«نظام إطلاق فضائي» بديل للصواريخ الكيميائية تكنولوجيا حديثة



يكمن الهدف الرئيسي لشركات الفضاء التجارية التي تقدم خدمات إطلاق حمولات لمدار الأرض، في أن تقوم بذلك بتكلفة أقل.
ولهذا الغرض، ومن أجل تشجيع إضفاء الطابع التجاري على المدار الأرضي المنخفض، تحول رواد أعمال للصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام، والطباعة ثلاثية الأبعاد، ومركبات الإطلاق الجوي، وغيرها.
ومع ذلك، هناك مفهوم واحد يبدو حقاً غريباً للغاية! هذا المفهوم الحديث معروف باسم «مسرّع الكتلة»، وهو «نظام إطلاق فضائي» يعمل على الطاقة الحركية بدل الصواريخ الكيميائية.
ووفقاً لموقع مجلة «انفيرس» الأمريكية، أجرت أخيراً شركة الفضاء التجارية «سبنلاونش» أول اختبار إطلاق لـ «مسرّع دون مداري»، ويعد نجاح هذا الاختبار العمودي نقطة انطلاق أساسية نحو إنشاء «نظام الإطلاق المداري» للشركة، والذي سيقوم بعمليات إطلاق منتظمة للحمولات قريباً.
وقد بنت الشركة الـ «مسرّع دون المداري» بقطر 33 متراً، وهو أطول أداة من نوعها في العالم بكلفة 38 مليون دولار.
وهذا النظام هو نموذج بمقياس مصغر يصل إلى ثلث «نظام الإطلاق المداري» الذي يجري تطويره حالياً، لكنه يعتمد على المكونات نفسها.
وعلى غرار «نظام الإطلاق المداري»، يستخدم جهاز طرد مركزي محكم الإغلاق لتدوير الصاروخ، ومن ثم قذفه إلى الفضاء بسرعة تصل إلى 8000 كيلومتر في الساعة. وتأتي الطاقة الحركية الدوارة من الكهرباء الأرضية التي توفرها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وبمجرد وصول الصاروخ إلى ارتفاع 61 ألف متر تقريباً، يشعل الصاروخ محركاته للوصول إلى سرعة 28200 كيلومتر في الساعة وصولاً إلى المدار الأرضي المنخفض.
فإذا نجح هذا النظام، من المتوقع أن يقلل إلى حد كبير التكلفة والطاقة المرتبطة بإرسال الحمولات إلى الفضاء مع زيادة وتيرة عمليات الإطلاق. ووفقاً للتوقعات، سيقلل «نظام الإطلاق المداري» تكلفة المساحة الفردية التي يتم إطلاقها بمعامل 20.
وكانت وكالة «ناسا» تمضي في تطوير هذه التكنولوجيا عن طريق مركز طيران مارشال للفضاء ومركز كينيدي للفضاء.
وقد تم إجراء الاختبار في 22 أكتوبر 2021، حيث تم تشغيل الـ «مسرع دون المداري» في منشأة اختبار الطيران للشركة في «سبايس بورت أمريكا» في صحاري نيو مكسيكو. بالنسبة لهذا الاختبار، تم تشغيل الـ «مسرع دون المداري» بنسبة تصل إلى 20% من سعته الإجمالية، وأفيد أنه أطلق مقذوفاً بتوجيه ذاتي سلبي بطول 3 أمتار على ارتفاع ألوف الكيلومترات.
وستمضي الشركة قدماً في تطوير مسرّعها الكامل، والذي سيبلغ قطره 100 متر، وسيكون قادراً على إطلاق حمولات بنطاق 20 إلى 200 كيلوغرام. وتشمل أنواع الحمولة التي يتصورها فريق العمل أنواعاً مختلفة من الأقمار الاصطناعية والمصفوفات الشمسية الفضائية ووحدات الدفع الكهربائي.
وقد أفادت الشركة أنه «حتى الهواتف الذكية وكاميرات الحركة وعدسات التلسكوب غير المعدلة نجت دون أي أضرار».