ازدياد شعبية حفلات الزفاف الخضراء في الهند
سيعقد عروسان في الهند زفافهما الشهر المقبل، لكن آخر شيء يرغبان في رؤيته هو إقامة حفل زفاف هندي فخم كما جرت العادة.
ويقول محللا الكمبيوتر في دلهي، نيدهي باليوال (30 عاماً) وسوميت خير (32 عاماً)، لصحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» التي تصدر في هونغ كونغ، إنهما يبذلان قصارى جهدهما لضمان الحد الأدنى من البصمة الكربونية ليومهم الكبير في 13 ديسمبر، وقد اختارا مكاناً محلياً لكي يتفادى الضيوف السفر، في حين أن المناسبة ستكون حدثاً ليوم واحد فقط مما يساعد في خفض استهلاك الطاقة.
وقد أوضحت نيدهي باليوال وجهة نظرهما قائلة: «أدى الوباء إلى إيلاء المزيد من التقدير لكوكب الأرض، لذلك اخترنا عناصر الديكور صديقة للبيئة مثل، سلال قصب السكر وفوانيس القصب والنباتات والزهور والأواني الفخارية بدلاً من الزخرفة والمجموعات المهدرة التي تكلف الألوف من الأموال، والتي يتم تفكيكها بعد انتهاء الاحتفالات».
وأضافت العروس المقبلة: «حصلت أيضاً على فستان زفاف أمي لإعادة استخدامه ليومي الكبير بدلاً من شراء فستان جيد، وسوف نصدر دعوات زفاف رقمية بدلاً من بطاقات الزفاف الفخمة، فضلاً عن اختيار الديكور الطبيعي والأثاث الكلاسيكي الذي يمكن إعادة استخدامه في منزلنا الجديد».
هذا، ووفقاً للصحيفة، تشهد صناعة حفلات الزفاف في الهند والمقدرة بـ50 مليار دولار أمريكي انتعاشاً من جديد بعد عام عاصف من الوباء أدى إلى إلغاء جماعي أو اختيار الأزواج لاحتفالات صغيرة في المنزل خالية من البريق المرتبط عادة بالزواج الهندي.
ووفقاً لاتحاد تجار الهند، وهي أكبر هيئة منظمة تجارية في البلاد، ستشهد هذه الفترة الميمونة، إقامة ما يقرب من 2.5 مليون حفل زفاف رسمياً، أما منظمو حفلات الزفاف فقالوا إن الأعمال عادت بنسبة 100% بعد تراجعها إلى 10 ـ 20% خلال الوباء.
ومع عودة وجهات حفلات الزفاف للأزواج المدللين للاختيار بين حفلات زفاف في الصحراء عن ضوء القمر، أو على متن السفن السياحية، أو في الأدغال على ضوء الشموع، أو على سواحل غوا وماهابالبورام، أشار المطلعون أيضاً إلى تزايد شعبية حفلات الزفاف المستدامة أيضاً.
وقد أوضح المؤسس والعضو المنتدب، فيكاس جوتجوتيا، في إحدى أكبر شركات تنظيم المناسبات في الهند أن شركته تنظم العديد من حفلات الزفاف، حيث كل شيء من الطعام إلى الزينة إلى ملابس الزفاف وحتى المجوهرات مستداماً، وحيث يتم اختيار الدعوات الإلكترونية أو تلك المصنوعة من الورق المعاد تدويره في مثل هذه العروض.
وأضاف جونجوتيا: «ننصح الأشخاص أيضاً باختيار حفل زفاف في الحديقة أو المزرعة لتحسين الإضاءة الطبيعية التي توفر على البيئة وتوفر التكلفة أيضاً».
وبالنسبة على الأزواج من جيل الألفية الذين يختارون المجوهرات من الأزهار بدلاً من الذهب التقليدي، فتقدم الشركة قطعاً مصنوعة من أزهار مثل الورد وبساتين الفاكهة.
أما بوفيه الطعام، والذي يعد أحد أكبر مصادر النفايات في حفلات الزفاف الهندية، فستضمن أطباقاً نباتية صحية مصنوعة من منتجات عضوية مزروعة محلياً لتقليل الضرر البيئي الناجم عن نقل المنتجات. كذلك تستخدم أدوات المائدة القابلة للتحلل الحيوي المصنوعة من أوراق الموز والخيزران، وكذلك، التموضع الاستراتيجي لصناديق القمامة لفصل النفايات الرطبة والجافة، مما يقلل من التدهور البيئي.
هذا وأفادت منظمة حفلات الزفاف في مومباي، ميغا كاكار، للصحيفة أيضاً أنها تنظم ما لا يقل عن نصف دزينة من حفلات الزفاف المستدامة هذا الموسم، حيث يطلب الأزواج بشكل خاص معالجة مشكلة الأزهار ونفايات الطعام، وأنها ستعمل على تحويل الأزهار إلى سماد وتوزيع الطعام الإضافي على دور المسنين ودور الأيتام.