طوابير العملة في إيران
قبل الانهيار التام للعملة الإيرانية هرع الإيرانيون صباح اليوم صوب منافذ الصرافة وبيع العملة لاكتناز الدولار والعملات الأجنبية.
وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية، صباح الخميس، إن عددا كبيرا من سكان العاصمة طهران تدفق في وقت مبكر إلى مراكز الصيرفة في شارعي فردوسي وإسطنبول، مركز تجارة العملات في طهران، من أجل شراء العملات الأجنبية وفي مقدمتها الدولار الأمريكي.

وذكر موقع صحيفة "عصر إيران" الإلكترونية الرسمية أن "تدفق وتجمع الناس دون مراعاة البروتوكولات الصحية والتباعد الاجتماعي أمام مكاتب الصرافة في طهران، بسبب الخوف من انهيار جديد تسجله العملة الإيرانية".
انهيار العملة الإيرانية
وسجلت العملة الإيرانية أمس الأربعاء أكبر انهيار في عهد الرئيس إبراهيم رئيسي، حيث بلغ سعر الدولار الأمريكي الواحد بقيمة 29 ألفا و300 تومان، بعدما كان قبل عدة أيام بقيمة 28 ألفا و200 تومان.

وفي سياق متصل، قال خبير الأسواق المالية في إيران علي طباطبائي "إن تدخل الرئيس (إبراهيم رئيسي) في الأسواق الاقتصادية في الأيام القليلة الماضية، إلى جانب احتمالية نمو سعر الصرف، عاملاً آخر في ارتفاع سعر الدولار في الأيام الأخيرة".


ورجح طباطبائي أن يرتفع سعر الدولار الأمريكي فيما تسجل العملة الإيرانية انهياراً في المقابل، وقال "الدولار لديه القدرة على النمو حتى 30 ألف تومان، وإذا لم يتم تقليل بعض المشاكل الاقتصادية والإثارة في السوق، فسوف يستمر الاتجاه الصعودي للدولار".
من جانبه، قال إلياس كردي، خبير الأسواق المالية، إن "محادثات الأسبوع المقبل بشأن الاتفاق النووي في فيينا مهمة لتحديد اتجاه سعر الدولار".
أضاف كردي "لم يتفاعل سوق الصرف الأجنبي كثيرا مع الأخبار الأخيرة في الأيام القليلة الماضية، إذا تم رفع القيود عن بعض الأموال الإيرانية المجمدة، فسيؤدي ذلك إلى تقليل التقلب في سوق الصرف الأجنبي بشكل طفيف".
الاتفاق النووي
ومنذ منتصف عام 2018 وبعد انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران تعاني البلاد من أزمة شديدة في توفير الدولار وباقي العملات الأجنبية بسبب العقوبات المشددة التي جرى إعادة فرضها على طهران.
وفي منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، كشف الخبير الاقتصادي الإيراني "مهرداد عمادي" الذي يعمل مستشارا اقتصاديا للاتحاد الأوروبي، إن حجم الأموال الإيرانية المجمدة في البنوك الأجنبية بسبب العقوبات أكثر من 88 مليار دولار وأغلبها في روسيا.


وفي فبراير/شباط من العام الماضي، دخلت إيران رسميًا في القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي الدولية، بسبب رفض النظام الإيراني الانضمام إليها، الأمر الذي ضاعف من أزمة توفير العملات الأجنبية بالنسبة للحكومة الإيرانية في ظل العقوبات الأمريكية التي قصمت ظهر اقتصادها المتدهور.
ومن المقرر أن تستأنف إيران المحادثات المتعلقة بإحياء الاتفاق النووي مع القوى الدولية في 29 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في فيينا بهدف التوصل إلى تفاهم بشأنه