يقول باحِثون إنَّه أصبح حالياً في الإمكان ابتكارُ أذن بشريَّة اصطناعيَّة تبدو تماماً كالأُذن البشرية من ناحية المظهر والفعل عن طريق تقنيَّة الطباعة ثلاثيَّة الأبعاد.
وقال فريقٌ من الباحِثين لدى جامعة كورنيل، في مدينة إيثاكا بنيويورك، إنَّ الأذنَ الاصطناعيَّة تُمثِّل بارقةَ أمل بالنسبة للأطفال الذين وُلِدوا بتشوُّهاتٍ في الأذن، أو بالنسبة لمن فقدوا كاملَ الأذن أو جزءاً منها نتيجة حادثٍ أو بسبب السرطان.
في وقتنا الحالي, يُصنَّع العديدُ من الآذان الاصطناعيَّة من مواد تُعطي إحساساً يُشبه ما نَشعرُ به بخصوص مادَّة الستيروفوم المالئة. ويقول مُعدُّو الدراسة إنَّ الخيارَ الآخر للجرَّاحين هو تشكيل آذان من ضلع المريض, لكنَّ هذا العمل شاقٌّ ومُؤلم للأطفال، وبالكاد تبدو الأُذنُ طبيعيَّةً بشكل كامل أو تُؤدِّي وظيفتَها بشكل جيِّد.
تبدأ العمليَّةُ الجديدة عن طريق صورة رقميَّة ثُلاثيَّة الأبعاد لأُذن المريض، تتحوَّل بعدَها إلى قالبٍ باستخدام طابعةٍ ثُلاثيَّة الأبعاد؛ ثمَّ يُحقنُ هُلامٌ خاص يحتوي على الكولاجين في القالب. يعمل الكُولاجين مثل سِقالة ينمو عليها الغُضروف.
يرى لورانس بوناسار، مُساعدُ المُشرف على الدراسة والأستاذ المُساعِد في الهندسة الطبيَّة البُيولوجيَّة إنَّ العمليةَ سريعة، ويقول: "يحتاج تصميمُ القالب إلى نصف يوم، وتحتاج طباعتُه إلى يوم تقريباً وإلى نصف ساعة لحقن الهُلام, ثمَّ إلى 15 دقيقة أخرى كي نستخرجَ الأذن. وبعدها نُشذِّب شكلَ الأذن ونتركها لعدَّة أيام في عملية استنبات في مادة طبيَّة تُغذِّي الخلايا قبل أن نقومَ بغرسها في مكانها الطبيعي".
ويرى الباحِثون إنَّ الأُذنَ الاصطناعيَّة مُطابقةٌ عمليَّاً للأُذن الطبيعيَّة.
يُمكن أن يكونَ المُستفيدُ الرئيسيُّ من هذه التقنيَّة الحديثة هم الأطفال الذين وُلِدوا بتشوُّهٍ نادرٍ يُصيب الأذنَ يُدعى "صِغَرُ صيوان الأذن"، وهو يتميَّز بضعف تخلُّق الأذن الخارجيَّة؛ ويُمكن أن يحدُثَ في أيِّ مكان، وبنسبة تتراوح ما بين 1 إلى 4 من كلِّ 10 آلاف مولود. تكون الأذنُ الداخليَّة سليمةً عند هؤلاء الأطفال، ولكنَّهم يُعانون من نقص السَّمع نتيجة لقُصور في الأذن الخارجيَّة.
قال مُساعدُ مُعدِّ الدراسة الدكتور جاسون سبيكتور، مُديرُ مختبر الطبِّ البُيولوجي التجديدي والجراحة والأستاذ المُساعد في الجراحة التجميليَّة إنَّ أفضلَ وقت لزراعة الأذن المُصنَّعة عن طريق الهندسة البيولوجيَّة سيكون في عُمر الخامسة أو السادسة، لأنَّ الأذنَ البشريَّة تكون قد وصلت إلى 80 في المائة من حجمها النهائي عندَ البالغين.
قال فريقُ الباحثين إذا أثبتت الاختباراتُ أمان وفعَّاليَّة الأذن البديلة، فسيبدأ العملُ على استخدامها في فترة لا تتجاوز ثلاث سنوات ابتداءً من يومنا هذا.
هيلث داي نيوز, روبرت بريدت, الأربعاء 20 شباط/فبراير