ترجمة نص اوغاريتيٍّ مثير
موجود في متحف اللوفر
*محكمة الروح*
قاعة اوغاريت رأس شمرا
(ترجى قراءته بهدوء و تمعّن)
اوغاريت مملكة
دامت قرابة خمسة آلاف سنة من 6000 حتى 1190 ق.م.
حكايةٌ تكشف عالمًا من الطيبة
تقول الحكاية و هي محاكمة علنية للروح حسب معتقداتهم بعد تأهيلها للعالم الآخر :
في جلسة محاكمة علنية لروح أحد المتوفين قبل ان تلتحم نفسه بجسده مرّةً اخرى ليعيش السعادة و الخلود في العالم الأبدي الجديد !
سأله قاضي محكمة الارواح :
ايها الروح هل كذبتَ ؟
قال : نعم كذبتُ على زوجتي في مدح جمالها و جودة طهيها .
هل عذّبتَ حيوانًا ؟
كلا ! عدا العصفور الذي اعجبني صوتُه فحبستُه لمدة يومين ثم اطلقتُه !
هل أسَلتَ مرةً دماء حيوان دون ذنب ؟
كثيرا يا سيدي حين كنتُ اقدّمه قربانًا للإله الواحد كي اطعم الفقراء !
هل كنتَ سببًا في دموع إنسان ؟
نعم أمي حين مرضتُ بين يديها !
هل لوّثتَ مياه النهر ؟
نعم حين سبحتُ فيه مرّة و أنا في وقت عملي !
هل قتلتَ نباتًا او زهورًا ؟
نعم حين اقتلعتُ زهرةً لحبيبتي !
هل سرقتَ ما ليس لك ؟
نعم سرقتُ قلب جيراني فأحبنّي و هو من غير ملّتي !
هل تعاليتَ على غيرك بسبب علوّ منصبك ؟
كنتُ أرى نفسي اضعف الخلق أمام عظمة الرب !
هل ارتفع صوتُك أثناء حوار ؟
لم اكن احاورُ سوى ربي باكيًا هامسًا !
هل خاض لسانُك في شهادة زور ؟
قلتُ زورًا حين سترتُ على جارةٍ لي !
هل قبلتّ رشوة ؟
نعم كثيرًا جدًا قبلات من طفلتي لتلبية طلباتها !
و ماذا فعلتَ من عملٍ صالحٍ أيضًا ؟
كنتُ مرةً عينًَا لأعمى و اخرى يدًا لمشلول و ساقًا لكسيح و أبًا ليتيم ! قلبي نقيّ و يداي طاهرتان غنّيتُ و ضحكتُ و قهقهتُ و رقصتُ و عزفتُ على الناي في فرح جارٍ لي من غير الأوغاريتيين !
مبروكٌ ايها الروح : لقد نجحتَ في المرحلة الأهم ! قال القاضي و هو يقفل المحضر تحت نظرات الاستغراب من الروح !
ياسيدي القاضي : ألن تسألني عن عبادتي و صلاتي و صيامي و نسكي ؟!
لا أيها الروح الطاهرة تلك قضيةٌ لا سلطةَ لأحدٍ عليها تلك يحدّدها الربُّ وحدَه فقط
يحددها الربُّ وحدَه !!!يارب العالمين.