الفضاء رَحب للغَاية لن يستَطيع عقلك استيعَاب حجمه!
الفضاء سَرْمَدِي لا نهَاية له
لن تستَطيع الوصول لنهَايته!
هل تدرك كم يبلغ حجم الأرض مقَارنة بالشمس؟
يقولون أنَّ السقوط دومًا يكون إلى الأسفل، وهذه تمثّل نظرية نيوتن عن الجَاذبية الأرضية!
لكن.. هل سمعت عن السقوط لأعلى؟
بالفضَاء يحدث هذا، نسقط لأعلى ونتَوغل في عالمٍ مثير ومدهش بكل المقَاييس!
ربما لو سُئل كم يساوي الزمن؟
كانت الإجابة هي (هناك علاقة بين السرعة والمسافة والزمن)
السرعة = المسافة ÷ الزمن
لكن هل سمعت عن أنّ الزمن = صفر؟
داخل الثقب الأسود، وهناك، الزمن يساوي صفر، فلا ماضي ولا مستقبل، بل حاضر فحسب!
رحلتنا لن تستغرق وقتًا، لأننا سنختَرق حاجز الضوء، سننطَلق بسرعة تفوق سرعة الفوتون!
حسنًا هيا ننطلق سويًا
ولنبدأ بسؤال مهم للغاية
ماذا لو تمكنَّا من صنعِ مَركبة ما - وسيلة انتقال - يمكنها أن تنطلق بسرعة الضوء، وبوقودٍ متجدد لا ينضب؟
ستقطع تلك المركبة مسافة تقدَّر بـ 300 ألف كيلو مترًا في الثانية الواحدة تقريبًا، وهذا ما يُعرف فيزيائيًا ورياضيًا بـ (سرعة الضوء)
ما هي قدرتك على التخيل الآن؟!
هل تستَطيع إذًا تخيل تلك المسَافة التي قد تقطعها تلك المَركبة في ثانية واحدة؟
ستجوب قطر الأرض ولا شك!
ماذا إذا لو انطلقَت دقيقة ضوئية؟!!
هل تخيَّلت؟
هل استوعبت؟
ماذا لو قطعنا سَاعة ضوئية!!
حسنًا...
ماذا عن يوم ضوئي قطعناه سويًا عن طريق مركبتنا؟
و...
وماذا عن سنة ضوئية؟!
ربما لا تستطيع حصر الرقم جيدًا!!
" لاحظ أن المسافة قد بدأت تحسب بالزمن وليست بالكيلومتر "!!
دعنا نختبر خيالك الآن
تخيل لو انطلقت تلك المَركبة وبشكلٍ عَمودي مُخترقة الحُجب والسُّحب، وانطلقت عبر الفراغ السَرمدي متجهةٍ نحو السماء قاصدة نجمًا ما يبعد عن أرضنا ملايين السنين الضوئية؟
تخيل أن هذا النجم أكبر حجمًا من الأرض بمئات الأضعاف، وأن السماء بجانب امتلائها ببلايين النجوم المتناثرة هنا وهناك، تمتلأ أيضًا بملايين الشموس المُوقدة ومثلهم من الأقمار المضيئة!!
قطر الشمس أكبر من قطر الأرض بـ 110 ضعف حجم الأرض
هناك كواكب تبلغ حجمها عشرة ألف ضعف حجم الشمس!
هناك الدبرَان، وهناك رجل الجبار
ولو تخيلنا حجم الكون الهائل الشاسع المتمدد بحسابتنا المحدودة وهو ما يقع تحت السماء الدنيا في رحلتنا بتلك المركبة سنكتشف أمرًا مذهلًا !!
تلك المجرات المُتاخمة، وتلك المجَاميع الشمسية الزاخرة، وهذه الكواكب والأكوان جميعها تقع تحت سقف السماء الأولى التي لن نصل - مطلقًا - إليها بتلك المركبة!
ولئن علمت أن قدرة الله، وعظمة هيبته نراها جلية في قوله سبحانه (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
ولو علمت أيضًا أنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة.. ماذا ستصنع؟!
ثَمَّة سؤال مهم للغاية!
ماذا نمثل نحن حجمًا كبشر من حجم هذا الكون وهذه الحياة الدنيا؟
هل تخيلت؟
هل استَوعبت؟
هل قارنت حجمك كإنسان بباقي خلق الله؟!
عليك أن تقف الآن ترفع رأسك لأعلى، تتطلع للسماء العريضة التي رُفعت بلا عمدٍ، وتتخيل ذلك المشهد، وتسبَح في عظيم خلق الله لتعلم جيدًا...
كم إننا ضعفاء
وكم إننا جاهلون و...
وكم إننا ظالمون...