الفرق التطوعية.. بديل شبابي عن الحكومة لإنقاذ العائلات المتعففة
بغداد - العالم الجديد
غياب الدعم الحكومي، دفع بمئات الشباب الى تأسيس فرق تطوعية لمساندة العائلات المتعففة في البلد، ومد يد العون إليها، سواء عبر السلات الغذائية أو بناء المنازل أو دعم الشباب في كافة المجالات، وهذه الفرق التي تزاول نشاطها بناء على حجم التبرعات الذي تتلقاه من المواطنين الميسورين، حلت محل المؤسسات الرسمية، كما يؤكد أعضاء فيها.
ويقول محمد توفيق خلف، رئيس فريق يد العطاء التطوعي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن "الفريق تأسس من مجموعة متطوعين من الشباب، لغرض تقديم يد العون والمساعدة للعوائل المحتاجة التي لم يطرق بابها أحد، ونقصد هنا الحكومة، وخاصة الأيتام أو المعاقين غير القادرين على العمل لكسب قوتهم".
ويضيف خلف، أن "الفريق لا ينتمي الى أي جهة سياسية أو مدعوم من قبلها، والتمويل يكون من خلال المتطوعين أو جمع التبرعات من قبل الأهالي ويتم توزيعها على مستحقيها بعد البحث والتقصي عن من هم أكثر حاجة"، مبينا أنه "وفرنا خلال فترة تشكيلنا العديد من السقوف للعوائل المحتاجة، والذي هو من مادة (السندويج بنل) سعر الواحد ما يقارب المليون دينار (نحو 650 دولار)، إضافة الى دفع الإيجارات بشكل دوري لهذه العوائل، وإرسال الأموال للمرضى مع السلات الغذائية، وملابس العيد توزع تقريبا لأكثر من 40 طفلا".
ويلفت الى أن "تأسيسنا للفريق، جاء نتيجة للإهمال الحكومي للفئات المتعففة في البلد، وعدم الالتفات لهم وتوفير متطلباتهم الأساسية، حتى حل فريقنا والمنظمات الأخرى، محل الدولة، هكذا نشعر عندما نقوم بأنشطتنا، وهذا ما نلمسه من هذه العوائل، التي تقدم امتنانها للمنظمات التطوعية، في ظل غياب تام لدور الدولة بكافة مؤسساتها".
ويؤكد "لدينا رواتب دورية للأيتام والعوائل المحتاجة أيضا، وهو ما يقارب 250 الف دينار شهريا (165 دولارا) مع سلات غذائية بعدد 150 سلة وسعر الواحدة يتراوح بين 25 الى 30 الف دينار (نحو 20 دولارا)".
وبرزت ظاهرة الفرق التطوعية، مع بدء نزوح ملايين المواطنين من محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار، عام 2014 عندما سيطر تنظيم داعش على تلك المدن، ما دفع بآلاف الشباب الى مد يد العون لهم، عبر جمع التبرعات سواء من المواد الغذائية أو الأدوات المنزلية وتوزيعها لهم.
واستمرت ظاهرة المنظمات الخيرية والفرق التطوعية، بالتوسع، وبات عملها شبه دائمي، لإغاثة العائلات المتعففة، سواء في بغداد أو المحافظات الأخرى، وسبق لـ”العالم الجديد”، قد سلطت الضوء على العديد من هذه المبادرات، وأبرزها في ذي قار وكربلاء، وبعضها اشتهر بـ"جدار الرحمة" الذي يوفر الملابس المستعلمة لمن لا يملك ثمن شراء الملابس.
وكانت وزارة التخطيط، قد أعلنت في آذار مارس الماضي، أن نسبة الفقر في البلاد بلغت 26 بالمائة من مجموع السكان، وهو ما يعني أن 10 ملايين مواطن يعيشون تحت خط الفقر.
من جانبه، يبين عقيل الجوراني، رئيس رابطة غدير في محافظة واسط خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن "الرابطة تهتم بنشر الثقافة والوعي لشريحة الشباب، وفيها وحدات متعددة مثل الرياضة وغيرها، وعملها البارز يتركز على العوائل المتعففة، وهناك برامج مختلفة شهرية أو أسبوعية، إذ لدينا توزيع أسبوعي للسلات الغذائية وتصل الى 30 سلة".
ويردف أن "الرابطة ترفد العوائل المحتاجة وتسعى لتزويج الشباب من خلال تسهيل أمورهم في بعض الحاجيات، ونهتم بالعوائل الفقيرة من خلال برامج متنوعة، على سبيل المثال تجهيزهم بمدفآت كهربائية ونفطية خلال فصل الشتاء"، موضحا أن "أهم برامجنا هو الاتفاق مع أطباء بالمحافظة أو خارجها، وزودنا بعض الأطباء ببطاقات موقعة من قبلنا من أجل معالجة المرضى مجانا مع الدواء وأجور النقل".
ويلفت الى أن "جميع هذه الأمور تجري من خلال التبرعات، ولا تدعمنا أية جهة سياسية، إضافة الى أننا نمتلك شهادات من منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدينية".
وتنشط في الغالب الفرق التطوعية في المناطق الشعبية والمكتظة بالسكان، حيث مستوى الدخل منخفض أو مدعوم لدى بعض العائلات، وخاصة العائلات التي تعليها نساء أرامل.