سوريا.. الشتاء يفاقم المعاناة والمدافئ حلم بعيد المنال


يعيش السوريون عاماً استثنائياً صعباً، إذ خلق الواقع الاقتصادي المتردي ظروفاً لا تطاق، في ظل ارتفاع الدولار مقابل الليرة، فضلاً عن تواضع المقدرات الاقتصادية، الأمر الذي أدى لتفضيل آلاف الشباب الخروج من البلاد بحثاً عن فرص الحياة، رغم ما تبذل الحكومة من محاولات للوفاء بالاحتياجات. أتى الشتاء مختلفاً عما سبقه في ماضي السنوات، فلا كهرباء ولا وقود يمكّن من تسيير الحياة أو تزويد المدافئ، في ظل موجات برد وشتاء مليء بالعواصف لم تشهد البلاد له مثيلاً في تاريخها القريب.
يعاني السوريون أزمة كبرى في تأمين المدافئ التي تقيهم برد الشتاء، ومن يستطع تأمين المدافئ يعجزه الحصول على الوقود، إلى درجة أن أصبح حطب الأشجار بعيد المنال، فيما أصبحت المدافئ التقليدية سلعة نادرة.
تستمر أسعار المدافئ في دمشق بالارتفاع منذ قدوم فصل الشتاء، ووصولها لأرقام لا يستطيع عموم السوريين الحصول عليها، في ظل ضعف ما يتقاضونه من أجور، ما أدى لتفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.
وابتكر البعض حلولاً غير مكلفة منها المدفأة، التي تعمل على زيت السيارات المحروق، والذي يتم شراؤه من بائعي زيت السيارات بأسعار تختلف من محل لآخر، وهي مدافئ تفصل بشكل يدوي من المخلفات الصناعية، بيضاوية الشكل مع فتحات في المدخنة، إلّا أن ما يعيبها عدم مناسبتها الأماكن الصغيرة المغلقة.
يحاول أبو حمزة مخلص الدوماني من ريف دمشق، الحصول على مدفأة بأي شكل كان، بل ويفضّل أن تكون مستعملة لتكون أقل تكلفة، وتوفّر في الأسواق المحلية، فيما المدافئ الأخرى أغلى ثمناً، بل وتنعدم من الأسواق في معظم الأحيان.
يقول أبو حمزة: «في كل شتاء نؤجل شراء مدفأة إلى الشتاء المقبل حتى تتحسن الأوضاع، إلا أن الأمور تمضي نحو تدهور مستمر، لا يمكننا الآن الحصول على المدفأة التقليدية التي تحتاج إلى الوقود، لكننا نحاول الحصول على مدافئ تعمل بالنفايات». ينطبق واقع أبو حمزة على ملايين السوريين بمختلف المناطق في مأساة تزداد، بل وتتعاظم مع كل شتاء، فيما يجمع السوريون على أن هذا الشتاء هو الأسوأ على مدار سنوات.