أطفال سوريا بمخيمات اللجوء.. حياة مغلفة بالمخاوف
ينتاب الأهالي في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن حالة من القلق حول أحوال أطفالهم وهل ستستمر حياتهم بهذا المنوال، فالأطفال الذين قدموا من سوريا في بداية الأزمة أصبحوا الآن شباباً، وأصبح الأهل سواء داخل المخيم أو خارجه على معرفة وإدراك بأن ما ينتظر أبناءهم من سيناريوهات لحياتهم ستكون مليئة بالتحديات والصعوبات، فحياة اللاجئين تحسنت في الآونة الأخيرة إلا أنها انتكست نتيجة جائحة كورونا التي أثرت عليهم بشكل ملحوظ.
تقول أم خالد البرغش: «لي خمسة أبناء، أربعة منهم في عمر الدراسة ويرتادون المدارس، أفكر فيهم يومياً ما هو المستقبل الذي ينتظرهم، وهل استكمال طريق التعليم سيفتح لهم أبواباً، أو أن الانقطاع عن الدراسة والانضمام إلى سوق العمل بأجور منخفضة تحت مظلة عمالة الأطفال سيكون الحل!، بالطبع كل الحلول المطروحة ليست بحلول، أيضاً أفكر أنا والأهالي في نوعية التعليم الذي يحصلون عليه ومستواهم الذي تدنى نتيجة التعليم عن بعد».
خدمات بسيطة
وتضيف أم خالد في أن القلق الذي يلاحق الأهالي ناتج من عوامل عديدة، فحين التفكير في موضوع الصحة وفي حال احتاج الطفل إلى عملية جراحية مثلاً فإنه سينتظر دوره الطويل، فالخدمات العلاجية المتواجدة في المخيم خدمات بسيطة، وأغلب الأدوية غير متواجدة وبالتالي يضطر الأهالي إلى تأمين العلاج على حسابهم، ومن هنا تتجه معظم العائلات إلى بيع الحصة الغذائية التي يحصلون عليها من خلال المفوضية بأقل الأسعار، حتى يتم توفير العلاج. وتتابع أم خالد حديثها لـ«البيان» قائلة: «الأطفال الذين ولدوا في المخيم ونشأوا به مدركين ماذا يحل حولهم، ومدى قسوة الحياة التي يعيشونها بين جدران الكرفانة، وبالتالي فإن صحتهم النفسية لا تماثل من هم بسنهم ومن هم يعيشون في استقرار وداخل بلدانهم، فاللجوء صعب على الأهالي والأطفال على حد سواء».
فرص قليلة
وعند سؤال أبو قاسم الحريري الذي استقر في مخيم الزعتري منذ عشر سنوات، تنهد في بداية الحديث قائلاً: «من أين سأبدأ!» وبين أبو قاسم الذي له خمسة أطفال في عمر الدراسة، أن أغلب مشاكل الأهالي هو من قلة دخل الأسرة، ففرص العمل قليلة جداً، وبالتالي فإن قدرة الأهالي على تلبية احتياجات أطفالهم محدودة جداً.
يقول أبو قاسم: «خلال السنوات العشر، حصلت على فرصة عمل مرتين، لمدة ستة أشهر لكل منها، وقضيت سنوات عديدة بلا عمل، العائلة تحتاج إلى مستلزمات غير المواد الغذائية، أيضاً ما يقلقنا كأهالي كيف سيكمل أولادنا التعليم الجامعي ولا قدرة لنا على التكاليف، بشكل عام فإن الحياة غالية، ومن هنا نحن متمسكون بالعيش داخل المخيم، إلا إذا استطعنا الهجرة لدولة أخرى تكون بها الآفاق لنا أفضل».
ويختم أبو قاسم حديثه قائلاً: «الآن في فصل الشتاء مع البرد الشديد ومياه الأمطار والثلوج التي تخترق الكرفانات يصبح لدينا هاجس كيف نؤمن أطفالنا من هذا البرد، وكيف نحميهم من الأمراض وأن نوفر لهم الدفء المناسب حتى لا تتأثر صحتهم، أيضاً من المهم القول في أن تراجع عمل المنظمات الدولية بعد الجائحة أثر على حياتنا كثيراً، فالمنظمات كانت تقدم رعاية اجتماعية وصحية وكذلك تعليمية ونفسية، فكان الأطفال يجدون في برامج المنظمات متنفساً، فمنهم من كان يتعلم الموسيقى والرسم والرياضة وغيرها من الأنشطة المهمة لحياة الطفل اللاجئ».