اجتياح سبتة المغربية
اجتيـاح سبتـة المغربيـة من قبل حملـة صليبيـة قادها ملك البرتغـال جواو الأول و ابنـه المستعمر الأوربي الأول هنـري المـلاح وهو العمل الذي مهد لغزو السواحل الأوربية
في مثل هذا اليوم في الحادي و العشرين من آب عام 1415.. بدأ عصـر الاستعمار و الاستكشاف الأوربـي .. باجتيـاح سبتـة المغربيـة ... من قبل حملـة صليبيـة قادها ملك البرتغـال جواو الأول و ابنـه المستعمر الأوربي الأول .. هنـري المـلاح ...
هذا العمل الكبيـر الذي مهـد لفتح الشهية الأوربيـة في الانطلاق للبحار و بدء غزو السـواحل الإسلامية .. جاء بمزيـج صليبـي و طمـع استعماري للسيطرة على تجارة إفريقيـا و ذهبها الذي ينتقـل من الأراضي الإسلامية إلى أوربـا ..
كانت البرتغـال هي المنطلق الأوربي و رأس الحرب .. لأن إسبانيا لم تكن قد توحدت بعـد .. و كانت تخوض حربها ضد المسلمين في إمـارة غرناطـة .. و كان المغـرب في عهـدة بني مـرين و الذين ضعفت أحوالهم و دخلوا في فترة عدم استقرار سوف تمهد لسقوط سلالتهم لاحقاً ...
سبتـة التي كانت مفتـاح سواحل المغـرب أصبحت هدف المخطط البرتغالي بقيادة الملك جواو من أسرة أفيز .. هذه الأسرة من أهل المال كانت لها رؤية و أطماع مشابهة للشخصية الأوربية التي ستكتح العالم لاحقاً ... و رأت في المغرب و أوضاعه فرصة كبيرة للإثخان في المسلمين و التمدد في القارة الغنية بالموارد .. فحشد هذا الملك جيشاً من أكثر من 45 الف مقاتل و أكثر من 240 سفينة و عبر به البحـر رفقة ابنه الأميـر هنـري و ولدين أخرين .. و نزلوا ساحل سبتة .. مبتدأ أمـر الأندلس يوم طارق بن زيـاد .. و التي ستغدو اليوم مبتدأ المد العكسي للنصارى ..
و بعد قتال عنيف مع حاميـة المدينة .. تمكن هنـري الملاح من اختراق دفاعاتها و جاس العدو خلال الديار و أعمل القتل في أهلها ..
نهبت المدينة من بابها لبابها .. و تم تحويل المسجد الجامع للمدينة إلى كاتدرائية على الفـور .. و أقيم فيه القداس ..
كان هذا اليوم التاريخي هو فاتحة انطلاق أوربـا لابتلاع العالم ... سوف يعمي لمعان الذهب القادم من سبتة إلى البرتغال عيون الحالمين .. و سوف تجند حملات صليبية جديدة .. خصوصاً بعد صعود نجم الدولة العثمانيـة في الشرق و فتح القسطنطينية و تسلم العثمانيين لخطوط التجارة بجعلهم هذه المدينة عاصمتهم مما أضر باقتصادات أوربا ..
سوف يحاول الأوربيون تجاوز المسلمين و تحكمهم بخطوط التجارة .. و يكثفوا هجماتهم على سواحل المغرب و إفريقيا .. فتسقط القصر الصغير في 1458 ... و تسقط طنجة و أصيلا عام 1471 .. سوف تنطلق سفن بارثولوميو دياز تكشف رأس الرجاء الصالح و يتبعه فاسكو داغاما .. المجرم العتيد ... ليغرس الصليب البرتغالي في الهنـد عام 1498 للميلاد ..
سبتـة ستنتقـل من يد البرتغالييـن إلى الإسبان عام 1668 .. و ستبقى محتلـة حتى هذا اليـوم يعلوها العلم الإسبانـي ..