تَزَوَّد مِنَ الأقمَارِ قبْلَ أُفولِهَا
لِظُلمَةِ أيَّامِ الفِراقِ وَطُولِها
فَرُبَّ ودَاعٍ يَنفَعُ المَرءَ بَعضُهُ
إِذا رَضِيَتْ نَفسُ امْرِئٍ بِقَليلِها
غدًا تَفعَلُ الأَشجَانُ بِالرَّكبِ فِعلَها
وَتُجتَثُّ هَاتِيكَ المُنى مِن أُصُولِها
وَيَدرِي أَخُو الأَشواقِ سِرَّ هُلوعِهِ
لِذكرِ النَّوى وَالخَوفِ قبْلَ نُزُولِها
لَقد بوغِتَتْ تِلكَ المُنى فَتَصَرَّمَتْ
وَلم تَقضِ مِنهَا النَّفسُ أَيسَرَ سُولِها
أَأَنتَ رَزينٌ أَيُّها القَلبُ فِي غدٍ
كعَهدِكَ أمْ سَارٍ وَراءَ حُمولِها؟!
إسماعيل صبري باشا