دعاءٌ لا يَدعُو بهِ أحدٌ إلّا استُجيب له
.................................................
من الأدعية المرويّة عن الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام، ما أورده سيّد العلماء المراقبين السّيد ابن طاووس رضوان الله عليه، في كتاب " مُهَج الدعوات ومنهج العبادات "، قال:
.
" فمن ذلك دعاءٌ علّمها إيّاه رسول الله صلّى الله عليه وآله وعليها؛ رويناه بإسنادنا... إلى مولانا الحسن ابن مولانا عليّ بن أبي طالب عليهما السلام، عن أمّه فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وجدناه بإسنادٍ صحيح، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال للزهراء فاطمة عليها السلام:
" يا بُنَيّة، ألا أعلّمكِ دعاءً لا يَدعُو بهِ أحدٌ إلّا استُجيب له، ولا يجوز فيكِ سِحرٌ ولا سَمّ، ولا يشمَتُ بكِ عدوّ، ولا يعرِضُ لكِ الشّيطان، ولا يُعرِضُ عنكِ الرّحمن، ولا يزيغُ قلبُكِ، ولا تُرَدُّ لكِ دعوة، وتُقضى حوائجك كلّها ؟"
قالت: " يا أبتِ، لهذا أحَبُّ إليّ من الدنيا وما فيها "
قال: " تقولين:
.
" يَا أَعَزَّ مَذْكُورٍ وَأَقْدَمَهُ قِدَماً فِي العِزِّ وَالجَبَرُوتِ، يَا رَحِيمَ كُلِّ مُسْتَرْحِمٍ وَيا مَفْزَعَ كُلِّ مَلْهُوفٍ إِلَيْهِ، يَا رَاحِمَ كُلِّ حَزِينٍ يَشْكُو بَثَّهُ وَحُزْنَهُ إِلَيْهِ، يَا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ المَعْرُوفُ مِنْهُ وَأَسْرَعَهُ إِعْطَاءً، يَا مَنْ يَخَافُ المَلَائِكَةُ المُتَوَقِّدَةُ بِالنُّورِ مِنْهُ.
أَسْأَلُكَ بِالأَسْمَاءِ الَّتِي يَدْعُوكَ بِهَا حَمَلَةُ عَرْشِكَ وَمَنْ حَوْلَ عَرْشِكَ بِنُورِكَ يُسَبِّحُونَ شَفَقَةً مِنْ خَوْفِ عِقَابِكَ، وَبِالأَسْمَاءِ الَّتِي يَدْعُوكَ بِهَا جَبْرَئِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ إِلَّا أَجَبْتَنِي وَكَشَفْتَ يَا إِلَهِي كُرْبَتِي وَسَتَرْتَ ذُنُوبِي.
يَا مَنْ أمرَ بِالصَّيْحَةِ فِي خَلْقِهِ فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ يُحْشَرُونَ، وَبِذَلِكَ الاسْمِ الَّذِي أَحْيَيْتَ بِهِ العِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ، أَحْيِ قَلْبِي وَاشْرَحْ صَدْرِي وَأَصْلِحْ شَأْنِي، يَا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالبَقَاءِ وَخَلَقَ لِبَرِيَّتِهِ المَوْتَ وَالحَيَاةَ وَالفَنَاءَ، يَا مَنْ فِعْلُهُ قَوْلٌ وَقَوْلُهُ أَمْرٌ وَأَمْرُهُ مَاضٍ عَلَى مَا يَشَاءُ.
أَسْأَلُكَ بِالاسْمِ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ خَلِيلُكَ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ فَدَعَاكَ بِهِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ، وَقُلْتَ: ﴿.. يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾، وَبِالاسْمِ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ مُوسَى مِنْ جانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ، وَبِالاسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ عِيسَى مِنْ رُوحِ القُدُسِ، وَبِالاسْمِ الَّذِي تُبْتَ بِهِ عَلَى دَاوُدَ، وَبِالاسْمِ الَّذِي وَهَبْتَ بِهِ لِزَكَرِيّا يَحْيَى، وَبِالاسْمِ الَّذِي كَشَفْتَ بِهِ عَنْ أَيّوبَ الضُّرَّ، وَتُبْتَ بِهِ عَلَى دَاوُدَ، وَسَخَّرْتَ بِهِ لِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ وَالشَّيَاطِينَ وَعَلَّمْتَهُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ
وَبِالاسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ العَرْشَ، وَبِالاسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ الكُرْسِيَّ، وَبِالاسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ الرُّوحَانِيّينَ، وَبِالاسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ الجِنَّ وَالإِنْسَ، وَبِالاسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ جَمِيعَ الخَلْقِ، وَبِالاسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ جَمِيعَ مَا أَرَدْتَ مِنْ شيء، وَبِالاسْمِ الَّذِي قَدَرْتَ بِهِ عَلَى كُلِّ شيء، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ الأَسْمَاءِ إِلَّا مَا أَعْطَيْتَنِي سُؤْلِي وَقَضَيْتَ حَوَائِجِي يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ.
فَإِنَّهُ يُقَالُ لَكِ: يَا فَاطِمَةُ: نَعَمْ نَعَم».
المصدر
مهج الدعوات و منهج العبادات