نحن مطالبون اليوم بتطوير مناهج ومقاييس تأخذ بعين الاعتبار الدور الذي تلعبه الأشجار في إفراز غاز الميثان داخل المناطق الغابية.


غابة الأمازون مصدر كبير لغاز الميثان (بيكسابي)
كشفت دراسة جديدة -أشرف عليها باحثون من جامعة برمنغهام- عن أن أشجار المناطق الرطبة بغابة الأمازون غير المغمورة بالمياه تعد مصدرا مهما لا يستهان به في إطلاق غاز الميثان.
وكان السائد أن أشجار المناطق الرطبة في غابة الأمازون -التي تأقلمت مع الفيضانات وتغمرها المياه فترات طويلة من السنة- هي فقط التي تقوم بإطلاق غاز الميثان، قبل أن تأتي هذه الدراسة لتضيف الجديد.
ويعد غاز الميثان -الذي يسبح في الغلاف الجوي- ثاني أهم الغازات الدفيئة بعد غاز ثاني أكسيد الكربون المسببة للاحتباس الحراري، وتعد المناطق الرطبة من أهم مصادره الأساسية.
وشارك في هذه الدراسة -التي جاءت تحت عنوان "أشجار الأمازون غير المغمورة مصدر مهم للميثان"- فريق دولي من عدة جامعات.
ويقول العلماء في الدراسة -التي نشرت بدورية "فيلوسوفيكال ترانزاكشنز أوف ذا رويال سوسيتي إيه" (philosophical Transaction of the Royal Society A) في السادس من ديسمبر/كانون الأول الجاري- إن غاز الميثان يستخدم الجذور العميقة لامتصاص غاز الميثان من التربة لينتقل بعدها عبر فروع الأشجار قبل أن يتسرب في الهواء.



أشجار المناطق الرطبة غير المغمورة بالمياه تعد مصدرا مهما لإطلاق غاز الميثان (غيتي)


تجارب في غابة الأمازون

هناك العديد من الدراسات العلمية التي يعكف أصحابها على تحديد حجم هذا الغاز الذي يتم إفرازه في المناطق الرطبة، وذلك رغم أن كثيرا من العلماء كانوا يرجحون فرضية أن غاز الميثان لا يتم إطلاقه إلا عندما تكون الأرض مغمورة بالمياه.
لكن هذه الدراسة تبدو متميزة حسب ما يعتقد أصحابها، وأجريت تجاربها في 3 مناطق من السهول الواقعة وسط غابة الأمازون المغمورة بالمياه، حيث تمت مراقبة الأشجار ومتابعة تطوراتها 4 مرات في العام لمعرفة كيف تستجيب الأشجار مع مختلف مستويات المياه.
ووجد العلماء أن إطلاق غاز الميثان كان معتبرا حتى في الفترات التي تكون فيها التربة جافة أو غير مغمورة كثيرا بالمياه، وأكدوا أنه كلما كانت الجذور عميقة في التربة زاد إطلاق غاز الميثان.
وتتميز أشجار الأمازون بطول فارع وجذور عميقة تصل إلى 18 مترا، وهذا ما يؤكد أن غاز الميثان يتكون في أعماق الأرض قبل أن ينتقل عبر هذه الجذور ليتحرر في الهواء.
وتم تحديد حجم غاز الميثان الذي يتم إطلاقه بواسطة مقياس محمول خاص بقياس الغازات الدفيئة.



قياس الغازات الدفيئة يجب أن يدرج عامل أشجار المناطق الرطبة (بيكسابي)


تقديرات جديدة

يبدو من خلال نتائج هذه الدراسة أنه بات من الضروري على خبراء التغيرات المناخية وقياس الغازات الدفيئة أن يأخذوا في الحسبان نتائج هذه الدراسة، خاصة قياس حجم الميثان الذي تصدره الأشجار في أوقات الجفاف.
فكما قال المشرف الرئيسي على الدراسة، البروفيسور فنسنت جوسي من جامعة برمنغهام في البيان الصحفي الصادر عن الجامعة؛ "النتائج التي توصلنا إليها تؤكد أن التقديرات الحالية للغازات الدفيئة تفتقد إلى عنصر مهم جدا وهو قياس غاز الميثان الصادر في المناطق الرطبة المغمورة بالمياه وغير المغمورة".
وأضاف فنسنت "نحن مطالبون اليوم بتطوير مناهج ومقاييس تأخذ بعين الاعتبار الدور الذي تلعبه الأشجار في إفراز غاز الميثان داخل المناطق الغابية".