لسان حال سيد الشهداء عليه السلام في مصاب أمه الزهراء روحي فداها
حسينٌ قامَ طولَ الليلِ ينعى
ويسكبُ مِنْ سُوَيدا القلبِ دمْعا
لأنَّتِهِ بأُذْنِ البيتِ رَجْعٌ
على مَنْ لنْ تُقِرَّ العينَ رَجْعا
هيَ الزهراءُ زهرةُ ذي المعالي
تفوحُ بعطرِ خيرِ الخلْقِ ضَوْعا
فما راعَوْا لها شأناً ولكنْ
قضَتْ تشكو بكفِّ الحقدِ رَوْعا
أتمَّتْ عُمْرها وجعاً وقهْرا
وما تمَّتْ بهِ عشراً وتسعا
حسينٌ قامَ عندَ البابِ يبكي
عليها إذ أتاها القومُ جمْعا
بلى ، أمِّي هنا قدْ ناشَدَتْهُمْ
فصَمُّوا عنْ نداءِ الحقِّ سمعا
وراءَ البابِ لاذتْ نَصْبَ عيني
ولكنْ أغلظَ الأرجاسُ دفْعا
فأنَّتْ تُسمعُ الدنيا صداها
تُزلزلُ فوقَ هذي السبعِ سبعا
ثوى في جنْبِها مسمارُ شرٍّ
تسلَّلَ كاسراً للأمِّ ضِلعا
هوتْ في ضَعْفِها تجري دماها
لِيُسْفعَ وجْهُها بالنَّارِ سفعا
أنامِلُها بدا فيها اسودادٌ
فَقُنفذُ صدَّها بالسوطِ لسْعا
ومحسنهُا على الأعتابِ ملقَىً
قضى عصراً وما وضعتْهُ وضْعا
إلى أنْ أُخْرِجَ المولى عليٌّ
فكانتْ دونَ سيفِ اللهِ دِرعا
رأيتُ النذْلَ عادَ لها بِلُؤمٍ
ووذَّرَ قرطَها في الأرضِ صفْعا
ونادى في الأبالسةِ "اضربوها"
فجرَّعها كؤوسَ الموتِ جَرْعا..
بغمدِ السيفِ جاءَ لها لئيمٌ
فورَّمَ رأسَها والمتْنَ قرْعا...
تمتْ بعناية الحجة عجل الله فرجه
#علي_عسيلي_العاملي