ماهو اقتصاد "يولو" YOLO؟
روّاد الأعمال الشباب اقتنعوا بمبدأ اليولو
ما هو اقتصاد YOLO؟
مغنّي الراب الكندي "دريك" استخدم كلمة "يولو" في أغنية، في اختصار لعبارة you only live once
هناك العديد من المنهجيات التي يبتكرها البشر على مدار السنوات، من أجل تحسين مستوى الحياة في العديد من الجوانب. في الأعوام الأخيرة، كثر الحديث عن اقتصاد "يولو" YOLO، كما البحث عن هذا المصطلح عبر الشبكة العنكبوتيّة؛ فما هو الـ"يولو"؟
اقتصاد يولو وجيل الألفيّة
مغنّي الراب الكندي "دريك" استخدم كلمة "يولو" في أغنية، في اختصار لعبارة you only live once
تذكر مجلّة Greater Phoenix In Business أن "اليولو هو مصطلح استحوذ على اهتمام الناس في عام 2011م، وذلك بعدما استخدمه مغنّي الراب الكندي "دريك" في أغنية". وتضيف المجلّة أن "المصطلح يختصر عبارة you only live once، التي تعني أنك تعيش مرة واحدة. ومنذ ذلك الحين، يهدف مفهوم اليولو YOLO إلى تشجيع الناس على المخاطرة وعيش الحياة على أكمل وجه. أمّا راهنًا، فإن المصطلح يستخدم في وصف عقلية جديدة تعمل على تغيير الاقتصاد في الولايات المتحدة".
معلوم أن جائحة كورونا قلبت مفهوم العمل، فقد خسر الآلاف وظائفهم، وأُمر من لديهم وظائف غير أساسية بالعمل عن بعد (من المنزل) لأشهر؛ أجبر هذا التغيير المفاجئ حسب المجلّة كثيرين إلى إعادة تقييم ما كانوا عليه سابقًا، في حياتهم المهنيّة، وما إذا كانت هذه الأخيرة قد جلبت لهم السعادة حقًّا، بخاصّة بعد التماس الحرية في مبدأ العمل عن بُعد. لذا، بات جيل الألفية يتساءل عمّا إذا كانت الوظيفة "التقليديّة" الممتدة من التاسعة صباحًا حتّى الخامسة عصرًا هي الأنسب؟
حسب المجلّة، لا تشعر غالبيّة أفراد الجيل الحالي بضرورة الارتباط بفكرة البقاء في وظيفة واحدة لعقود أو حتى العمل تحت أمرة شخص آخر. علمًا أن تقريرًا صادرًا من مؤسسة "غالوب" يعزّز المعتقد، إذ أفاد بأن أفراد الألفية يُغيّرون وظائفهم بوتيرة سريعة، لذلك ليس من المستغرب أن التغييرات التي أحدثها الوباء تدفع بهم إلى الاعتقاد بمبدأ YOLO، واستكشاف كيف يمكن أن يكون شكل الحياة مع إجراء تعديلات بارزة على المهن؟ في هذا الإطار، كشفت إحصائيّة أميركيّة أنه قدّم 4.35 مليون طلب لتأسيس عمل تجاري في عام 2020، بزيادة قدرها 24.13٪ مقارنة مع عام 2019. بفضل التكنولوجيا، أصبح بدء عمل تجاري أسهل من أي وقت مضى، ولا يتطلب وجود مكتب فعلي، الأمر الذي يجذب جيل الألفيّة إلى العمل غير التقليدي وخلق اقتصاد YOLO بدلاً من إضاعة الوقت في التنقّل.
العلامات التجاريّة واقتصاد اليولو
روّاد الأعمال الشباب اقتنعوا بمبدأ اليولو
يبدو انعكاس أثر هذه المنهجيّة في العلامات التجاريّة أيضًا؛ في هذا الإطار، يقول الكاتب السعودي والمتخصّص في التسويق وإدارة المشاريع علاء براده لـ"سيدتي. نت" إنّه "خلال الحظر الذي فرض اتقاءً من فيروس "كورونا"، وملازمة الناس منازلهم، بدأ البعض يلتفت إلى الكثير من الأنشطة. وهذا الأمر كان الدافع لاستهلاك منتجات تساعد في الراحة وتيسير فترة البقاء في المنزل". ويضيف أن "العلامات التجارية قامت جرّاء ذلك بالتسويق لمنتجاتها بطرق مختلفة ومبتكرة، مع هدف متمثّل في فهم رغبات العميل، وليس احتياجاته حصرًا. لذا استهدفت العلامات التجارية أنواعًا مُعيّنة من المنتجات، مثل: منتجات الرفاهية والكريمات والأمور المهدئة، بالإضافة إلى بعض وسائل الترفيه...".
يشير الكاتب براده إلى جانب آخر من اقتصاد اليولو يتمثّل في الشباب من روّاد الأعمال الذين اقتنعوا بمبدأ اليولو أي أن الحياة تُعاش لمرة واحدة، وحرصوا على وضع أهداف يسيرون لتحقيقها، بعيدًا من التعب المتواصل.
المتقاعدون، بدورهم، بارحوا المدن ليستمتعوا بجمال الطبيعة ويسكنوا في أماكن متفرّقة من العالم وفق "مبدأ العيش مرة واحدة"، حسب الكاتب الذي يخلص إلى أنّه "في ثقافة المسلمين شيء من مفهوم اليولو، لكن بمنظور مختلف. يتمثّل ذلك في أن الفرد يعيش مرّة واحدة، إذًا لا بد أن يكون مفيدًا ومنجزًا وأن يقدم المزيد في خدمة الناس".
ما هو اقتصاد YOLO؟
الجدير بالذكر أن مفردة YOLO كانت أُضيفت بصورة رسميّة إلى قاموس أكسفورد في عام 2016، ولو أن الكلمة كانت سجّلت للمرّة الأولى في عام 1993، عندما كان المتحدرون الأوائل من جيل الألفيّة يبلغون 12 عامًا، وفق صحيفة The Sydney Morning Herald الأُستراليّة.