8000 جناية تورط فيها 12 ألف كويتي ومقيم خلال العام الجاري
بينما اقتربت سنة 2021 من لملمة أوراقها، رصدت صحيفة "القبس" الكويتية كماً كبيراً من الجرائم في مختلف مناطق الكويت، وكان من اللافت نزف دماء العنف بغزارة بسبب المشاجرات بين الشباب والأحداث، ونتج عن ذلك مئات المصابين، في مؤشر يستحق التوقف لوضع الحلول والمعالجة.
وكشفت إحصائيات حديثة عن ضبط نحو 12 ألف متهم في 8000 قضية متنوعة منذ بداية العام الحالي، وحتى نهاية نوفمبر الماضي.
وقال مصدر أمني إن المتهمين المضبوطين يمثلون حوالي 15 جنسية حول العالم بخلاف المواطنين المضبوطين، مشيراً الى ان قضايا السرقات بمختلف أنواعها احتلت المرتبة الأولى في صدارة الجرائم.
وأشار المصدر الى ان سرقة المركبات والمحال التجارية والمنازل تمثل النسبة الأكبر من قضايا السرقات، لافتا الى ان من بين المضبوطين حوالي 65 متهماً من جنسيات مختلفة في قضايا القتل والشروع فيه، إضافة الى نحو 115 متهماً في قضايا السطو المسلح والسلب بالقوة، و120 متهماً صدرت بحقهم أحكام جنائية واجبة النفاذ.
وأوضح المصدر أن عدد المتهمين المضبوطين في قضايا الاستيلاء على الأموال العامة بلغ نحو 50 متهماً، فضلاً عن ضبط نحو 22 متهماً انتحلوا صفة رجال أمن وارتكبوا قضايا سلب ونصب عدة.
وكشف المصدر عن أن عدد المضبوطين في قضايا الرشوة يبلغ 23 متهماً، فيما بلغ عدد المضبوطين في قضايا السحر والشعوذة 18 متهماً من المقيمين، وعُثر بحوزتهم على أعمال سحر وشعوذة، بينما ضُبط الباقون في قضايا أخرى متنوعة.
اشارت المصادر الى انه إذا كانت السرقات منتشرة في كثير من دول العالم، فإن الخطير في الكويت أن اللصوص في بعض القضايا لا يُقبض عليهم، ومن ثم تُقيد السرقات ضد مجهول.
وحذَّرت من أن نقص الوعي يشجع اللصوص على ارتكاب جرائمهم، متهمة بعض المواطنين والمقيمين بعدم اتباع الإجراءات الوقائية لتفادي السرقة.
وأوضحت أن الحرص مطلوب من الناس، فمن المهم ألا تدع سيارتك ومحركها يعمل ولو دقيقة واحدة، ولا تتركها والمفتاح فيها أو من دون إحكام إغلاقها.
تستلزم الضرورة وضع خطة مكثفة لمنع جرائم السرقات في المناطق السكنية، ونشر الدوريات وتعزيز التواجد الأمني بالتنسيق والتعاون بين القطاعات الأمنية المختصة، وتبين من خلال الرصد أن المناطق الخارجية هي الأكثر استهدافاً من اللصوص والخارجين عن القانون.
تبين من خلال الرصد والمتابعة أن بعض لصوص السرقات هم عصابات محترفة تتاجر بالسيارات بعد تهريبها خارج البلاد بأوراق مزوّرة، وبعضهم يحوّلها إلى قطع غيار وسكراب ليجري بيعها بالتجزئة.
بعض السارقين مدمنو مخدرات ويبحثون عن أموال أو ممتلكات ثمينة، وهكذا لكل مجرم نظامه وهدفه من السرقة، في ظل وجود عمالة سائبة ومخالفي إقامات بعشرات الآلاف.
كشفت مصادر أمنية أن الأجهزة الأمنية سجلت أكثر من 3000 مشاجرة منذ بداية العام الجاري 2021، وحتى نهاية نوفمبر الماضي، مؤكدة أن تلك المشاجرات أسفرت عن سقوط قتلى، وإصابة نحو 400 شخص، بعضهم بعاهات مستدامة.
وقالت المصادر إن أسباب غالبية المشاجرات الدامية التي تخلف ضحايا «تافهة»، فقد يكون كل ذلك بسبب أن ذلك الشخص تجاوز الآخر بسيارته، أو لم يفسح له الطريق، وغيرهما من الأسباب اللامنطقية، فالمواطن والمقيم باتا يخشيان على أنفسهما من رصاصة طائشة او سيارة مسرعة او آلة حادة بحوزة مستهتر، وكثير من المشاجرات اندلعت بسبب عبارة "ليش تخزني" وغيرها.
واوضحت المصادر أن غالبية المشاجرات اندلعت لأتفه الأسباب، ثم تحولت الى جرائم قتل، لافتة الى ان الشباب هم ضحية هذه المشاجرات.
واشارت الى أن مواجهة العنف بكل أشكاله وصوره مسؤولية مجتمعية ووطنية، بدءاً من الأسرة، مرورا بالمدرسة، ووصولا إلى المؤسسات المعنية في الدولة.
وتابعت المصادر أن دراسة اسباب العنف ودوافعه ووضع الحلول الناجعة له بالتعاون مع الجهات الاخرى المختصة، يمثل بداية الطريق لوضع حل لتلك المشكلة.