الضحك علاج العصر !!!
عندما تبتسم لشخص آخر , فغالبا” ما سيرد لك الابتسامة بمثلها , وهذا يسبب مشاعر إيجابية لديك ولدى الشخص الآخر , وتثبت الدراسات أن معظم اللقاءات تسير بسلاسة أكثر , وتدوم أطول , ويكون لها نتائج أكثر إيجابية , وتحسن العلاقات بشكل هائل , وذلك عندما تبتسم وتضحك بشكل متكرر حتى يصبح ذلك عادة لديك .
وقد ثبت بالدليل القاطع أن الابتسامات والضحكات تبني الجهاز المناعي , وتدافع عن الجسم ضد العلل والأمراض , وتجعل الأفكار مقنعة , وتجذب الكثير من الأصدقاء .
إن الضحك يفرز مسكنات الألم الطبيعية بالجسم ومحسنات المزاج , والمعروفة باسم الإندورفينات ( Endorphins ), وهذا يساعد في تخفيف الضغط العصبي وشفاء الجسم _ بإذن الله تعالى _ .
عندما تم تشخيص حالة نورمان كزنز بمرض تصلب المفاصل , وهو مرض يضعف الجسم بشدة , أخبره الأطباء أنه لا يمكنهم مساعدته وانه سيعيش بألم شديد حتى توافيه المنية , أقام نورمان بغرفة في فندق , واستأجر كل فيلم مضحك كان يجده , مثل Marx Brothers , Airplane , The Three Stooges ,,,,,,,, وغيرها . شاهد هذه الأفلام مرات ومرات , وكان يضحك بشدة وبصوت مرتفع , وبعد ستة أشهر من العلاج بالضحك الذي توصل إليه , اندهش الأطباء بشدة عندما وجدوا أنه شفي من مرضه تماما” , لقد ذهب المرض !!!!!!!!!!!!!!!!.
وهذه النتيجة المذهلة كانت سبب نشر كتاب كزنز بعنوان Anatomy of an Illness , وبداية أبحاث كثيرة حول وظيفة الإندورفينات .
إن الإندورفينات عبارة عن مواد كيماوية تفرز من المخ عند الضحك , تكوينها الكيميائي يشبه المورفين والهيروين ولها تأثير مهدئ على الجسم , مع بناء الجهاز المناعي في نفس الوقت , وهذا يوضح لماذا نادرا” ما يصاب الأشخاص السعداء بالمرض , ولكن هؤلاء المتذمرين غالبا” ما تبدأ عليهم علامات المرض مبكرا”.
الضحك والبكاء مترابطان جدا” من الناحية النفسية والفسيولوجية , فعندما تنفجر بالضحك ولا تستطيع التحكم بنفسك فغالبا” ما ستشعر بوخز خفيف في جميع أجزاء جسمك , بعد الانتهاء من الضحك ,,,,,,,
هل تعلم لماذا ؟!!!!
لقد افرز المخ الإندورفينات , وهذا حسن حالتك المزاجية , وهي نفس التجربة أوالخبرة التي يشعر بها متعاطي المخدرات بعد تناول المخدر , فالأشخاص الذين لا يستطيعون الضحك عندما يواجهون مصاعب الحياة غالبا” ما يتحولون لتعاطي المخدرات أو المسكرات لكي يصلوا لنفس الشعور الذي يسببه الضحك بفعل الإندورفينات .
في الثمانينات من القرن الماضي أدخلت مستشفيات أمريكية عديدة مفهوم ” غرف الضحك ” , فاستنادا” على تجربة نورمان كزنز وأبحاث أخرى عن الضحك أجراها د. باتش آدمز , خصصت المستشفيات غرفة وملئوها بكتب النكات والأفلام الكوميدية والشرائط الفكاهية ,ونظموا زيارات للمثلين الكوميديين والبهلوانات . وكانوا يعرضون المرضى لجلسات تستغرق 30 – 60 دقيقة كل يوم وكانت النتيجة مذهلة :
تحسن هائل في صحة المرضى , ومعدا اقل في المدة التي يقضيها المريض للعلاج بالمستشفى . ونتج أيضا” عن غرفة الضحك قلة المسكنات المطلوبة , وأصبح التعامل مع المرضى أسهل .
لذلك يمكن القول بأن الطب الآن يأخذ الضحك بجدية !!!!!!!!
واصبح شعارهم : من يضحك كثيرا” يعش طويلا ” .