على أعتاب 2022.. اقتصاد العالم يواصل الدوران في حلقة مفرغة
يبدو أن الخروج من نفق كورونا المظلم لن يكون سهلا، فالعالم على وشك استقبال عام جديد ثالث تحت وطأة رياح الجائحة وجميع المنظمات الاقتصادية المرموقة قامت بتخفيض توقعاتها للنمو سواء لعامنا هذا أو للعام 2022، نظرا لضبابية المشهد وصعوبة التنبؤ بتطورات الجائحة فبعد أن أقدمت دول العالم على إعادة فتح اقتصاداتها تدريجيا مع بداية الربع الثاني من العام الجاري عادت بعضها لفرض القيود وإغلاق الحدود مع ظهور سلالة دلتا في يونيو الماضي وما أن بدأت تلتقط أنفاسها تدريجا في النصف الثاني من 2021 ظهرت سلاسلة أوميكرون في نوفمبر الماضي، لتستنفر غالبية دول العالم لغلق حدودها تحسبا لموجة جديدة من الوباء، وكأن العالم يدور في حلقة مفرغة بلا نهاية.
في الثالث من ديسمبر الجاري، قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، إن توقعات الصندوق للنمو الاقتصادي العالمي ستنخفض على الأرجح بسبب ظهور متحور أوميكرون، وكان الصندوق بالفعل خفض توقعاته للاقتصاد العالمي في أكتوبر الماضي – قبل ظهور أوميكرون- بواقع 0.1% فقط إلى 5.9% وأبقى على توقعاته للنمو خلال العام المقبل عند 4.9%.
كما خفضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مطلع ديسمبر أيضا تقديراتها لنمو الاقتصاد العالمي هذا العام إلى 5.6%، وقالت لورانس بون، كبيرة الاقتصاديين في المنظمة إن متغير أوميكرون ” يعزز حالة عدم اليقين ويمكن أن يشكل تهديدًا للانتعاش، ويؤخر العودة إلى الأوضاع الطبيعية”.
إذا تعافي الاقتصاد العالمي خلال 2022 مرهون بشكل كبير بقدرة العالم على احتواء متحورات كورونا إلى جانب تدابير أخرى كاستمرار دعم القطاعات المتضررة وإجراءات تحفيز الاقتصاد مع السيطرة على الضغوط التضخمية لاسيما ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، ومعالجة أزمة سلاسل التوريد ووضع حد لحروب التعريفات الجمركية ورفع أسعار الفائدة بشكل تدريجي تحديدا في أمريكا فارتفاع سعر الدولار -كردة فعل فورية على رفع أسعار الفائدة- سيقوض انتعاش الاقتصادات الناشئة.
فيما يلي نستعرض أبرز ما قدمناه في شبكة “رؤية” لمتابعة حركة الاقتصاد العالمي تحت وطأة متحورات كورونا في 2021: