فاضت عيناي بالدموع !!!
حدث خلاف بيني وبين والدي حتى وصل إلى حد ارتفاع الاصوات
وكان بين يدي بعض الأوراق الدراسية رميتها على المكتب وذهبت لسريري والهم والغم يملأ قلبي وعقلي
وضعت رأسي على الوسادة كعادتي ، محاولا النوم لكني لم استطع ، وبقيت اتقلب يميناً ويساراً
الى ان انبلج الصباح
وقبيل خروجي الى الجامعة رحت الى غرفته كي استسمحه فوجدته قد سبقني الى عمله ، وكتبت رسالة أداعب بها قلب والدي الحنون وقلت:
( سمعت أن باطن قدم الإنسان ألين وأنعم من ظاهرها فهل تأذن لي قدمكم بأن أتأكد من صحة هذه المقولة بشفتاي ؟)
ذهبت الى الجامعة متكدرآ يغمرني الندم ، ما صدقت على الله وهي تخلص المحاضرة
وما ان خرجت من الجامعة ووصلت للبيت وفتحت الباب وجدت أبي ينتظرني في الصالة ودموعه على خده .
فقال لي مبادرآ
لا لن أسمح لك بتقبيل قدمي ، وأما عن صحة طراوة اخمص القدم فهي كذلك طرية وناعمة ، فقد كنت قد قبلت قدميك وانت صغير ظاهراً وباطناً الاف المرات
ففاضت عيناي بالدموع ، فاسرعت اليه واخذته في حضني وقبلت جبينه وطلبت السماح منه
سيرحلون يوماً بأمر ربنا
فَتقربوا لهُم قبل أن تفقدوهم وإن كانوا قد رحلوا فترحموا عليهم وادعوا لهم .
من رفع صوته فوق صوت والده أو أمه
اسقط الله هيبته ....
د .علي شريعتي