لم يعرف حميد اصدقاء حقيقيين في القريه التي نشأ بها وكل الذين يعرفهم كانوا ابناء جيرانه فقط كانوا اصدقائه الوحيدين الذين يعرفهم ومنهم سليم الذي لم يكن يحترم حميد كثيراً فكان احياناً يغتابه ويثير الفتن بينه وبين ابناء جيرانه الآخرين لم يكن يستطيع مصاحبة احد من القريه المجاوره لأن اغلب اهل القريه المجاوره لم يكونوا عرباً انقياء وحميد عربي نقي رغم انه ورث اللون الاسود من جدته الأفريقيه فكان مجبراً على مصاحبة ابناء قريته وحدهم دون غيرهم لأن اغلب اهل قريته عرب ذو دم نقي حسب زعمهم ....
لم يكن حميد مميزاً بلونه الاسود فقط بل ايضاً بطيبة قلبه ورقة مشاعره لم يكن يحب العنف ولا يجيد الدفاع عن نفسه ان اعتدى عليه شخص ما ....
عندما بلغ حميد سن 15 عاما بدأ يتحدث الى نفسه بصوره ملفته ويحب العزله كثيراً ....
بسبب هذه الظروف تكونت شخصيته المميزه دخل الكليه واعجب معلموه الاجانب بذكائه وطيبته فقد كان حريصاً على نصح الاخرين كما نال اعجاب معلمته الآسيويه التي اصبحت تحترمه كثيراً وكجائزه قامت بإضافته الى مجموعه واتسابيه تضم اناس اجانب من دول آسيويه وغربيه ..
تعرف حميد في هذه المجموعه على آسيه القريبه من عمره فعمره 23 وعمر آسيه 25
اعجبت آسيه بشخصية حميد المميزه ولكن حميد صارحها بقوله انه قبيح الوجه لهذا السبب اخبر آسيه انها بالنسبة له كالأخت التي يحترمها كثيراً والعزيزه عليه .
لم يكن حميد يحب مصادقة الفتيات من باب الحب فهو يكره العبث بمشاعر الآخرين لأنه صاحب شخصيه جاده وواقعيه كذلك حكومة بلاده تمنع زواج مواطنيها الذكور من خارج الدوله .
مضت السنوات وبالصدفه وجد فتاه مسلمه من دوله اجنبيه عبر موقع الفيسبوك اعجبت به ورأى بأنها تفهمه كثيراً ارتاح لها واصبح يحكي لها قصصه ومواقفه التي حصلت معه فتح قلبه لها وهي كذلك ...
فأراد حميد الزواج بمريم فهكذا كان اسمها فطلب من حكومة بلده تصريحاً للزواج من الدول الاجنبيه ولكن للأسف قوبل طلبه بالرفض فأغواه الشيطان ووسوس له ان يزني بها فسافر الى بلدها بالفعل ولكنه عندما وصل دخل احد المساجد وتذكر ربه وان ما يفكر فيه حرام بالطبع فضل يبكي وهو يدعوا الله تعالى بأن يساعده ويوجد حلاً لمشكلته فالله تعالى على كل شيء قدير ....
هذا هو واقعنا المؤسف حكومات بعض الدول المسلمه تشجع على العنصريه بقوانينها الظالمه فماذا سيحدث ان تزوج الخليجي بسودانيه مثلاً او العكس فزواج كهذا سيقوي العلاقات بين الدول المسلمه ليتنا كمسلمين نفكر بطرق لتقوية الأمه العربيه .
تأليف : أحمد الغيثي ( المختبيء تحت المطر )