غالبا ما يكون للنظام الغذائي آثار سلبية على العظام ويزيد مشاكل الكلى والكبد والقلب.


معظم الأنظمة الغذائية التي تهدف إلى فقدان الوزن تؤدي إلى زيادة الوزن في نهاية المطاف (شترستوك)

يعاني ملايين البشر في مختلف أنحاء العالم من السمنة والوزن الزائد، وقد انتشرت خلال السنوات الماضية الحميات الغذائية التي تهدف إلى إنقاص الوزن.
في تقرير نشرته مجلة "فورشيت إي بيكيني"، تقول الكاتبة دلفين إف بي، إن الوكالة الفرنسية للصحة والغذاء والبيئة والسلامة المهنية أجرت دراسة على حميات خسارة الوزن الأكثر انتشارا -ومنها حمية "دوكان" وحمية "أتكينز" وحمية "شوربة الملفوف"- وخلصت إلى أن هذه الأنظمة تشكل خطرا على الصحة الجسدية والنفسية.


المخاطر الصحية

أظهرت الدراسة أن معظم الأنظمة الغذائية التي تهدف إلى فقدان الوزن تؤدي إلى زيادة الوزن في نهاية المطاف، لأن الجسم الذي يعاني من الحرمان خلال فترة اتباع الحمية، يميل إلى تخزين الدهون بمجرد العودة إلى النظام الغذائي العادي.
وتُظهر البيانات أنه في 80% من الحالات تحدث زيادة في الوزن بعد التوقف عن الحمية الغذائية، ويكتسب الجسم كيلوغرامات أكثر من تلك التي فقدها.
وحسب الأبحاث، فإن أكثر من 70% من هذه الحميات لا توفر للجسم كمية الألياف والحديد الموصى بها لتحقيق التوازن الغذائي، في المقابل، يوفر 50% من الحميات كميات من البروتينات والدهون أعلى من المعدلات الموصى بها.
وغالبا ما يكون للنظام الغذائي آثار سلبية على العظام، ويزيد مشاكل الكلى والكبد والقلب.


المخاطر النفسية

حسب الوكالة الفرنسية للصحة والغذاء والبيئة والسلامة المهنية، فإن "الاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس من العواقب النفسية الشائعة للفشل المتكرر في تطبيق الحميات الغذائية التي تهدف لفقدان الوزن".
وفي كثير من الحالات، يتبع أشخاص لا يحتاجون إلى إنقاص الوزن حميات غذائية تحت تأثير وسائل الإعلام. وتفيد البيانات أن 30% من النساء اللاتي يتمتعن بمؤشر كتلة جسم طبيعي، و15% من النساء النحيفات، قد اتبعن مرة واحدة على الأقل نظاما غذائيا لإنقاص الوزن.
وقد امتدت الظاهرة إلى الآباء والأمهات، حيث إن الكثير منهم أصبحوا يفرضون على أبنائهم حميات غذائية لفقدان الوزن، رغم المخاطر التي يمثلها ذلك على نمو الأطفال.


هل يجب التوقف تماما عن اتباع الحميات الغذائية؟

تؤكد الكاتبة أن اتباع نظام غذائي لفقدان الوزن ليس خطوة سهلة، لذلك يجب التأكد من أن هناك سببا وجيها لاتخاذ هذا القرار -أي أن يكون مؤشر كتلة الجسم أعلى من 22- وأن يخضع الأمر لمراقبة الأطباء وخبراء التغذية.
لإنقاص الوزن والحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية، يبقى الحل الأمثل -وفقا للكاتبة- اتباع نظام غذائي صحي ومتنوع، وممارسة الرياضة بشكل منتظم.