العمل الإنساني..بصمات إماراتية رائدة في الأردن
يُضيء اسم الإمارات في كل أرض ومحفل.. يتلألأ عطاؤها المستمر في قارات العالم شاهداً على رحلة متميزة من مساعدة الشعوب والإسهام في نموها وتطوّرها طوال خمسة عقود. تظل الإمارات نبراس الخير لكل الناس تقدّم مساعداتها وتفزع في كل ملمة وواقعة دافعها خدمة البشرية في مواجهة صعابها وتحدياتها.
تطوي الإمارات صفحة 50 عاماً مضت في ميادين البذل والعطاء والتنمية والإيثار، وتستشرف المستقبل برؤية شاملة مرتكزها الإنسان نماؤه ورفاهه وعمل دؤوب لا ينقطع من أجل غدٍ أفضل. وتقديراً لدور الإمارات وأياديها البيضاء أقدمت الكثير من دول العالم على حفظ الود وتذكر العرفان بإطلاق اسم الإمارات وقيادتها الرشيدة على شوارع ومستشفيات ومنشآت أخرى.
لطالما كان اسم الإمارات اسماً لامعاً براقاً يحمل في طياته كل الخير والعطاء، لنجده ظاهراً وبارزاً في بقاع الأرض عبر المشاريع والمدن والمؤسسات الخيرية والدينية والاجتماعية، لتثبت الإمارات عبر هذا النهج المميز أن الإنسان هو جوهر متأصل في تحركها، وتأسست الإمارات عبر رحلة الخمسين عاماً على هذا النهج الذي أكد عليه القادة الحكماء من كافة الأجيال، فمنذ عهد حكيم العرب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- تتميز الإمارات بسجل حافل من العمل الإنساني والخيري في مختلف المجالات، فهو سجل يحظى بالاحترام العالمي.
وانطلاقاً من إيمان الإمارات وقيادتها الرشيدة بأن العمل الإنساني هو خير أداة لمد جسور الإخاء والتراحم بين شعوب العالم قاطبة، فإن بوصلة عمل الخير لم يقتصر على داخل الإمارات وإنما تعدى الحدود والمسافات، وفي الأردن نجد الدلائل والأمثلة الكثيرة التي تؤكد أن الإمارات كانت من الأوائل دوماً في قدرتها على رسم بصمة الأمل والخير والسعي إلى التغيير الإيجابي رغبة منها بالوقوف إلى جانب الدول الشقيقة حيث جسدت الإمارات في الأردن، نماذج ناجحة ساعدت في تلبية احتياجات المواطن الأردني.
ففي عام 2014 أقيم في محافظة العقبة جنوب الأردن مسجد الشيخ زايد، وتصميمه مستوحى من تصميم مسجد الشيخ زايد في مدينة أبوظبي، وتبلغ مساحة المسجد 3890 متراً، ويمكن له أن يستوعب أكثر من ألفي مصلٍ، كما أنه يتكون من ثلاثة طوابق، التسوية ويضم قاعة لتحفيظ القرآن، الطابق الأرضي المصلى الرئيس والطابق الأول يستخدم كمصلى للنساء، وتحيط به حدائق على الطراز الإسلامي، كما أن هناك موقف سيارات يتسع لـ 200 سيارة.
لؤلؤة العقبة
وبُني المسجد الملقب بـ «لؤلؤة العقبة» لجماله باستخدام حجر القدس المورد، كما أنه يحتوي على مئذنتين و 24 من القباب، وهذا المسجد يعد جزءاً من مشروع مرسى زايد أحد أكبر المشاريع الاستثمارية المتعددة الاستعمالات في الأردن والمنطقة، وفي المرحلة الأولى للمشروع بدأ بتنفيذ المسجد وأيضاً قرية الراحة التي تتضمن 500 وحدة سكنية، وفي المراحل المقبلة سيتم إنشاء الأبراج والمشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة وغيرها، والتي ستؤدي إلى إيجاد مركز إقليمي متطور على مستوى الشرق الأوسط والمنطقة وموقع جذب استثماري عالمي في مجالات السياحة، والخدمات اللوجستية، معتمدةً على موقعها الجغرافي المتميز.
ويتنوع العطاء الذي تقدمه الإمارات للدول العربية والإسلامية، ونتيجة العلاقات الأخوية المتجذرة بين الأردن والإمارات، تظهر بصمات الإمارات في الأردن في مستويات متعددة بما يشمل التعاون في المجال العسكري التدريبي، ففي العام الماضي أنشئت في محافظة الزرقاء، مدينة الشيخ محمد بن زايد التدريبية وهي مدينة تابعة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي.
وتهدف المدينة التي أنشئت بتمويل من الإمارات، إلى تجميع مدارس التدريب في القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي من مختلف الصنوف، لتسهيل تنفيذ المتطلبات التدريبية والإدارية المناطة بها، حيث تعد المدينة نموذجاً على مستوى المنطقة، وستعمل المدينة على رفع مستوى احتراف العسكريين للتعامل مع مختلف التحديات، وسيُفتتح في المرحلة المقبلة عدد من المدارس فيها، وتشمل الدروع الملكية، والشهيد الملك عبدالله بن الحسين للمشاة، وسلاح المدفعية الملكي، ومعهد اللغات.
صحة الإنسان
جهود الخير التي قدمتها الإمارات كثيرة ولا يمكن حصرها، فدوماً نجدها تهب لنجدة الدول العربية والإسلامية في أصعب الظروف، وفي جائحة كورونا ظهر للعالم أجمع كيفية التحرك الذي بذلته الإمارات في مساعدة الدول من بقاع العالم في مواجهة الجائحة، عبر إرسال اللقاحات وبناء المستشفيات لاستقبال المرضى والحفاظ على صحة الإنسان.
وفي الأردن وبالتحديد في بداية العام الجاري أنشئ مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني، في مدينة العقبة أقصى جنوب الأردن، المخصص لاستقبال المصابين بالفيروس، وتبلغ المساحة الإجمالية للمستشفى 10 آلاف متر مربع، وزُود بأحدث التجهيزات الطبية وأجهزة التنفس الصناعي، والكوادر الطبية والإدارية المتخصصة، ليقدم خدماته وفق المعايير المعتمدة، ويعتبر هذا المستشفى الخامس المخصص لعلاج المصابين، ويضم 216 سريراً منها 56 سريراً للعناية الحثيثة.