الباحثون يأملون في أن يساعد التلسكوب جيمس ويب في بناء تصور دقيق عن نمو الكون منذ لحظة ميلاده (جامعة كوبنهاغن)
تمكن فريق بحثي دولي من اكتشاف مجرتين جديدتين كانتا غير مرئيتين سابقا للتلسكوب هابل التابع لوكالة الفضاء والطيران الأميركية "ناسا" (Nasa)، لأن كلا منهما اختبأت خلف طبقة سميكة من الغبار الكوني الذي يحيط بهما، الأمر الذي يشير إلى أن حساباتنا عن أعداد المجرات في فجر الكون ربما كانت خاطئة.
مخترقو الغبار
وبحسب الدراسة، التي نشرت يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في دورية "نيتشر" (Nature)، فقد استخدم هذا الفريق التلسكوبات الراديوية العملاقة، من مصفوفة مرصد أتاكاما المليمتري الكبير "ألما" (ALMA) بصحراء أتاكاما في تشيلي، والتي يمكنها التقاط موجات الراديو المنبعثة من أعماق الكون الباردة.
ومرصد "ألما" عبارة عن مصفوفة تتكون من 66 تلسكوبا راديويا توجد على هضبة تشانانتور على ارتفاع يبلغ 5 آلاف متر، ولأن الموقع مرتفع وجاف فإنه يسهّل على الباحثين الرصد في نطاق أطوال موجية قصيرة جدًا تخترق سحب الغبار الكوني.
علاوة على ذلك وبحسب ما أشار إليه بيان صحفي صادر عن جامعة كوبنهاغن (University of Copenhagen) الدانماركية، يشير الاكتشاف الجديد إلى أن الكون المبكر للغاية قبل 13 مليار سنة، وهي تلك الفترة التي تسمى "فجر الكون"، يحتوي على عدد من المجرات أكثر مما كان يفترض سابقا.
مجرات جديدة
وأجرى الباحثون مقارنة بين هذه المجرات الجديدة والمجرات المعروفة سابقا في تلك الفترة المبكرة جدا من عمر الكون، ليصلوا إلى استنتاج مفاده أن ما بين 10 و20% من المجرات في تلك الفترة قد تكون ما زالت مخفية خلف ستائر من الغبار الكوني.
وتعد تلك واحدة من المهام المقبلة للتلسكوب "جيمس ويب" المزمع إطلاقه في ديسمبر/كانون الأول المقبل، حيث حرص الباحثون من وكالتي الفضاء الأميركية (ناسا) والأوروبية (إيسا) على دعمه بكاميرات عالية الدقة من المفترض أن تسبر أغوار هذه السحب الغبارية الكونية بصورة أعمق وأدق من "ألما"، وبالتالي قد نتمكن من عمل الحصر الأدق لأعداد المجرات في تلك الفترة.
ويأمل باحثو الدراسة، وفلكيو العالم بشكل عام، أن يساعد التلسكوب "جيمس ويب" في بناء تصور دقيق عن نمو الكون منذ لحظة ميلاده، الأمر الذي سيسهم بالطبع في بناء نظريات أكثر دقة عن وضع الكون الآن، ويمكن لذلك أن يساعدنا في الكشف عن أسرار الكون المظلمة، أي المادة والطاقة المظلمتين.