قدرت نسبة الأطفال الذين يتغلبون على اضطراب نقص التركيز وفرط النشاط من 20٪ إلى 95٪ (غيتي)
يظن الآباء أن الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص التركيز سيصبح طبيعيا في مرحلة البلوغ لكن وجدت دراسة جديدة أن 10٪ فقط من الأطفال المصابين بالاضطراب سيتمكنون من التغلب عليه ويقول الخبراء إن هذا يجعل البحث عن سبل للتعايش مع الأمر وإدارته أمرًا بالغ الأهمية.
يؤثر اضطراب فرط الحركة ونقص التركيز (ADHD) على حوالي 5٪ إلى 10٪ من الأطفال ويتضاءل ويتلاشى لدى بعضهم مدى الحياة، لكن وفقًا لدراسة للعلاج المتعدد الوسائط لاضطراب فرط الحركة ونقص التركيز المنشورة في المجلة الأمريكية للطب النفسي، فإن 10٪ فقط منهم يتمكنون من ذلك.
وقالت كبيرة الباحثين مارغريت سيبلي دكتورة الطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية الطب بجامعة واشنطن، إن الدراسة كانت مهمة لأن الأطباء ما زالوا غير متأكدين إن كان الأطفال المصابون بالاضطراب يمكنهم التعافي تماما.
نوعان من الاضطراب
أوضحت سيبلي لموقع (فيري ويل فاميلي) بأن معظم الأبحاث التي تتعقب الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص التركيز تتوقف مع وصول الطفل مرحلة البلوغ، وقدرت نسبة الأطفال الذين يتغلبون على اضطراب نقص التركيز وفرط النشاط من 20٪ إلى 95٪.
وكانت الدراسة مختلفة، وفق الدكتورة، لأنها تابعت مع المشاركين فيها كل عامين حتى بلغوا سن 25 عامًا تقريبًا.
وترى سيبلي أن مرضى اضطراب فرط الحركة ونقص التركيز يحتاجون إلى توقع ما سيحدث مع تقدمهم في السن حتى يتمكنوا من التخطيط لمستقبلهم.
اضطراب ADHD يظهر بشكل مختلف على شخص وغالبًا ما يتغير تبعًا لمرحلة حياتهم(غيتي)
في حين وجدت الدراسة أنه كان من النادر جدًا أن يتعافى الفرد من اضطراب فرط الحركة ونقص التركيز وأن يستوفي المعايير الكاملة لاضطراب فرط الحركة ونقص التركيز في جميع الفترات الزمنية في الدراسة.
وتم تشخيص حوالي 9.4٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و17 عامًا في الولايات المتحدة على الإطلاق بمرض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وفقًا للمسح الوطني لصحة الأطفال لعام 2016.
ويقول الباحثون إن اضطراب فرط الحركة ونقص التركيز ينقسم إلى نوعين من الأعراض: أعراض عدم الانتباه مثل قلة التركيز والنسيان وأعراض فرط النشاط مثل الحركة المستمرة والجري والقفز على الأشياء، لكن اضطراب ADHD يظهر بشكل مختلف على شخص، وغالبًا ما يتغير تبعًا لمرحلة حياتهم.
التعامل مع الاضطراب
يعتبر الأخصائيون أنه من المهم أن يفهم المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص التركيز أنه من الطبيعي أن تقضي أوقاتًا في حياتك تشعر فيها بأن الأمور أكثر قابلية للإدارة وأوقات أخرى تشعر فيها أن لديك سيطرة أقل.
وتقول سيبلي “لقد ثبت منذ فترة طويلة أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو اضطراب يمكن إدارته باستخدام الأدوات المناسبة، بما في ذلك الأدوية والاستراتيجيات السلوكية المعرفية التي تساعد في التنظيم والذاكرة وإدارة الوقت”.
وتضيف أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يمكن إدارته جيدًا عندما يجد المرضى بيئة في المدرسة والعمل والمنزل تجعلهم يشعرون بالنجاح.
وأوضحت أنه بالنسبة للعديد من الأشخاص المصابين بالاضطراب قد يكون المفتاح هو العثور على الدعم المناسب في واختيار المسار الوظيفي بناءً على نقاط القوة والاهتمام، مبينة بأن “اكتشاف مسار لا يعيقه الاضطراب بل يمكن أن يساهم في بناء حياة سعيدة وصحية”.
ويقول بافان مادان، طبيب نفسي للبالغين والأطفال، إنه عندما يكون لديك طفل مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، من المهم تعليم نفسك بالأدوات والتقنيات المختلفة المتاحة.
وأوصى مادان بالعمل مع أخصائي علم النفس المدرسي لمناقشة الطرق التي يمكن من خلالها تلبية الاحتياجات الأكاديمية لطفلك، وزاد: كلما حصلت على الأدوات والاستراتيجيات مبكرا كلما مكنت طفلك أن يبني أساسًا قويًا للدعم منذ صغره.
ولفت الأخصائي إلى أن تأخر الآباء في التعامل مع الحالة قد يزيد الأمر تعقيدا، وأن مساعدتهم للطفل تنمي ثقته وتجعله قادرا على التغلب على العقبات في طريقه.
ويتوفر العديد من الكتب لتقديم التوجيه وأفضلها وفق موقع (فيري ويل فاميلي) هو “تحمل مسؤولية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه: الدليل الكامل والموثوق للآباء” بقلم راسل أيه باركلي أو “اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه: ما يحتاج الجميع إلى معرفته” بقلم ستيفن بي هينشو وكاثرين إليسون.