محمد جابر.. نصف قرن برفقة المقص والفرشاة
بين أزقة البلدة القديمة في مدينة الخليل بالضفة الغربية، يواصل السبعيني محمد غالب جابر، ممارسة مهنة الحلاقة، منذ نحو 50 عاماً، في محل صغير، جدرانه مقوّسة، قديمة ومتآكلة، وهو واحد من أقدم الحلاقين في المدينة.
تحدث جابر عن بداياته في مهنة الحلاقة التي تعلمها، وهو في الثالثة عشر من عمره، على يد حلاق حارته، عبد المنعم شبانة، واستمر في التنقل بين عدد من الصالونات، إلى أن افتتح صالوناً خاصاً به عام 1970، وبات المكان بعد هذه الفترة الطويلة، جزءاً من حياته وتاريخه وهويته. يحافظ جابر على أدواته القديمة، رافضاً استبدالها بأحدث منها، من بينها ماكينة حلاقة ألمانية الصنع، تجاوز عمرها 60 عاماً، وحجر زيت عثماني يلمع به موس الحلاقة.
يقول جابر لـ «البيان»، معظم زبائني من كبار السن، أنا لا أتقن سوى القصّات القديمة، ولا تتوقف مهنتي على قص وتهذيب الشعر واللحية، فقد تعلمت خلع الأسنان، وتجبير الكسور، وتضميد الجروح.
ضد الموضة
لم يزيّن جابر جدران صالونه بصور قصات شعر نجوم السينما، فهو لا يؤمن بما تسمى «الموضة»، التي تتغير من سنة إلى أخرى، والتي ساعدت وسائل الإعلام الحديثة على انتشارها، وينتقد قصات الشعر الحديثة، بقوله «أين قصات زمان من قصات اليوم»، معتبراً القصات الحديثة «موضة أجنبية مجنونة»، ما جعل كل زبائنه من كبار السن، الذين يؤمنون بالقديم، ويرفضون الموضة.
وأشار إلى أن البعض يطلق على صالونه اسم «صالون العجايز»، كون زبائنه من كبار السن، الذين اعتادوا على قص شعرهم بالطريقة القديمة المعتادة، دون أي إضافات.
يعتبر يوم الاثنين، عطلة الحلاقين، وفيه تغلق صالونات الحلاقة أبوابها، إلا أن السبعيني جابر، يذهب إلى صالونه في هذا اليوم، من باب التسلية، حيث يعتبره أفضل مكان يجمعه بأصدقاء العمر.