فلسطين.. انتخابات محلية تُعلي شأن المستقلين
سجلت نتائج الانتخابات المحلية الفلسطينية، حضوراً لافتاً للكتل المستقلة بحصدها نحو 71 % من المقاعد، فيما أثار الانتباه التراجع الكبير لمرشحي الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة فتح التي لم تنل سوى 29 % فقط.
ووفق مراقبين، فإن هذا الأمر يمثل دلالة واضحة على حجم المتغيرات في الساحة الفلسطينية، مشيرين إلى أن هذه الانتخابات وإن كانت للهيئات المحلية، إلا أنها تعكس تطلعات الشعب الفلسطيني ومساره السياسي.
ويرى المراقبون، أن ما جرى بشأن الانتخابات التشريعية، قبيل إلغائها من خلال تنافس 1400 مرشح على مقاعد البرلمان، وغالبيتهم من المستقلين، يؤشر على صحة هذا التحليل، إذ إن الفصائل والأحزاب السياسية الفلسطينية، التي هيمنت على المشهد السياسي لسنوات طويلة، لم تعد ذات تأثير قوي، وتراجعت شعبيتها إلى أدنى مستوياتها، على حد قولهم.
وفيما قاطعت حركة حماس الانتخابات المحلية، لم تجد حركة فتح منافسة حقيقية، إذ إن نسبة كبيرة من الهيئات حُسمت بالتزكية ولم تجر فيها انتخابات، الأمر الذي علق عليه قيادي في الحركة بالقول: «خسرت حماس ولم تكسب فتح»!.
وواجهت الحكومة الفلسطينية، انتقادات كبيرة لتقسيم الانتخابات، إذ جرت فقط في 316 هيئة للقرى والبلدات ذات التجمعات الصغيرة، على أن تستكمل في مارس المقبل في 66 هيئة من المدن والبلدات الكبرى التي تتسم بالمنافسة السياسية، بانتظار 22 هيئة أخرى في قطاع غزة، في حال سمحت حركة حماس بذلك. وتتهم قوى المعارضة الفلسطينية، السلطة بإلغاء الانتخابات البرلمانية خشية خسارتها. ووفقاً للأمين العام لحزب المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، فإن تجزئة الانتخابات، محاولة من السلطة لاستكشاف فرص الربح والخسارة، مضيفاً: «طالما ظلت الانتخابات البرلمانية غير مضمونة، فإنها لن تجري، وقد تتأجل المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية عطفاً على ذلك».