نجح الفنان العراقي سعيد هويدي في رسم صورة أخاذة لملهمة عربية متقبلة لمرض البهاق، باستخدام خيوط ومسامير فقط ليحقق بذلك لقب غينيس للأرقام القياسية لأكبر عمل فني بالخيط والمسمار في العالم.
واشترطت غينيس للأرقام القياسية معايير صارمة لاعتماد هذا الرقم القياسي، أبرزها استخدام خيط متصل واحد، ليشكل الصورة المطلوبة التي بلغت أبعادها 6.3 أمتار مربعة (نحو 67 قدماً مربعة و20 إنشاً).
وشكلت اللوحة خمسمائة مسمار و6637 متراً من الخيوط، أي ما يفوق ارتفاع جبل كليمنغارو الشهير في أفريقيا، أو 8 مرات من طول برج خليفة الأشهر في دبي. وتزينت اللوحة بملامح وجهٍ أخاذ للمؤثرة العربية لجينة صلاح، المرأة المصرية التي تنشد رفع الوعي حول مرض البهاق عربياً، واليوم عالمياً.
ويعكس العمل الفني تناسب اللونين الأبيض والأسود كإشارة إلى درجات الألوان لدى مرضى البهاق، حيث استفاد الفنان العراقي من الضوء الذي يتخلل الخيوط، وينعكس على الخلفية لإيضاح ملامح لجينة ويرسل رسالة سامية إلى مجتمع مرضى البهاق حول العالم.
هويدي لم يكن يوماً رساماً، ولم يحظَ بالموهبة الصرفة لبلوغ هذا الحلم، إلا أنه يؤمن بمفهوم الممارسة حتى التفوق. ويقول: "مع الممارسة يصبح الإنسان أكثر قدرة على قراءة صور الوجه بأبعاد الظل والضوء، لم أكن رساماً لأبدأ في هذا المجال، وهذا ما يعطيك مثالاً واضحاً أن الممارسة تنجب الإتقان، والإتقان بدوره ينجب الموهبة".
وتطلب العمل على الصورة 16 ساعة، إلا أن هذا الوقت أسرع من المعدل المطلوب بكثير حيث تتطلب لوحات مشابهة ما يفوق الـ40 ساعة عمل لإنجازها.
من جهتها، عبرت لجينة صلاح عن سعادة بالغة لاستخدام الفنان سعيد هويدي صورتها كأيقونة لعمل عالمي كهذا، سيساهم في رفع الوعي حول جمال مرضى البهاق في أنحاء العالم. وقالت إنها بدأت حياتها بالمعاناة مع مرض الصدفية، ثم البهاق، إلا أنها حولت هذه الأمراض إلى أيقونة جمالية فريدة، وغيرت حياتها إلى الأفضل.