جاء في الذكر قديما أنه كان هناك رجلاً فاسداً دفن كلبه الذي كان عزيزاً على قلبه بمدافن أهل القرية، فثاروا جميعا من فعلته ولم يجعلوها تمر مرار الكرام.
فذهبوا للقاضي واشتكوا له ما فعله ذلك الرجل، فاستدعاه القاضي في الحال، وسأله عن فعلته، فرد عليه الرجل قائلا: “ولماذا هم منزعجون لهذا الحد؟!، إنها وصية كلبي يا سيادة القاضي، وكل ما فعلته أنا أنني نفذت وصيته”!
فقال القاضي غاضبا: “أتسخر مني أيها المعتوه؟!”
فقال الرجل: “معاذ الله يا سيادة القاضي، ولكن كلبي أوصاني بأن أدفنه بمقابر القرية وأن أعطيك ألف درهم”.
وهنا استهل وجه القاضي فرحا وسرورا وقال: “كم نظلم كثيرا بسبب تسرعنا، رحم الله الكلب الفقير”!
ازداد أهل القرية غضبا وحنقا على القاضي، فقال هم القاضي: “تمهلوا قليلا، ومن أخبركم أنني لم أتحرى عن الموضوع، لقد سألت وبحثت كثيرا واتضح لي أنه كلب ليس مثله أي كلب، إنه من سلالة كلب أصحاب الكهف”.
قيلت القصة أمام كثيرين، فقال من بينهم شخص بيأس شديد: “في أيامنا هذه لا تبحث عن محامٍ يعرف القانون، بل ابحث عن محامٍ يعرف القاضي