أم تاج تخشى على توأمها من البرد في مخيمات سوريا
تتصاعد المناشدات من الداخل السوري لمساعدة النازحين في شمال البلاد، وسط تدهور للأوضاع الإنسانية وتفاقم الأزمة بسبب تفشي جائحة «كورونا» واقتراب فصل الشتاء، فيما المخيمات السورية على حالها دون أية تحضيرات لحمايتها من البرد القارس. وألقت الأزمة بظلالها على أم تاج التي أنجبت منذ ثلاثة أشهر توأماً تخشى عليهما من برد الشتاء، في ظل أدنى مقومات الحماية من البرد والتجهيزات الطبية في هذه المخيمات التي لاتزال بدائية إلى حد بعيد.
تكفي الخيمة التي تعيش فيها أم تاج بالكاد لثلاثة أشخاص، إلّا أنّ الخيمة غير مزودة بوسائل الحماية سواء في الشتاء أو الصيف، إذ إنّها آيلة للسقوط مع أول عاصفة قد تجتاح المخيم. تقول أم تاج: «لا نزال ننتظر حتى الآن المساعدات الإنسانية من المنظمات الأممية العاملة في الشمال السوري، بينما طلبنا من العديد من المنظمات الأهلية التدخل لحمايتنا من البرد والأمطار، وكل ما نحتاجه في الفترة الأولى هو توفير كميات من الحطب، بعد أن استنفد النازحون أشجار الزيتون طوال سنوات النزوح». وتشير أم تاج إلى أنّ الخوف يسيطر على كل العائلات في مخيمات ريف إدلب، بسبب التراجع الحاد في المساعدات الإنسانية خلال الأشهر الماضية، فيما لا يُعلم ما إذا كانت الأمم المتحدة قد أعدت العدة لمساعدة النازحين في فصل الشتاء.
ووصلت الأزمة إلى مراحل متقدمة على المستوى الأممي، إذ قال مارك كوتس نائب المنسق الأممي الإقليمي للأزمة السورية، إنه بعد سنوات مرهقة من الصراع والأزمة الاقتصادية يواجه السوريون شتاءً قاسياً في الأشهر المقبلة، مشيراً إلى أنّ العاملين في القطاع الإنساني يخطّطون لتقديم المساعدة في الشتاء، مستدركاً أنّه وحال لم يتم تلقي المزيد من الدعم، فإنّ من المحتمل أن يُترك العديد في برد الشتاء دون مساعدات كافية.
وناشد مارك في حسابه على «تويتر»، المنظمات الإنسانية مساعدة أم تاج التي تعيش وحدها في هذه الخيمة مع ثلاثة من الأطفال بينهم توأم لم يتجاوز عمرهما ثلاثة أشهر، فيما تستجدي أم تاج المساعدات من الجمعيات الأهلية كي لا يكون أطفالها عرضة للموت من برد الشتاء.