«رسالة إلى جدي الحبيب»
#آلاء_العامِــري
إنقضى العام الأول وهاقد شارف العام الثانِ بالإنقضاء لموارات جسدك الطاهر تحت التُراب.
سيأتِ اليوم الأول من شعبان عّما قريب، اليوم الذي يُجدد الذكرى في قلبي المتأجج للمرة الثالثة أولها كان يوم رحيلك، فيُعيد لي مامضى كومضة سريعة ليوم تشييع جنازتك حينما أنقضى أمر الله وأخذ القدر عكاز أهل امي الشامخ دون أن يتأنى ويتيح لي الفرصة الكافية فأُقبلهُ قُبلةً واحدة على ناصيته الطاهرة.
جدي..
لم أكن أدرك بأن غيابك في إحدى الأيام سيكون موجعاً حتى الموت، وسيُحدث ندبة عميقة في فؤادي المكلوم تتجدد كلما مرت سحابة الذكرى في ذهني، فتبدء سحابة عيناي بتجهيز الإجراءات اللازمة لتصدير ماءها الهادر على شكل كرات الماسية شفافة صغيرة ترسوا أسفل ذقني المُرتجف خوفاً من وحش الذكرى.!!
فكُلما مررتُ بيدي ومسحتُ برفق على قلبي، يتجدد روح الوجع، ويكبر الشرخ فيه، فيجعلني اتأوه من شدة ألمه، ففؤاد حفيدتك لا يرفق بها.
ففؤاد حفيدتك نهرًا لا ينضب من ماء الذكريات المُر، فيرسل القلب فحوا ذاك النهر إلى مُقلتاي على هيئة ماء مالح.!!
جدي؛
خذ بيد حفيدتك وأمسح بشعرها حتى يهدء نزف ذاك القلب المُهترئ باللحاق بك، ذاك القلب الذي يتوق بأن يُشيع جنازته في موكب مُهيب تُدثره حنين الأهل لي، ففؤاد حفيدتك قد أزف على الرحيل كما يبدو، لذا فلتُحضر ضيافتي ريثما أصِل إليك.
حينما أأتي اليك
دعني اعودُ طفلة لا تحب سوى اللهو واللعب فُتحلق روحي مُبتهجة بين أفياء البلاد وفي نواحي المنازل، فأعوض بذلك طفولتي التي ضاعت مني دون أبٍ يُشعرني بموقف الأب الحنون في أقصى ساعات الإنهيار، وفي أعلى درجات الحنين.
دعني أرفل بثوبي بغرورٍ وعنجهية فتزيدُ أنت من ثنائي فأقف باسمة بتغطرس على مرسى الحياة وأقول بكبرياء لا حدود له في أقاصي شرق الأرض ومغاربها "ونعم الحديث حديث جدي".
حينما أأتي إليك
خذ بيدي نحو مخدع نوم والدي ودعني أحتضنه وأتلحف بحنانه، دعني أُغذي سمعي بصوتهِ العذب، ودعني أعوض عمري الهادر بالقرب منه.
فقط هذا كل ما أريده ياجدي.
٢٠٢١/١١/٢٣م