[SIلابد إن يكون لكل طور من أطوار الغناء العربي قصه وطور المحمداوي له قصته المؤثرة ومسرحها ارض ألعماره إن ذاكرة الزمن تحتفظ بالكثير من هموم أراضي ألعماره ومعانتها من العهود الغابرة عهود الجور والعبودية والاستغلال من قبل ملتزمي الأراضي وفي غمرة تلك الأجواء ألما ساويه وعلى امتداد اهوار ألعماره وهب الله نعمت الصوت إلى بعض المطربين ليجسدوا من خلال نبرات الصوت عمق المعاناة ومن خلال المشاحيف الطافية على مياه الاهوار بحثا عن الرزق في أعماقها وعندما يضيق الصدر من الصبر والانتظار تصدح الحناجر الجريحة بالغناء الحزين ولاشيْ جديد تحت سماء الاهوار سوى الألم والعواطف الإنسانية الذبيحة ومن المعذبين تحت سماء الاهوار المطرب ( محمد ناهي ال نصر ) الذي يملك صوت عذب ونبرات تحمل كل إحزان ألعماره في تلك المرحلة القاسية ومع ما كان يتمتع به من أخلاق طيبة إلا إن الظروف ألمعاشية القاهرة أخذت من يده المسالمة زهرة الوداعة لتضع بدلها خنجراً يضطره إلى قتل إنسان من أبناء الاهوار مما اضطره إلى اللجوء إلى عشيرة البو محمد ليحمي نفسه من الثاْ ر( لان العرف العشائري السائد في زمانه لا يقتل إلا القاتل وحسب تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة وليس كما يحدث ألان وخاصة في الجنوب ) وبمرور الزمن صار المطرب المفضل لتلك العشيرة وكان طوره هو سيد مجالس الطرب وكان يسمى ( طور محمد ناهي ال نصر ) حتى اتسم أخيرا بطور المحمداوي بعد إن كان يسمى ( طور محمد ) وهي حكاية تناقلها الأبناء عن الأجداد عبر مراحل الزمن وهي حكاية الاغتراب التي أفرزت لساحة الغناء أكثر الأطوار شجنا وعذوبة إلا وهو ( طور محمد ال نصر ) ولنقراْ سوية نزف أول جرح في قلب المطرب محمد ناهي ال نصر مبتكرا هذا الطور الحزين المطرز بشجون ألغربه والمأساة في أعماقه اذ يقول :
بالحرثه ضاع الجدم ياهيه يابردي
بصيف المكابر علي رديت يابردي
ابرد ولا اثمرت بالوكت يابردي
ابجرفك يصيكل هلي واحباب الي يحنون
وشماة بجفوفهم من مد معي يحنون
للنار ماظن هلي هامتهم يحنون
والحال مدري علت بغيابي يابردي
ومن خلال بيت الزهيري الذي ذكرناه يظهر انه من سكان قرية الصيكل في أعماق اهوار المجر الكبير وهي من قرى عشيرة الفرطوس العربية الأصيلة ( ال غزي)
وله هذا البيت الأخر :
اعيوني مشوفه الج حلي الشعر وانسلي ( المشوفه معناها المرايه )
انتي ابدلال او غنج وانه احتمس ونسلي
خلان جانوا امس لو دلهمت ونسلي
واليوم ضاك الخلك راحن ليالي السمر
سمرت جرح الكلب مانفع بيه السمر
من البيض ما حصلت شمحصل امن السمر
يا دموعي ما ظل صبر عوفي الجفن وانسلي
المصادر /مؤلفات علي الخاقاني /قيان بغداد ـ عبد الكريم العلاف / الشعر والغناء
بين الفراتين ـ ناصر محسن الساري / الطرب عند العرب/ العلافZE=4][/SIZE]