<font size="4"><strong>ذا كانت الشمس جاذبة والسيّارات مجذوبة لّها فهلاّ جذبتهنّ إليها فيلتصقنَ بِها ، فما هو السبب الذي جعل بينهما هذه المسافة ؟<br>
<br>
ج : إعلم أنّ كلّ جرمٍ ملتهب ثابت في مكانه ولكن يدور حول نفسه بسبب الحرارة التي في جوفه ، ودورته تكون من اليمين إلى الشمال ، وكلّ جرمٍ بارد لا يدور حول نفسه إذ لا حرارة فيه تجعله بتحرّك ولكنّه يدور حول الجرم الذي يجذبه ودورانه أيضاً يكون من اليمين إلى الشمال لأنّ الجرم الجاذب يدور كذلك ، ومثال ذلك القمر فإنّه لا يدور حول نفسه لأنّه جرم بارد ولكنّه يدور حول الأرض لأنّه مجذوب لَها .<br>
<br>
فالشمس إذاً ثابتة في مكانِها ولكنّها تدور حول نفسِها، وبسبب هذا الدوران تكوّنت عندنا قوّة ثانية تسمّى "القوّة الدافعة". وهي : إنّ الجرم الجاذب كلّما زاد في دورانِه ابتعدت عنه الأجرام المجذوبة له ، وكلّما قلّت سرعة دورانه فإنّ المجذوب يقترب منه ، ولو فرضنا أنّ الجرم الجاذب يقف عن دورته فإنّ المجذوب يقترب منه حتّى يلتصق به ، على شرط أن لا يخلو من الحرارة لأنّ الأجرام لا تقف عن دورانِها حول نفسِها إلاّ إذا انتهت حرارتُها ، والخلاصة أنّ سبب ابتعاد السيّارات عن الشمس ناتج عن دوران الشمس حول نفسِها ، ومثال ذلك "الدولاب" الذي يركب فيه الأطفال بالأعياد فإنّك ترى الدولاب كلّما زادت سرعة دورانه فإنّ الحمّالات التي فيها الأطفال تبتعد عن عامود الدولاب وتنتشر في الفضاء وكلّما قلّت سرعتها فإنّ الحمّالات يقترب بعضها من البعض حتى يقترِبْنَ من العمود .فهذا أوّل سبب في ابتعاد السيّارات عن الشمس ، وأمّا السبب الثاني فإنّ الجرم المجذوب كلّما كان أبرد فإنّ الجاذبيّة تعمل فيه أكثر فيقترب حينئذٍ من الجاذب والعكس بالعكس .<br>
<br>
</strong></font><font size="4"><strong>الحمّالات تبتعد عند سرعة دوران الدولاب<br>
<br>
يمثّل الشكل أعلاه صورة "لدولاب" الأطفال الذي يستعمل في الأعياد حيث ترى الدولاب كلّما زادت سرعة دورانه فإنّ الحمّالات التي فيها الأطفال تبتعد عن عامود الدولاب والعكس بالعكس .<br>
<br>
<br>
<br>
<br>
<br>
<br>
<br>
سير الأجرام<br>
<br>
إنّ الجرم المجذوب لا يحاذي الجاذب في سيره تماماً ، بل تكون حركة الجاذب حول نفسه أسرع من حركة المجذوب حول الجاذب ؛ مثلاً إنّ الشمس جاذبة والأرض مجذوبة لَها ، فالشمس تكمل دورتَها حول نفسِها بمدّة 25 يوماً و5 ساعات بينما الأرض تكمل دورتها حول الشمس بمدّة 365 يوماً ، ويكون تقدير ذلك كنسبة 1 إلى 14 على التقريب ، أي أنّ الأرض تدور مرّة واحدة حول الشمس في السنة بينما الشمس تكمل أربع عشرة دورة حول نفسِها .<br>
<br>
ثمّ إنّ القمر يكمل دورته حول الأرض في الشهر مرّة بينما الأرض تكمل دورتها حول نفسها بمدّة 24 ساعة ، ويكون تقدير ذلك 1 مقابل 30 ، أي دورة واحدة للقمر حول الأرض مقابل ثلاثين دورة لرض حول نفسها . <br>
<br>
وهكذا تكون دورة الجرم الجاذب حول نفسه أكثر من دورة المجذوب حول الجاذب، ولا يمكن تقدير حركة الأجرام كلّها بسرعة معيّنة ، لأنّ منها الصغير والكبير والساخن والبارد ، وعلى هذا تختلف سرعة دوران الأجرام .<br>
<br>
وإليك أصغر سيّار مجذوب للشمس وأقربهنّ وهو عطارد ويكمل دورته حول الشمس بمدّة 88 يوماً ، ويكون تقدير دورته مرّة واحدة مقابل ثلاث دورات للشمس على التقريب .<br>
<br>
<br>
<br>
س 18 : إذا كانت القوّة الجاذبة تعمل في الجرم البارد أكثر من الساخن ؛ إذاً كيف تكون دورة القمر حول الأرض مرّة واحدة من ثلاثين دورة للأرض حول نفسها على أنّ القمر جرم بارد ، وإنّ عطارد يكمل دورة واحدة حول الشمس لكلّ ثلاث دورات لَها ، على أنّ عطارد جرم ساخن ، فينبغي أن يكون الأمر عكس ذلك ؟<br>
<br>
ج : إنّ الجاذبية التي في الأرض لا تكون إلاّ جزءً من مائة جزء من الجاذبية التي في الشمس : لأنّها جرم ملتهب شديد الحرارة كبير الحجم ، وإنّ الأرض جرم صغير بالنسبة إلى الشمس ، ثمّ إنّ وجهها بارد إلاّ أنّ جوفها ساخن ، ثمّ إنّ نسبة القمر إلى الأرض لا تكون كنسبة عطارد إلى الشمس ، فعطارد صغير بالنسبة إلى الشمس ، لأنّ الفلكيين قدّروا حجم الشمس أكبر من الأرض بمليون مرّة ، فكيف بعطارد الذي هو أصغر من الأرض بثلثين ، أمّا القمر فهو كبير بالنسبة إلى الأرض حيث يقدّر حجمه واحد من خمسين من حجم الأرض ، فلذلك أصبح جذبه ثقيلاً على الأرض فإنّها لا يسعها جذبه حولَها مرّة واحدة إلاّ عن ثلاثين دورة لَها حول نفسها . <br>
<br>
<br>
<br>
<br>
<br>
سبب دوران الكواكب السيّارة حول الشمس<br>
<br>
س 19 : عرفنا سبب ابتعاد السيّارات ، إذاً فما هو سبب دورانِها حول الشمس ؟<br>
<br>
ج : قلنا فيما سبق أنّ كلّ جرمٍ ساخنٍ جاذبٌ ويدور حول نفسه ، فلمّا كانت الشمس جرماً ملتهباً أصبحت تدور حول نفسها وجاذبةً للسيّارات إذ هنّ أقلّ منها حرارةً وأصغر حجماً ، ولَمّا كانت الشمس تدور حول نفسها وهي جاذبة للسيّارات أخذت تجذبهنّ معها فيدرْنَ حولَها ، فسبب دوران السيّارات حول الشمس ناتج عن دوران الشمس حول نفسها ، فلو وقفت عن دورتِها لوقفت السيّارات أيضاً ، بل لاقتربنَ من الشمس حتّى يلتصقْنَ بِها . هذا ما بيّنته لك مِمّا علّمني ربّي ، وقد قال الكاتب الأمريكي الشهير (آرثربرزباين) : " نكشف أنّ الأرض تدور حول الشمس ، ولكن لا بدّ لأعظم عالم من الاعتراف بعجزه عن الاهتداء إلى سبب دورانِها ."<br>
<br>
وإليك جدولاً يبيّن لك المدّة التي يكمل فيها كلّ سيّار دورته حول الشمس عن كتاب الجواهر :<br>
<br>
<br>
<br>
<br>
عطارد<br>
88<br>
يوماً<br>
<br>
الزهرة<br>
225<br>
يوماً<br>
<br>
الأرض<br>
365<br>
يوما<br>
<br>
المرّيخ<br>
687<br>
يوما<br>
<br>
المشتري<br>
4333<br>
يوما<br>
<br>
زحل<br>
10759<br>
يوما<br>
<br>
أورانوس<br>
30687<br>
يوما<br>
<br>
نبتون<br>
60627<br>
يوما<br>
<br>
<br>
<br>
<br>
<br>
<br>
سبب اختلاف مدّة دوران السيّارات حول الشمس<br>
<br>
س 20 : فما هو السبب في اختلاف مدّة دوران السيّارات حول الشمس حيث نرى عطارد يكمل دورته حول الشمس بمدّة 88 يوماً بينما نبتون يكملها بمدّة 60127 يوماً ؟<br>
<br>
ج : إنّ ذلك ناتج عن اقتراب سيّار نحو الشمس وابتعاد آخر عنها ، فكلّ جرمٍ قريب إلى الشمس يكمل دورته بمدّة قصيرة ، وكلّ جرمٍ بعيد عنها يكملها بمدّة طويلة .<br>
<br>
<br>
<br>
<br>
<br>
سبب اقتراب سيّار نحو الشمس وابتعاد آخر عنها<br>
<br>
س 21 : فما هو السبب في اقتراب جرم وابتعاد آخر ، فإذا كانت الشمس جاذبة والسيّارات مجذوبة فينبغي أن تكون على منهج واحد من القرب إلى الشمس أو البعد عنها ؟<br>
<br>
ج : إنّ ذلك ناتج عن شيئين :<br>
<br>
الأوّل – اختلاف السيّارات في الأحجام لأنّ بعضها أصغر من الأرض وبعضها أكبر بكثير ، فكلّما كان السيّار أصغر حجماً يكون أقرب إلى الشمس ، وكلّما كان أكبر يكون أبعد عنها . <br>
<br>
وأمّا السبب الثاني – هو الحرارة ، فكلّما كان السيّار أبرد يكون أقرب إلى الشمس ؛ لأنّ الجاذبية تعمل فيه أكثر ، وكلّما كان السيّار أشدّ حرارة يكون أبعد عنها ، لأنّ الجاذبية لا تعمل فيه إلاّ قليل