تُعرف سالزبورغ النمسوية في صفوف السائحين بأنّها "مدينة موزارت"، إذ هي مسقط رأس المؤلّف الموسيقي فولفغانغ أماديوس موزارت (1756-1791)، بالإضافة إلى مكان تصوير فيلم "صوت الموسيقى".
تستقطب المدينة الرابعة في النمسا، لناحية الكثافة السكّانية، هواة التاريخ بخاصّة، وهي تتزيّن لاستقبال نهاية العام، في مشهد يُكلّله البياض، علمًا أنها تقع على جانبي نهر "سالزاتش"، وتدنو من سفوح التلال الشمالية لـجبال الألب والحدود البافارية (الألمانية).
محطّات سياحيّة في سالزبورغ
في شقّة من هذا البناء، ولد موزارت، وعاش سنوات من حياته
• للتقرّب من عالم موزارت، سليل المدينة، هناك زيارتان إلزاميتان، أولاهما إلى الشقّة الكائنة في Getreidegasse، حيث ولد المؤلّف الموسيقي، وعاش حتّى سن الثالثة والعشرين. في المكان الذي تحوّل إلى متحف، يتركّز اهتمام الزائرين على كمان موزارت الأول، ومؤلّفاته، كما غرف المنزل وأثاثه... أمّا الزيارة الثانية فمطرحها "موزارت ريزيدنس" في "ماكارتبلاتز" حيث انتقلت عائلته في عام 1773؛ المنزل أكثر كبرًا مقارنة بالأول، وقد اعتاد موزارت الشاب، وأخته نانيرل الموهوبة، العزف هناك. أضف إلى الزيارتين، ثمّة أماكن عدة في سالزبورغ تُعزف فيها مقطوعات المؤلّف، كما في قصر "ميرابيل"، وقلعة "هوهنسالزبورغ"، من دون الإغفال عن حفلات العشاء التي يمكن خلالها تذوّق الأطباق المحلية أثناء الاستماع إلى الموسيقى الحيّة، وتحديدًا إلى مقطوعات المؤلّف العالمي.
المرور في وسط المدينة التاريخي المسمّى Alstadt، حيث تخلب هندسة العمارة على الطراز "الباروكي" الألباب، بالإضافة إلى المباني المطليّة بألوان الباستيل والأبراج والصروح الدينيّة والمتاجر والمقاهي والمطاعم والساحات. يرجع تاريخ "ساحة موزارت" أو "موزارت بلاتز" الرئيسة بينها إلى أوائل القرن السابع عشر. تحضن الساحة نصبًا للمؤلف الموسيقي الشهير، وتوفّر راهنًا للزائرين العديد من المقاهي والعربات التي تجرها الخيول لنزهات تخلّد في ذاكرتهم طويلًا.
النزهة في "سالزبورغ القديمة"، بوساطة العربة التي تجرّها الخيول، تخلّد في ذاكرة السائح طويلًا
تتعدّد في وسط المدينة التاريخي المباني الجديرة بالتصوير، من فرط روعة الهندسة، والشوارع والمتاحف. تشتمل الأخيرة على: "منزل الطبيعة" المؤسّس في عام 1924، وهو متحف كبير للعلوم والتاريخ الطبيعي يضمّ "أكواريوم" وحديقة للزواحف، وDomQuartier أو المتحف الثقافي، و"متحف البانوراما" حيث يمكن معاينة لوحة الفنان النمسوي الشهير يوهان مايكل ساتلر، الذي رسم مدينة سالزبورغ بألوان زاهية ونابضة بالحياة. هناك، يمكن للزائرين استخدام المناظير لرؤية كل تفاصيل "البانوراما"، علمًا أنه فرغ من اللوحة في عام 1829.
تستغرق الجولة في "المدينة القديمة" معظم وقت السائح لتعدّد نقاط الجذب، وتبدو أخّاذة في نهاية العام، حيث تتلألأ الأضواء، وتتزيّن المتاجر. إشارة إلى أن منظمة "اليونسكو" ضمّت "المدينة القديمة" في سالزبورغ إلى لائحتها لمواقع التراث العالمي في عام 1997.
الوصول إلى قلعة "هوهنسالزبورغ" يتحقّق عن طريق القطار المائل
• تشرف قلعة "هوهنسالزبورغ" على "المدينة القديمة"، وهي تتربع على تلّ Festungsberg Hill؛ يرجع تاريخ القلعة إلى عام 1077. تتألّف من أبراج عدة وساحات فناء ومتحف حصن وشقق أميرية وصرح ديني.
المشهد، كما يبدو من قلعة "هوهنسالزبورغ"
الإطلالات من القلعة أخّاذة، علمًا أن الوصول إليها يتحقّق بوساطة القطار المائل.
على خطى جولي آندروز
حدائق "ميرابيل" تحت كساء الثلج
صوّرت مشاهد خارجيّة عدة من فيلم "صوت الموسيقى" (من إخراج روبرت وايز وبطولة جولي آندروز وكريستوفر بلامر)، أحد روائع هوليوود، في سالزبورغ ومحيطها. هناك جولة سياحيّة تنظّم في مواقع الفيلم، مثل: حدائق "ميرابيل" حيث غنّت ماريا رفقة الأطفال على الأدراج، مع الإشارة إلى أن الحدائق تتبع الطراز الباروكي، وتتألّق في وجود برك الماء، واستعراضات النوافير، وهي متصلة بقصر ميرابيل الذي تشغله مكاتب رسميّة. تمر الجولة أيضًا بقصر Schloss Leopoldskron خارج المدينة مباشرةً حيث منزل العائلة في الفيلم، وبحدائق قصر هلبرون حيث النوافير الخدّاعة وبـ"ريزيدانزبلاتز" حيث صوّرت بعض أغاني الفيلم، وصولًا إلى قاعة الحفلات الموسيقية Felsenreitschule حيث عزف أفراد العائلة في الليلة الأخيرة قبل الهروب من النازيين.