كيف تتوقفين عن التقليل من قيمة نفسك؟



تأتي على البعض منا لحظات خوف وتشكيك في القدرات وتقليل من الذات، والأسباب في ذلك متعددة، لكن المشكلة أن تلك المشاعر قد تؤدي لتراجع ثقتك بنفسك، إحساسك بالخوف الدائم من الفشل، وافتقادك للذكاء والموهبة والقدرة على الإنتاج.
والحقيقة التي يجب معرفتها، هي أنك لست وحدك التي تمرين بتلك الحالة، فالخوف من تراجع قيمتك أو تراجع ثقتك بنفسك وبقيمتك، هو خوف قائم ومنتشر بين كثيرين، فبغض النظر عن أي نجاح نحققه، ما زلنا نتشكك فيما إن كنا نستحقه فعلًا أم لا.
والفكرة هي أن ذلك الأمر لا يقتصر على أشغالنا وحياتنا العملية فحسب، بل يمتد أيضًا ليطال علاقاتنا الاجتماعية وصداقاتنا، لكن الأساس هنا، هو ضرورة ألا نسمح لشعور التقليل من قيمتنا بأن يسود أو أن يكون المعيار الذي نبني عليه في كافة تصرفاتنا، لأنه شيء مؤذٍ بالفعل لحياتنا الشخصية، ولأهدافنا العملية وعلاقتنا بأنفسنا.


لم لا يمكنك التغلب على الشعور بعدم الكفاءة؟
هناك كثير من العوامل التي تساهم في شعورك بعدم تمتعك بقدر كاف من الكفاءة، مثل الصورة غير الواقعية المأخوذة عن المرأة في الإعلام، الضغوط الخارجية التي تتعرض لها كما ضغوط الوالدين في المنزل، أو المدير في العمل، أو افتقارها لثقتها بنفسها.
وهنا ينصح الخبراء بضرورة البحث عن سبب التقليل من الذات وتحديده، حتى تتمكني من التعامل معه بمجرد أن يبدأ في التسلل إليك، وهو أمر من المهم التعامل معه.


وهناك بالفعل سببين رئيسيين لعدم تمكنك من تجاوز الشعور بعدم الكفاءة هما:



1- مقارنة نفسك دومًا بالآخرين، والنظر لنجاحات الآخرين بشكل سطحي يعتمد على المظاهر، وفق معايير غير سليمة، دون النظر لواقعهم، أو لظروفهم الحياتية الفعلية.
2- ارتفاع سقف تطلعاتك وتوقعاتك، وهذا خطأ آخر، بل يجب عليك التريث والنظر لنجاحاتك، مهما كانت صغيرة، والاحتفال بها، لتتمكني من الاستعداد للخطوات التالية في مسيرتك العملية بأساس سليم، وبما يتماشى مع تقديرك لجهدك وذاتك. وصحيح أننا مطالبون بالتطلع لما هو أفضل والسعي باستمرار للتحسين من أنفسنا، لكن لا يجب أن يتحقق ذلك على حساب تقليلنا من أنفسنا ومن الجهد الذي نبذله.
3 طرق تعينك على التوقف عن التقليل من قيمة نفسك
التزام الصدق وطلب المساعدة

فالتزامنا الشفافية فيما يخص حياتنا، مخاوفنا ونواقصنا، هو أمر من شأنه أن يساعدنا على فهم طبيعة البشر واكتشاف أنه لا يوجد أحد متكامل الصفات والإمكانات. والفكرة أيضًا، هي أن نطلب المساعدة وقت اللزوم، وأن نكون صريحين مع أنفسنا بشأن النواقص التي نعاني منها، كي نحسن من أنفسنا ونطورها باستمرار.
تحديد الأهداف والطموحات الحقيقية في الحياة
حيث يجدر بنا في البداية تحديد معنى النجاح من منظورنا، وليس من منظور الآخرين، لأن لكل شخص أهدافه وطموحاته التي يسعي جاهدًا لتحقيقها، دون إقحام أنفسنا في دوامة المقارنات العقيمة، لأن السعادة تختلف بكافة جوانبها من شخص لآخر.

إدراك وتذكر المكاسب والانتصارات التي تم تحقيقها



لا داعي من جديد للمقارنات، بل يجب التركيز على انتصاراتنا ومكاسبنا الذاتية، وتذكر أن لكل منا صراعاته، إخفاقاته، وتخوفاته، وأنه لا يوجد ما يعرف بـ“العمل المثالي“ أو ”العلاقة المثالية“ أو ”الحياة المثالية“، وبالتالي بدلًا من التركيز على أي شيء غير مثالي في حياتنا، يجدر بنا التركيز على كل ما نجحنا في تحقيقه، مع منح أنفسنا الفرصة لاكتشاف نقاط قوتنا، انتصاراتنا، مكاسبنا، ونجاحاتنا.