الجماهير السورية وعذاب الانتظار



يجسد هدف علي غوليزاده الثالث في مرمى منتخب سوريا الحالة الفنية المتدنية للمنتخب السوري، الهدف الذي جاء بعد أن تلاعب غوليزاده بثلاثة مدافعين، عمرو ميداني ومؤيد خولي وثائر كروما، كان يصر نزار محروس على إشراكهم بصور أساسية في كل مباراة، معتبراً إياهم الأجدر في تمثيل المنتخب الوطني حالياً.
حالة الهدف أكدت الفروق الكبيرة بين منتخبات مثل كوريا الجنوبية وإيران وبين «نسور قاسيون»، وبينت حجم الهوة الواسعة والفجوة الكبيرة بين مستوى لاعبيهم ولاعبي سوريا، وأظهرت من جديد الفقر التكتيكي وانعدام الحلول بالنسبة للمدرب، إضافة إلى طريقة اختياره للاعبين المثيرة للجدل، خصوصاً في مباراتي العراق وإيران والإصرار على الدفع ببعض العناصر التي كانت سبباً في الهزيمة من لبنان والتعادل مع العراق والخسارة القاسية أمام إيران.
حالة الهدف الثالث لخصت القصة كاملة، وأبرزت عيوب كل من المدرب واللاعبين على حد سواء التي ربما كانت في وقت سابق غير مرئية لبعض الجماهير، وشخصت الأمراض التي عانى منها المنتخب السوري منذ بداية التصفيات حتى الآن، ومنها منح المدرب بعض الأسماء المغمورة فرصة لخوض غمار مباريات كبيرة في استحقاقات مهمة، على حساب أسماء أخرى تنشط في دوريات أوروبية وتمتلك خبرة طويلة في مثل هكذا مباريات.
منذ بداية التصفيات كانت الجماهير السورية مقتنعة أن التأهل المباشر لا يندرج إلا في خانة «الأحلام»، لكن الجماهير نفسها كانت تمني النفس بأن يقدم المنتخب، على الأقل، أداءً جيداً يعكس تطوراً في الكرة السورية، خصوصاً وأن منتخبها في التصفيات الماضية، وصل الملحق وخرج بصعوبة أمام أستراليا.
الجماهير السورية، كانت فيما سبق وبعد كل هزيمة أو خسارة تعاود بناء حلمها وأملها من جديد، لكن خيبات الأمل المتتالية وما رافقها من أخطاء وعدم الاكتراث للآهات والحسرات، ولدت شعوراً بأن فرح أي انتصار كروي قادم، في حال تحقق، لم يعد يفي بما احتملته هذه الجماهير من عذاب الانتظار.