تقارير "البيان": الخبز المنزلي.. حل الأسر السورية بوجه الضائقة الاقتصادية
عاماً وراء عام، تستمر أزمة الخبز بالحضور في حياة السوريين، ويبقى الانتظار في طوابير الأفران الحكومية، حقيقة لا مفر منها، وسبباً يدفع الكثيرين للبحث عن البدائل، كل حسب استطاعته، وربما كانت أهم الحلول التي ظهرت، صناعة الخبز في المنازل، أو تأسيس مشاريع صغيرة لبيع خبز التنور.
ويخبرنا أحمد من سكان جديدة عرطوز، بأن عائلته المنحدرة من إحدى القرى، ملت من الانتظار لساعات يومياً للحصول على عدد محدود من ربطات الخبز المدعومة، والتي تأتي أحياناً أقل من حجمها المعتاد، أو يتلاعب عمال المخابز بالبطاقة الذكية، المخصصة للحصول على المواد المدعومة، فيدعون بيع الزبون أكثر مما طلب، كي يأخذوا بقية ربطات الخبز، ويبيعوها لأشخاص امتهنوا مهمة بيع الخبز على الأرصفة.
ويتابع أحمد أنهم أمام هذا الواقع، قررت أمه الخبز في حديقة منزلهم، وصنعت لها تنوراً في المنزل، وباتت العائلة تأكل من إنتاجها المحلي، ولاحقاً، لمعت الفكرة برأس أحمد، العاطل عن العمل، فقرر استئجار محل صغير، وافتتح تنوره الخاص لبيع الخبز، الذي شهد إقبالاً من الناس.
زبائن دائمون
بعد عدة أشهر من عمل أحمد، بات له زبائن دائمون، يقصدون تنوره بشكل يومي تقريباً، ويخبرنا أحد الزبائن، أن هذا الخبز بالنسبة له، أفضل من خبز الأفران الحكومية، الذي يأتي غالباً بنوعية سيئة، أو كما يسمى باللهجة المحلية (معجن)، ويتعرض من ينوي شراءه للمهانة والذل، وأيضاً للغش من قبل العاملين بالأفران، ويزداد الأمر سوءاً في فترة الأزمات.
وفي جرمانا، أخذت هذه المهنة سبيلها للانتشار في البيوت، وحتى على الطرقات، وبدأت بعض السيدات بتعلم طريقة تحضير العجين والخبز، وتخبرنا سيدة نازحة من حرستا، من عدة سنوات، بأنها قررت تعلم صناعة الخبز في البيت، كي تؤمّن الخبز لعائلتها، وتحمي أولادها من مهانة الوقوف على الأفران، كما بدأت بتحويل الأمر لأشبه بالمشروع الخاص، فهي تخبز لعائلتها، ولبعض الجيران والمعارف، مستغلة الحطب الموجود في التنور.
وتشرح سليمة، وهي أم لثلاثة أولاد، أن الأمر الجيد في هذه المهنة، أنها لا تحتاج لمشتقات نفطية، فهي تعتمد على الحطب، وبدأت من الصيف تخزينه في منزلها، كيلا تتعرض لأزمة ارتفاع سعره، أو اختفائه من الأسواق.