ليث مبيض.. يافع سوري يقهر الإعاقة
تسلّح بالإصرار والإرادة في مواجهة ظروف الحياة، كما لا تنقصه القوة والقدرة على الإنجاز، للتغلب على إعاقة الجسد، بما يحقّق الطموح ويطوّع الأهداف. ولد السوري ليث مبيض بدمشق في العام 1996، يحمل طاقة متجددة وخلاقة على إنجاز شيء ما في الحياة ماضٍ من أجل تحقيقه غير آبه بالإعاقة الجسدية في ساقيه المبتورتين وساعديه، لم يثنه ذلك عن طلب العلم والاستمرار في الدراسة الجامعية رغم استحالة الحركة من دون الكرسي المتحرك.
التحق ليث بكلية العلوم السياسية في دمشق التي تخرج فيها في العام 2019، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها سوريا، إلّا أنّه وُفّق في تخصصه رغم عدم مقدرته على الحركة، ليثبت أن الأهداف والأحلام يمكن أن تتحقّق حتى في أحلك الظروف. لم يتوقف طموح ليث عند ذلك، بل استمر في رحلة العلم عبر الالتحاق بدورات الحواسيب الإلكترونية وغيرها، قبل أن يمتهن التصميم والغرافيك وأصبح من المميزين.
أسس ليث العديد من الدورات الفنية في سوريا وقدم المساعدة الفنية والتقنية لأكثر من ستين شاباً، قبل أن يذهب إلى الجامعة الأمريكية في بيروت وينظم العديد من الدورات ويحقّق نجاحات كبيرة. يقول مبيض، إنه لا يشعر بالإعاقة رغم وجودها، إلا أنه قادر على ممارسة كل أنواع العمل، إذ يستخدم حاسوبه بطريقة احترافية ويمارس التصميم، ويعمل لدى العديد من الشركات عبر الإنترنت. يؤمن ليث بأنّ اليأس ليس في الجسد وإنما في الروح، وأنّ الطريق للتغلب عليه يكون بالإبداع والإنجاز وتحقيق الذات.