TODAY - 09 November, 2010
سيلتحق به رامسفيلد وتشيني لنشر مذكرات مثيرة مطلع العام المقبل في «اجواء احتفالية»
بوش أول الجالسين على كرسي الاعتراف: ارتكبت 4 أخطاء كبيرة في العراق
بغداد -العالم
تحدث الرئيس الاميركي السابق جورج بوش "بمرارة" عن 4 أخطاء ارتكبها في العراق، على رأسها "غياب الدراسة الكافية" لقرارات حل الجيش والاجتثاث والتأخر في الرد على العنف بسبب الكونغرس، الى جانب إعلانه السابق لأوانه حول "نهاية المهمة العسكرية"، في وقت تتابع كبريات وسائل الإعلام مذكرات الرئيس المثير للجدل والتي ستنشر الاسبوع المقبل.
ويحظى العراق بنحو 14 فصلا من كتاب بوش، حيث يعتبر الموضوع الاكثر اثارة للجدل في عهده.
ويمثل حدث المذكرات مناسبة يعود فيها الرئيس الاميركي السابق الذي توارى عن الانظار منذ انتهاء ولايته الرئاسية قبل عامين تقريبا، الى الاضواء.
ويصدر كتاب "لحظات حاسمة" بعد اسبوع على الانتخابات التشريعية الاميركية التي جرت في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي والتي تمكن فيها الجمهوريون من استعادة الغالبية في مجلس النواب الاميركي بعد سنوات حكم بوش الثماني العاصفة في غالب الاحيان.
وسيحفل جدول اعمال بوش، الذي تفادى اي مقابلات منذ تسليمه مفاتيح البيت الابيض الى باراك اوباما عام 2009، بالمواعيد والمقابلات مع وسائل الاعلام للترويج لكتابه الذي طبعت منه 1,5 ملايين نسخة.
وكتب بوش في 500 صفحة عن اخطائه في الحملة قبل غزو العراق وعدم العثور على اسلحة دمار شامل بعد ان كانت تقارير استخباراتية اكدت ان الرئيس العراقي في حينه صدام حسين كان يملكها.
وقال بوش في مقتطف من الكتاب نشره تلفزيون "ان بي سي" خلال مقابلة مع الرئيس السابق "كنت اكثر من اصيب بالصدمة والغضب عندما لم نعثر على الاسلحة. انتابني شعور مقزز كلما فكرت بالامر. ولا ازال".
ولدى سؤاله من قبل "ان بي سي" عما اذا كان يعتزم الاعتذار عن اخطائه، اجاب الرئيس السابق بالنفي.
وقال بوش في المقابلة "الاعتذار معناه ان القرار كان خاطئا".
ومن المقرر ان يجري بوش سلسلة من المقابلات منها مع اوبرا وينفري ومقدم البرامج الاذاعية المحافظ راش ليمبو.
ويشمل كتاب "لحظات حاسمة" 14 قرارا منفصلا اتخذها بوش خلال ولايته الرئاسية مع تحليل لكيفية توصله اليها، وذلك في محاولة منه لالقاء الضوء على ادارته الرئاسية.
الجميع يدون مذكراته
ويبدأ الكتاب مع اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 على نيويورك وواشنطن والتي غيرت السياسات الخارجية والعسكرية لبوش بشكل جذري، وينتهي بالانهيار الاقتصادي في ايامه الاخيرة في البيت الابيض. وسيعود عهد بوش الى الاضواء مجددا اذ سيصدر وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد مذكراته في كانون الثاني (يناير) المقبل على ان يصدر نائب الرئيس السابق ديك تشيني مذكراته بعده بأشهر.
ويتناول الكتاب جوانب اخرى اكثر حميمية في شخصية بوش فهو يصف معركته مع الكحول في شبابه والتي انتصر فيها عندما بلغ الاربعين.
ومن المفترض ان يشارك بوش في 16 من الشهر الحالي في مراسم لا سابق لها في مركز جورج بوش الرئاسي في جامعة ساذرن ميثوديست في دالاس. وسيصبح المركز المكان الرسمي لالاف الوثائق المتعلقة بعهده اضافة الى مكان يلتقي فيه مئات العاملين السابقين في ادارته.
وحسب المقابلة التي اجرتها محطة التلفزة الاميركية معه، فقد طلب الرئيس الاميركي السابق من وزارة الدفاع البدء بالتخطيط لاحتلال العراق في الشهرين اللذين اعقبا هجمات الحادي عشر من ايلول.
وقال الرئيس انه بعد ستة عشر شهرا "وبعد العديد من الصلوات والمناورات الدبلوماسية، قام بجولة لوحده كانت صامتة، في الحديقة الجنوبية ليلة قصف بغداد صلى فيها من اجل القوات الاميركية ولسلامة بلاده".
كما يقول انه طلب "المزيد من القوة من الله في الايام القادمة". ويتابع "كانت كلبتنا Springer spaniel تثب خارج البيت الابيض وتتوجه نحوي. وكان من المريح ان ترى صديقا. فالسعادة برؤيتها تناقض الثقل الذي احسه في قلبي".
رسالة الى والده
وبعدها مضى بوش للكتابة الى ابيه الرئيس بوش الاب الذي هاجم العراق في عام 1991، وكتب "ابي العزيز في حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحا امرت بتنفيذ الخطة الحربية لعملية حرية العراق. وبالرغم من كوني قد قررت قبل شهور قليلة استخدام القوة، اذا كان ثمة حاجة اليها، لتحرير العراق والتخلص من اسلحة الدمار الشامل، فان القرار كان عاطفيا جدا."
ويكرس بوش 14 فصلا من مذكراته للحرب في العراق، وهو ما يعتبر اشارة الى الدور الكبير الذي اخذته في فترته الرئاسية. ويعترف بأربعة أخطاء رئيسية: واحد منها عرضي وثلاثة إستراتيجية.
شعار البحارة ورط بوش
والخطأ العرضي كَان إعلانه سيئ السمعة وغير الناضج عن "النصر" من على متن الباخرة الاميركية إبراهام لينكولن، والتي رُفع عليها شعار "المهمة أنجزت". ويقول أنه قال لرئيس الوزراء الإسباني آنذاك خوزيه ماريا اثنار "لن تروا منا أي رقصات نصر أو أي شيء".
ويضيف انه لم يلاحظ وجود شعار "المهمة انجزت" خلفه، وانه قصد في قوله ان يعبر عن بالغ احترامه لطاقم حاملة الطائرات خلفه لاكمال رحلتهم البحرية، ولم يكن يشير الى الحرب في العراق حسب ادعائه.
ويضيف "ان خطابي بين أن عملنا كَان ابعد عن ان يكون قد أنجز. لكن كل التوضيحات في العالم لا يمكنها عكس ما تم فهمه. وقد انحرف ما قصدناه على المسرح. ولقد كان خطأ كبيرا".
لكن الأخطاء الأخرى كَانت أكثر أهمية، ويذكر منها فشله في مناقَشة مسبقة صحيحة لقرار بول بريمر الحاكم المدني المسؤول عن العراق، بحل الجيش العراقي وازاحة كل مسؤول تقريباً ممن ارتبط بحزب البعث وصدام حسين. والخطأ الآخر كَان الفشل في الرد بسرعة وبقوة كافية على موجات العنف التي انطلقت في اكثر من مكان.
اما الخطأ الرابع فكان الفشل الاميركي في إيجاد اسلحة الدمار الشامل. وكان اليسار اطلق عبارة سحرية تقول ان "بوش يكذب والناس تموت"، لكن بوش يقول ان "التهمة لم تكن منطقية، ولو كان اليسار يعرف اسلحة الدمار الشامل ما كان اطلق هذه العبارة".
2006 أسوأ الاعوام
ويعتبر بوش صيف 2006، الذي سيطر فيه القتال الطائفي وعدد الوفيات العاليِ في العراق على عقله، بمثابة أسوأ فترة في رئاسته.
ويكرّس فصلا عن خطة "الاندفاعِ" او زيادة عدد القوات، ويرى انها كانت بمثابة مضاعفة الرهان الاصلي، عبر زيادة عدد القوات الاميركية في العراق عام 2007. ويقول أن الاستنتاجات القديمة ما كانت لتنجح وهو فخور بذلك القرار. ويأسف لأنه لم يقم بزيادة القوات فورا، لكنه يعرف انه كانت هناك مشاكل سياسية مع الكونغرس حين امرار قرار بذلك.
والامر الوحيد الذي لايعتبره بوش خطأ هو الاحتلال نفسه. فبعد سبع سنوات على بدء الحرب، فان اميركا باتت أكثر أماناً من دون دكتاتور يواصل صناعة أسلحة الدمار الشامل ويساند الإرهاب في قلب الشرق الأوسط، حسب الرئيس السابق.
ويضيف "المنطقة أكثر تفاؤلاً بالديمقراطية الشابة التي تقدم مثالاً للآخرين لاتباعها. والشعب العراقي أفضل حالاً مع حكومة تستجيب لهم بدل ان تعذبهم وتقتلهم."
ويخلص الى القول بأن "هناك اشياء كنا فيها على خطأ في العراق، لكن السبب يبقى صحيحا الى الابد".
وقالت BBC
بوش في مذكراته: قرار غزو العراق كان صائبا وسمحت بالايهام بالغرق
دافع الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش عن قرار غزو الولايات المتحدة العراق عام 2003 والاطاحة بحكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين رغم شعوره بالغضب والمرارة بسبب عدم العثور على اسلحة دمار شامل في العراق.
جاء ذلك في مقابلة له مع محطة ان بي سي الامريكية بمناسبة صدور كتابه اليوم "لحظات قرار" المؤلف من 500 صحفة والذي يروي فيه الرئيس السابق تجربته في الحكم واهم الازمات التي واجهتها.
ورفض بوش في مذكراته الاعتذار عن غزو العراق وقال ان "الاعتذار يعني ان الغزو كان خاطئا"، مشيرا الى انه ما زال يعتقد ان خلع صدام حسين من الحكم كان قرارا صائبا وان العالم اصبح افضل بدون صدام في الحكم لان ذلك سمح لـ25 مليون عراقي العيش بحرية".
وبذلك يعود بوش الى الاضواء بعد ان كان قد توارى عن الانظار منذ انتهاء ولايته الرئاسية قبل عامين، ليدافع كذلك عن "الحرب على الارهاب" التي تشنها الولايات المتحدة منذ هجمات سبتمبر/ ايلول 2001.
وافادت المعلومات ان جدول اعمال بوش اصبح حافلا بالمواعيد والمقابلات مع وسائل الاعلام للترويج لكتابه.
وكتب بوش عما سماه "اخطائه في الحملة قبل غزو العراق وعدم العثور على اسلحة دمار شامل" بعد ان كانت تقارير استخباراتية اكدت ان الرئيس العراقي في حينه صدام حسين كان يملكها.
الايهام بالغرق
اصر بوش على صحة قرار غزو العراق
وكشف بوش في كتابه أنه "اعطى عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي ايه) موافقته الشخصية على ممارسة الايهام بالغرق ضد خالد شيخ محمد الذي شارك في التخطيط لهجمات 9/11".
ودافع بوش عن قراره هذا بالقول انه "كان يعتقد ان المشتبه به يملك معلومات حيوية حول اعتداءات قيد الاعداد" وانه "سيتخذ القرار نفسه مجددا اذا كان معناه انقاذ حياة اشخاص".
كما كشف الرئيس السابق انه فكر في الانفصال عن نائبه ديك تشيني الذي "عرض عليه ان لا يترشح معه لولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2004".
وقال بوش في هذا السياق ان "تشيني كان حينها نقطة سوداء يركز عليها الاعلام واليسار اذ كان ينظر اليه على انه كائن بلا قلب يعمل في الظل داخل الادارة"، لكنه قرر في النهاية عكس ذلك اذ رأى حسبما يقول انه "كان بحاجة الى تشيني لاتمام العمل".
رامسفيلد وتشيني
ويتناول الكتاب 14 قرارا منفصلا اتخذها بوش خلال ولايته الرئاسية مع تحليل لكيفية توصله اليها.
ويبدأ الكتاب مع الهجمات على واشنطن ونيويورك عام 2001 والتي غيرت السياسات الخارجية والعسكرية لبوش بشكل جذري، وينتهي بالانهيار الاقتصادي في ايامه الاخيرة في البيت الابيض.
ومن المتوقع ان يعود عهد بوش الى الاضواء مجددا مطلع عام 2011 اذ سيصدر وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد مذكراته قبل موعد صدور مذكرات تشيني في وقت لاحق من عام 2011.
وتناول بوش في مذكراته كذلك تصرفه حيال اعصار كاترينا وقال ان تصرفه "لم يكن بحجم الازمة"، مشيرا الى ان "تحليقه فوق مدينة نيو اورلينز كان خطأ فادحا اذ كان عليه ان يتوجه الى لويزيانا ليثبت للمسؤولين وضحايا الكارثة انه معهم".
وقال ان "الصور التي انطبعت في ذهن الشعب والتي تظهر الرئيس يطل من نافذة الطائرة الرئاسية خلال عودته الى واشنطن جعلته يبدو وكأنه غير مهتم".
ويتناول الكتاب جوانب اخرى اكثر حميمية في شخصية بوش فهو يصف معركته مع الكحول في شبابه والتي انتصر فيها عندما بلغ الاربعين.