قبل أن تمتعض من حالك في الدنيا تذكر أنها دنيا وبنيت على الذي تمتعض منه.
" اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقرٌّ ومتاعٌ إلى حين "
الشقاء موزع على كل أصناف الخلق في هذه الدنيا، حتى الأنبياء والمرسلين صلوات ربي وسلامه عليهم لم يسلموا من شقائها وضرباتها رغم أنهم كانوا ولازالوا وسيظلون أرقى ولد آدم.
لنا في الرسول محمد (ص) العبر والعبر، نشأ يتيما وآذاه قومه وتكبد شقاءً يهد الجبال على عتوها ليبلغ رسالة ربه ولم يمتعض ولو للحظة واحدة، أليس هو قدوتنا لماذا لا نقتدي به ونقارب صبره رغم أن ما ابتلي به لم نبتلَ بربعه حتى!! ولنا اسوة بآله الكرام الذين صبروا على الاذى لرفع راية الاسلام.
إنما الدنيا فترات ومراحل ولا يُدرك النعيم بالنعيم، ولولا شدة الحال ونوائب الدهر ما عُرف للرخاء معنى، ولولا الضيق ما عُرف الفرج وبضدها تُعرف الأشياء.
لولا المشقة ساد الناس كلهم، هي أرزاق ربانية وزعت على الخلق بالتساوي ولكلٍّ نصيبٌ هو مُدرِكُه لو اجتمع جن الأرض وإنسها على أن يصرفوه عنه أو يغيروه ما استطاعوا لذلك سبيلا.
النعيم الحقيقي في الجنة حيث لا تعب ولا نصب أما الدنيا فهي هكذا لن تتغير ومن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط، وويل للمتسخطين على لُعاعة من الدنيا.