رسا
لة إلى طفلي المستقبلي بمناسبة اليوم العالمي للطفل
طفلي العزيز...
بما أن أبوك لم يتزوج، ويخلفك وتظهر على هذه الحياة البائسة التي يملأها الرعب والخوف ولا ترعي حقوق الطفل، لذلك لا تزعل ، بالعكس ابتسم لأنك مازلت مرتاح في اللاوجود بعيدا عن هذا العالم الذي فقد الانسانية ولبس قناع الزيف والخداع،
سأخبرك بأن والدك لم يجد أي حق من حقوقه منذُ طفولته، أحلامه تحطمت وتناثرت مع أول رصاصة للعدو على موطنه الغالي، تبخرت ملامح طفولته وأصبح قلبه ممزق أشبه بقطعة قماش قديمة أنهكتها حرارة الشمس القاتلة، لم يجد من الطفولة أي شيء غير الإسم فقط شاخة طفولته وعمره لم يتجاوز الخامسة من عمره، أجهضت فرحته منذُ أول حلم بات يحلمه ولم يجد من يحققه له،
طفلي العزيز....
لم أكون حزيناً لعدم وجودك معي، لأني لا أرجو أن يصيبك ما أصاب والدك مسبقا منذ بداية طفولته وخروجة إلى هذه الحياة القاسية التي أشبه بكابوس مخيف....
طفلي العزيز....
أن كتب الله لك أن تخرج إلى هذه الحياة فلا ترسم أحلامك عليها حتى لا تنصدم كما أنصدم والدك من قبلك، كُن على يقين بأنك ستواجه الصعاب والعثرات بحياتك، أزرع القوة في نفسك وتحلى بالصبر والثبات منذ أول لحظه ستخرج بها من بطن أمك،
لذلك يا طفلي
أرجو لك حياة سعيدة بعيدا عن الخوف والقلق،
كن بخير يا ولدي.....
ناظم المرشدي