في زمن قريب ليس ببعيد، كان هناك مالكاً لعبارة يعمل على نقل الناس بين ضفتي النهر، كان ذلك الرجل عبارته تتسع لمائة شخص ليس أكثر، وكان بكل يوم ينقل الناس ذهاباً وإياباً ويجني من ذلك ربحاً طائلا مقارنة بغيره.
وبيوم من الأيام أقنعه أحد الرجال الفاسدين أن يحمل مائتي شخص بالدور الواحد، ويقطع المسافة نفسها بضعف الأجر بدلا من ذهابه وإيابه مرتين.
وبسبب طمع مالك العبارة أخذ بنصيحة الفاسد، ولكنه لم يستطع عبور النهار للضفة الأخرى ولا لمرة واحدة، فقد استقرت عبارته وعليها أرواح مائتي إنسان في قاع النهر.
عزيزنا إذا استطعت أن تقنع الذباب أن الورود والزهور أفضل من القمامة، حينها يمكنك إقناع الفاسدين أن أرواح الناس أغلى من المال؛ وأما قمة الفساد فهو في فساد القمة نفسها.