليل كذلك ، وسنته تعادل سنتين من سنيِّنا على وجه التقريب ، والمرّيخ مسكون فيه نبات وأشجار وحيوان وإنسان وجبال وأنهار وبحار وغير ذلك ، فالسكنى في المرّيخ صالحة لأنّ الصاعد إليه يجد فيه الماء موفوراً والغذاء ميسوراً والفاكهة كثيرة ولا ندري ما إذا كان المناخ ودرجات الحرارة ومكوّنات الهواء هناك ستلائم إنسان الأرض أم لا تلائمه ولكنّنا نعتقد أنّها صعوبات سيستطيع الإنسان قهرها أو تكيّفَها على الأقلّ .





    الهجرة إلى المرّيخ

    تدور الأرض حول نفسِها بسبب الحرارة التي في جوفِها فيتكوّن من دورتِها الليل والنهار ، وسوف تنتهي تلك الحرارة بسبب انفجار البراكين وخروج النار والغازات منها إلى الخارج ، وستقف عن دورتِها المحوريّة بعد مرِّ السنين والدهور ، كما وقفت عطارد والزهرة من قبل ، فحينئذٍ يكون الليل والنهار سرمديّين لا يعقب أحدهما الآخر ، فتشتدّ الحرارة حينذاك في جهة النهار فتتبخّر الأنهار وتحترق الأشجار وتهلك الحيوانات ، فيموت الناس في ذلك الحين من شدّة الحرّ والعطش والجوع ، وأمّا الذينَ يسكنون في جهة الليل فإنّهم يموتون من شدّة البرد والجوع ، فذلك الوقت يكون الموت في الأرض والحياة في المرّيخ ، قال الله تعالى في سورة يونس {حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَو نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ ..إلخ }



    ملحوظة [حول الصوَر الملتَقطة للمرّيخ] : لقد أخذ الأمريكان تصوير قسمٍ مِن المرّيخ بمركبتِهم وذلك في سنة 1965 ميلاديّة فقالوا لم يظهر في الصور ما يدلّ على وجود حياة في المرّيخ . أقول لقد لقطت آلة التصوير قسماً من صحراء المرّيخ القاحلة صدفةً ولم تصادف المنطقة المسكونة من المرّيخ لتنقل صورتَها إلى الأرض ، وسيتحقّق ذلك في المستقبل .

    [ لقد أرسل الأمريكان مؤخّراً عدّة مركبات آخرها فينيكس التي هبطت على المرّيخ بتاريخ 25 أيار 2008 والبحث جارٍ عن مظاهر الحياة هناك .]



    لقاء مرتقَب بين سكّان الأرض وسكّان الكواكب الأخرى

    يتركّز اهتمام علماء الفلك في الوقت الحاضر في البحث عن احتمال وجود حياة في الكواكب السيّارة الأخرى كالمرّيخ والمشتري وزحل وغيرها ، وقد أعدّوا العدّة لذلك وخطّطوا له ، فصمّموا إشارات وعلامات يمكن أن تُبَثَّ عبر الفضاء للاهتداء بواسطتِها والتفاهم بين سكّان الأرض وأيّ مخلوقات عاقلة يُحتمَل وجودها في تلك الكواكب .

    وفي هذا الصدد يمكن القول بكلّ ثقة وتأكيد بأنّ هذا الاحتمال سيكون حقيقة واقعة إنْ شاء الله . وسواءً سيكون هذا الحدث المهمّ والخطير عاجلاً أم آجلاً فسوفَ تشهد البشريّة يوماً من الأيّام لقاءً حميماً وحاراً وربّما مثمراً أيضاً بين سكّان الأرض وأحد الكواكب السيّارة ، ولعلّ أقرب الكواكب المرشَّحة لِهذا اللقاء أو لِهذا الحدث هو المرّيخ نظراً للمعلومات الأوّليّة التي حصل علَيها العلماء عن هذا الكوكب والتي تؤكّد وجود المياه وعناصر الحياة الأخرى على ظهره . والدليل على ما أقوله من حدوث هذا اللقاء المرتَقَب هو قوله تعالى في سورة شورى {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُو عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ}

    [التفسير]:

    {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي من علامات وجوده خَلق الكواكب السيّارة ومن جملتِها الأرض ،

    {وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ} يعني وما نشر فيهما من مخلوقات تدبّ وتمشي عليهِما . ثمّ قال تعالى {وَهُو عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ} ، وهنا تصريح واضح عن إمكانيّة اجتماع سكّان الكواكب السيّارة بأهل الأرض ، ولو قصد سبحانه وتعالى بذلك يوم القيامة حيث تُحشر وتجتمع النفوس للحساب لَما قرَن ذلك بالإشاءة حيث قال {إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ}، بل لَجاءَت صيغة الآية على التأكيد كما يُلاحَظ ذلك في كثيرٍ من آيات القرآن التي تؤكّد حقيقة الحشر يوم القيامة للحساب والجزاء كقوله تعالى في سورة يــس {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ} وكذلك قوله تعالى في نفس السورة {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ} . ثمّ إنّه سبحانه وتعالى خصّ هذا الاجتماع بالقدرة عليه بقوله {قَدِيرٌ} لأنّ البشريّة يصعب عليها اليوم هذا الاجتماع بدون سلطان إلى ذلك . ولكنّ الله جلّت قدرته لا يصعب عليه شيء ، بل هو قادرٌ على أن يجمع بين أهل الأرض وسكّان الكواكب الأخرى كالمرّيخ مثلاً في الحياة الدنيا قبل الآخرة وذلك بِإلهام الإنسان العلم والمعرفة لبلوغ طموحه المشروع لاكتشاف المجهول في آفاق السماوات والأرض . وعلى أيّة حال فإنّنا لا نريد أنْ نستبِقَ الأحداث فنتكهّن ماذا سيحدث بالضبط ولكنّنا نتوقّع أياماً حبلى بِالمفاجآت في مجال الفضاء وإنّ غداً لِناظره قريب!





    النجيمات

    [خطأ الفلكيّين حول النجيمات 2 ]

    إضغط هنا ↓ لترى صورة النجيم عايدة و داكتيل

    http://antwrp.gsfc.nasa.gov/apod/ima...alileo_big.gif


    يقول الفلكيّون أنّ النجيمات كواكب صغيرة تدور حول الشمس بين مدارَي المرّيخ والمشتري ومعظمها يكمل دورته في ثلاث سنين ونصف السنة وبعضها الآخر بستّ سنين ، والنجيمات لا يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة باستثناء فيستا .

    وأقول أن النجيمات ليست بكواكب سيّارة ولكنّها توابع للكواكب السيّارة وذلك كالنيازك والأقمار ، فما كان منها يكمل دورته حول الشمس بِمدّة أقصر فهو تابع للمرّيخ وما كان بِمدّة أطول فهو تابع للمشتري . أو أنّها أجرام ناريّة مثل ذوات الذنب .

    فلو كانت كواكب سيّارة لاقتربت من الشمس بسبب صغرها وذلك على منهج القوّة الجاذبة والقوّة الدافعة .





    الكسوف والخسوف

    إنّ الأجرام السماويّة ليست متساوية الأبعاد عن الأرض ، ومن هذا يصادف أن يمرَّ جرمٌ أمامَ جرمٍ آخر بيننا وبينه فينتج عن ذلك حجب الجرم الثاني عن نظرنا ، ففي الكسوف يتّفق أن يمرّ القمر بين الأرض والشمس بالتمام فيحجب نورَها عنّا .

    وهنا يخطر للقارئ أن يسأل : كيف يمكن للقمر أن يحجب نور الشمس وهي أكبر منه بكثير ؟ والجواب هو أنّ الشمس والقمر يظهران كأنّهما متساويا السعة لأنّ القمر أقرب إلى الأرض من الشمس .

    وتكاد تكون النسبة بين بعد الجرمَين المذكرَين عن الأرض تساوي النسبة بين سعتَيهما ، وحينئذٍ يتّفق مرور القمر بيننا وبين الشمس تماماً . فالذينَ في المكان المقابل لمركزهما يرَون القمر عند تكامل الكسوف قد غطّى وجه الشمس كلّه . وهذا ما نطلق عليه "الكسوف الكلّي". وإذا كانت الشمس في أقرب بعدها عنّا فإنّ وجهَها يكون أوسع من وجه القمر ، ويُرى أنّه غطّى وجهَها كلّه وترك حلقة ضيّقة حولَه ، وهذا ما يسمّيه الفلكيّون "الكسوف الحلقي" . وإذا مرّ قرص القمر أمام جانبٍ من قرص الشمس فإنّ الكسوف يكون "جزئيّاً" .

    وقبل تكامل الكسوف الكلّي أو الحلقي يمرّ القمر على وجه الشمس ، وعند تكامل الكسوف يأخذ القمر في الانجلاء عن وجه الشمس تدريجياً وببطء إلى أنْ يتمّ الانجلاء وترجع إلى حالتِها الأولى في البهاء والسناء . وأكثر ما يحدث في السنة خمسة كسوفات وأقلّ ما يحدث كسوفان .

    أمّا الخسوف فيختلف عن الكسوف وتعليل ذلك أنّ للأرض ظلاً يمتدّ وراءها إلى مسافة تقرب من 900 ألف ميل ، فإذا اتّفق ووقع القمر في هذا الظلّ أثناء سيره في فلكه حول الأرض حصل "خسوف كلّي" ، فإذا صادف ووقع جزء منه في الظلّ شمله خسوف لذلك الجزء ويطلق عليه "خسوف جزئي" .

    وقد استطاع الفلكيّون أن يحسبوا أوقات الكسوف والخسوف ، وأن يتنبأوا عن حدوثِهما قبل وقوعِهما .

    وقد لا يحدث في العام خسوف ما ، وقد يحدث كسوفان وثلاثة خسوفات ، وأكثر ما حدث خمسة كسوفات وخسوفان ، وفي غالب الأحيان لا يزيد عدد الكسوفات والخسوفات على أربعة .





    النيازك

    إضغط هنا ↓ لترى صورة لمذنّب سقط في المكسيك عام 1969

    http://en.wikipedia.org/wiki/Image:AllendeMeteorite.jpg

    النيازك أجرام باردة لا حرارة فيها لأنّها قطع أرضيّة وتسمّى أيضاً "الأحجار السماويّة" ، وهي مختلفة في الأحجام ، فمنها بقدر الجبل وبعضها أكبر وأصغر ، وأصغرها يكون بقدر نصف متر مربّع . وهي مجذوبة للأرض كالقمر لأنّها أجرام باردة والأرض جرم ساخن ، وكذلك كلّ سيّار له نيازك مجذوبات له ، ويختلف بعدها عن الأرض على اختلاف أحجامِها ؛ فالصغير منها بكون قريباً إلى الأرض ، والكبير يكون بعيداً عنها ، وذلك على منهج القوّة الجاذبة والدافعة .

    والنيازك تدور مع الأرض من اليمين إلى الشمال كما يدور القمر ، وأصل النيازك بقايا سيّارات تمزّقت في قديم الزمان بعد أن قامت قيامتها ، ويكثر فيها وجود الفلزات كالحديد والرصاص والكروم والنيكل والبلاتين وغير ذلك ، وبعض الأحيان يسقط منها في أوربا وغيرها من الأقطار فيجدون فيها من هذه المعادن .

    ومن طريف ما يُروى أنّه سقط في سنة 1620 م في البنجاب حجر جوّي عمل من حديده الإمبراطور (جهانكير) سيفاً كانت العامّة تدعوه "سيف الصاعقة" .

    ويوجد في المتحف الأمريكي بنيويورك [ المعروف بمتحف التاريخ الطبيعي ] نيزك يزن 36 طناً ونصف طنّ ، وحجمه 385 قدماً مكعباً .

    وسقط نيزك سنة 1908 في جهات سيبريا قرب (فنوفارا) كبير جداً ويقدّر وزنه بأكثر من 136 طناً .

    ويُقدّر ما ينزل من رماد وحجارة النيازك على الأرض أكثر من أربعين ألف طنّ في كلّ يوم .

    وجاء في مجلّة الهلال – العدد 295 لسنة 1975 صحيفة 49 تحت عنوان (الهنود والإسبان) : " سمع الرحّالة الإسبان الأوائل من الهنود الذين يعيشون في شمال الأرجنتين يتحدّثون عن كتل من الحديد سقطت من السماء في (حقول السماء) كما كانوا يطلقون عليها في ذلك الوقت . وفي الحال تكوّنت بعثات فيما بين الأعوام 1774 و1776 لفحصِها على أمل أن يعثروا فيها على كميّات من الفضّة مثل تلك التي عثروا عليها في بيرو من قبل . ودلّت العيِّنات التي عادوا بِها على أنّها من الحديد الخالص .

    ولكنّ المغامرين الإسبان لم يقنعوا بِما اكتشفوه فأرسَلوا بعثات أخرى للتنقيب على أمل العثور على مناجم من الحديد .وعهِد بِهذا العمل إلى الضابط ميجيل روبين دي سليس من البحريّة الإسبانيّة الملكيّة فواصَلَ عمليّات التنقيب والحفر ، ولكنّ الرمال التي تراكمت أخفَتْ تحتَها كتلة أخرى زنتُها 15 طناً ولم يُعثَر عليها بعد ذلك .وأخيراً وفي عام 1803 عُثِر على كتلة أخرى في نفس المنطقة زِنَتُها طنّ واحد ، اقتنعَ العلماء بِأنّها من النيازك التي سقطت على الأرض فأرسَلوها إلى المتحف البريطاني بِلندن ."

    وقد سقط نيزك في العراق قرب مدينة كركوك فتحطّم يبلغ وزنه 35 كيلو، وذلك في 20 من شهر آب سنة 1977 ميلاديّة ، وكان سقوطه نهاراً ولونه رمادي فيه تبلور ، وقد نقلوا أحجاره إلى المتحف .

    والخلاصة أنّ النيازك كانت أراضي مسكونة وفيها نبات وحيوان وإنسان كما في أرضنا وكانت مجذوبة للشمس التي تمزّقت وتدور حولَها، ولَمّا تشقّقت تلك الشمس تَمزّقت سيّاراتُها معها فصارت نيازك .

    وكذلك أرضنا إذا قامت قيامتها فإنّها تتمزّق وتكون نيازك ، والنيازك يأتي ذكرها في القرآن بلفظة "جبال" وسيأتي شرحها في ذكر الجبال . قال الله تعالى في سورة هود {فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ . مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} فالحجارة هنا يريد بِها النيازك . وقال عزّ من قائل في سورة سبأ {إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَو نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء ..إلخ } والمعنى : إن نشأ نسقِطْ عليهم نيازك من الفضاء لأنّ الكِسَف معناها القِطع ، ويريد بِها النيازك . وقال تعالى في سورة الطور{وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاء سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ} فالكِسَف يريد بِها النيازك . وقال تعالى في سورة الحديد {وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ..إلخ } فالحديد الذي ذكره هنا أنزله في النيازك . وقال تعالى في سورة النمل{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} فالجبال هنا يريد بِها النيازك ، والدليل على ذلك تشبيهها بالسحاب لأنّ النيازك تسير فوقنا كالسحاب ، وذلك مِن إتقانِه لِمصنوعاتِه ومخلوقاتِه فهو الذي أتقنَ كلّ شيء . وكذلك الجبال التي على الأرض تسير مع الأرض في الفضاء حول الشمس وتدور الأرض بِما فيها من جبال حول نفسِها ولا نشعر بِها بل نحسبُها ثابتة جامدة في مكانِها .



    س 31 : كيف تسير هذه الأجرام في الفضاء ولا تسقط على الأرض ؟

    ج : كما لم يسقط القمر ؛ وذلك لأنّ الأرض فيها قوّة جاذبة بسبب الحرارة التي في جوفِها ، وفيها قوّة دافعة بسبب دورانِها حول نفسِها .



    س 32 : إذا كانت هذه الأجرام موجودة في الفضاء فكيف لا نراها وقد قال تعالى{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً } ؟

    ج : لأنّها أجرام صغيرة ، وقد نرى بعضَها يضيء في الليل إلاّ أنّنا نظنّها نجوماً ، وأمّا كلمة {تَرَى} فمأخوذة من الرأي ومعناه العلم وليس معناها النظر وذلك كقوله تعالى في سورة الفيل {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ}



    س 33 : أليست الأرض غنيّة بخامات الحديد ، فلماذا مَنّ سبحانه علينا بالحديد الساقط مع النيازك وهو قليل بالنسبة لِخامات الحديد الموجودة على وجه الأرض ، وذلك كقوله تعالى{وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} ؟

    ج : إنّ الموجود على الأرض هو خامات الحديد وليس فيه حديد طلق ، وأمّا الذي في النيازك فهو حديد طلق وليس بخامات وإنّ الناس كانوا لا يعرفون تصفية الحديد من خاماته فلذلك كانوا يأخذون الحديد الساقط من النيازك ويعملون منه آلات حديدية كالسكاكين والفؤوس والمناشير وغير ذلك .

    وإنّما لا يوجد الحديد حراً على الأرض لأنّه يتأكسد بواسطة الأوكسجين الموجود في الهواء وأمّا الذي في النيازك فلا يتأكسد لأنّ الأوكسجين هناك قليل .





    نيزك ميركسن

    إضغط هنا ↓ لترى عدّة صور لهذا النيزك

    http://rst.gsfc.nasa.gov/Sect20/A12a.html

    http://science.nasa.gov/headlines/y2001/ast20dec_1.htm

    http://en.wikipedia.org/wiki/Murchison_meteorite


    ذكرت مجلّة (العلم والحياة) في عددِها الثاني عشر ، السنة الثالثة ، آذار سنة 1971 ما يلي : " في أيلول عام 1969 سقط نيزك في أستراليا عند مدينة ميركسن ، وقد قام بدراسة شظايا هذا النيزك فريق من علماء الوكالة الوطنيّة للملاحة .. وقد تمكّن هؤلاء العلماء باستعمال طرق تحليلية دقيقة من العثور في هذا النيزك على ستّة عشر حامضاً أمينياً ، وهي المكوّنات الأساسيّة لبروتينات الحياة . ولقد كان خمسة فقط منها من الأنواع المعروفة (وعددها عشرون) الموجودة في أجسام أحياء الأرض . ووجدوا كذلك على هذا النيزك مواد عضوية (هايدروكاربونيّة) من النوع الموجود على سطح الأرض .

    ولقد كان لِهذا الاكتشاف أهميّة كبيرة لا من حيث كون هذه الحادثة هي الأولى من نوعِها التي يكتشف فيها حوامض أمينية على نيازك أو اكتشاف بكتريا متحجّرة ، بل من حيث كونِها الحالة الأولى التي يؤكَّد فيها أنّ مصدر هذه الموادّ هو(خارج) الأرض ولم تنشأ نتيجةً للتلوّث بِمواد أرضية لِلأسباب الآتية :

    1. استبعاد مصدر هذه الحوامض الأمينية من التلوّث بِمواد أرضيّة ، بسبب كون بعض هذه الحوامض الأمينية ليس لَها نظير على سطح الأرض .

    2. إنّ نسبة الكاربون 130 في نيزك ميركسن هي كنسبته في نيازك أخرى وتختلِف هذه النسبة اختلافاً كبيراً عن نسبة هذا الكاربون في الحياة الأرضيّة .

    3. إنّ التحليل الضوئي (الطيفي) لأحد مجاميع المركّبات الهايدروكاربونيّة الموجودة على نيزك ميركسن تختلف اختلافاً كبيراً عن طبيعة ما يقابلُها على سطح الأرض . وقد خلص العلماء للأسباب أعلاه إلى أنّ الموادّ المكتَشَفة على نيزك ميركسن هي غير أرضيّة ، وإنّ (الحوامض الأمينيّة والهايدروكاربونات) نشأت في مكانٍ خارج الأرض . إنّ اكتشاف حوامض أمينيّة في أجرام صغيرة كنيزك ميركسن فتح لَنا صفحة جديدة من احتمال وجود موادّ عضويّة كهذه أو أكثر تعقيداً منها ، أو وجود موادّ حيّة في أجرامٍ أكبر كسيّار المرّيخ والزهرة ." انتهى .





    الجبال

    إضغط هنا ↓ لترى صورة لسلسلة جبال هملايا الضخمة من مكوك الفضاء (عن ناسا)

    http://rst.gsfc.nasa.gov/Sect12/Sect12_4.html

    الجبال التي في الأرض هي أربعة أنواع :

    1. منها ما تكوّن بسبب البراكين ،

    2. ومنها بسبب عوامل التعرية والتآكل وتقلّبات حوادث الخسف والزلزال ،

    3. ومنها بسبب تقلّص الأرض وتكسّر وجهِها وهي الجبال السلسليّة المستطيلة [وفي متحف بيروت ترى أسماكاً متحجِّرة وجدوها في جبل من الجبال ببيروت مِمّا يثبت أنّ ذلك الجبل كان في قديم الأزمنة تحت سطح البحر وكانت تلك الأسماك تسبح فوق أرضه ، ولّمّا تقلّص سطح الأرض تكسّر وجهُها فارتفعت منها طبقات وانخفضت أخرى بسبب تقلّصها فصارت المرتفعات جبالاً]،

    4. وأكثرها تكوّن بسبب سقوط النيازك على الأرض ، ولا تزال النيازك تسقط أحياناً في بعض البلاد حتّى يومِنا هذا .

    قال الله تعالى في سورة النحل{وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} فالرواسي يريد بِها الجبال ، فهي نيازك رَسَتْ على الأرض أي ثبتت عليها ورسخت فيها . وقال تعالى في سورة الرعد {وَهُو الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ..إلخ } فالرواسي هي الجبال . وقال تعالى في سورة الحجر{وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ} فقوله تعالى {وَأَلْقَيْنَا} بمعنى ألقى النيازك من الفضاء على الأرض فرَسَتْ فيها وصارت جبالاً . وقال تعالى في سورة فصلت{وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ} ، وقال تعالى في سورة النازعات {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا} ، فالجبال يريد بها النيازك ، , أرساها معناها أثبتَها على الأرض . وقال تعالى في سورة الرعد{وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ .. إلخ } ، فقوله تعالى{وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ} يعني هي من غير الأرض {مُّتَجَاوِرَاتٌ}جاور بعضها بعضاً بعدما كانت متفرّقة في الفضاء ، والقطع يريد بِها النيازك لأنّها جاءت إلى الأرض من الفضاء . وقال عزّ من قائل في سورة الحديد { وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ..إلخ } يعني أنزل الحديد مع النيازك فصار منها جبال . وقال تعالى في سورة الغاشية {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ . وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ . وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ .} أي نُصِبت على الأرض وهي النيزك نُصِبت على الأرض فصارت جبالاً .

    وأمّا الجبال التي تكوّنت من عوامل التعرية والتآكل فيدلّ عليها قوله تعالى في سورة فاطر {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} فقوله تعالى {وَمِنَ الْجِبَالِ} معطوف على قوله {فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ} والجُدَد بالضمّ جمع جديد ، ومن ذلك قول النابغة :

    والأدم قد خيِّستْ فتلاً مرافقُها مشدودةٍ بِرِحالِ الحيرةِ الجُددِ

    والمعنى : وأخرجْنا بماء المطر جبالاً جديدة غير الجبال القديمة ، وذلك لأنّ الأمطار تُذيب غاز ثاني أوكسيد الكربون الموجود في الهواء فيتكوّن حامض الكاربونيك فيذيب هذا الأخير من الأحجار الكلسيّة التي في الجبال فتنزل إلى البحار أو الأراضي المنخفضة فتتحجّر ثانيةً ، وهكذا تستمرّ العمليّة على مرّ السنين حتّى يصبح جبل جديد .

    وأمّا قوله تعالى {وَغَرَابِيبُ سُودٌ} فتقديره : وكوّنّا بِماء المطر غرابيب سود ، ومفرده غربيب وهو الفحم . يُقال "أسود غربيب" أي يشبه الفحم في سواده ، ومن ذلك قول امرئ القيس :

    والماء منهمِرٌ والشدُّ منحدِرٌ والقصب مضطَمِرٌ واللّونُ غِربيبُ

    كما يقال "أخضر حشيش" و"أحمر دم" ، ويريد بذلك الفحم الحجري لأنّه يتحجّر بواسطة حامض الكاربونيك المتكوِّن بسبب الأمطار ، وإنّما قال تعالى {غَرَابِيبُ} على الجمع ولم يقلْ "غربيب" على الإفراد لأنّ الفحم الحجري على أربعة أقسام .

    والخلاصة أنّ النيازك والجبال يأتي ذكرهما في القرآن بإسمٍ واحد وهو"جبال" .

  3. #3
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2011
    الدولة: القلوب التي احبتني
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 6,393 المواضيع: 269
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 5881
    مزاجي: حسب الاخبار
    المهنة: من علمني حرفا ملكني عبدا
    موبايلي: سامسونج
    آخر نشاط: منذ 23 دقيقة
    مقالات المدونة: 3
    معلومات جميله
    شكرا لك اخي العزيز للمجهود المميز

  4. #4
    في ذمة الخلود
    ابو مصطفى
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الوطن مشاهدة المشاركة
    معلومات جميله
    شكرا لك اخي العزيز للمجهود المميز
    ​كل الهلا بك اخي وشكرا للمرور العطر

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال