أراكَ تَمضِي ولا تَخشَىٰ مِنَ العَتبِ
ولا تُبَالِي بمَا خلَّفْتَ مِنْ كُرَبِ!
فاسْتنْطِقِ العَينَ تُخبِرْكَ الدُّمُوعُ بمَا
فِي القَلبِ مِن لوعَةٍ تُفضِي إلىٰ العَطَبِ
سَلِ اللَّيالِي فإنَّ اللَّيلَ يَشْهدُ لِي
بالحُزنِ والهَمِّ والأوجَاعِ والتَّعبِ
سَلِ البحَارَ، بحَارَ الوَجدِ عَنْ ألمِي
سَلِ الصَّباحَ فَفَجرُ الفَقدِ يَعلمُ بِي!
البُؤسُ حَاصَرَنِي، والهَجرُ أجزعَنِي
والرُّوحُ تَعزفُنِي لحنًا مِنَ النَّصَبِ!
عِجبْتُ، هَل فِي سَبيلِ الحُبِّ مِنْ مِنَحٍ
تَغدُو بهِ مِحَنًا مِنْ غيرِ مَا سَبَبِ؟!
تَفدِيكَ نَفسِي عَظِيمَ القَدرِ يا أمَلًا
عَلَّمتَنِي الحُبَّ أيَّامًا بلا كُتُبِ!
عَلَّمتَنِي زمنًا أنَّ الحياةَ بلا
حُبٍّ رُكامٌ مِنَ الأوهَامِ والكذِبِ!
خُذ مِنْ دَمِي، واروِ أشجارَ الوصَالِ عَسَىٰ
تَعُودُ تُثمِرُ بالأحلامِ واللُّعَبِ
رجَحْتَ فِي كفَّةِ المِيزانِ أنتَ، وفِي الـ
أخرىٰ وضَعْتُ جمِيعَ العُجمِ والعَرَبِ!
أراكَ تَمضِي فدَع ذِكراكَ تُؤنسُنِي
إنْ غِبتَ عنِّي فَذِكرَى الوَصلِ لَمْ تغِبِ
واهرُبْ فَلِي مَوعِدٌ ألقاكَ فِيهِ بأحـ
ـلامِي، ولا نفعَ فِي حُلمٍ من الهَرَبِ!
م